كيف كانت رحلة تيتان مختلفة عن كل رحلات زيارة تيتانيك السابقة؟
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما انطلقت تيتانيك في رحلتها الأولى في عام 1912، قبل 111 عامًا، لم يكن بإمكان أحد على متنها توقع الإرث الذي ستتركه السفينة وراءها. عندما اصطدمت تيتانيك بجبل جليدي قبالة ساحل نيوفاوندلاند وغرقت. توفي 1503 أشخاص٬ 815 راكبًا و688 من الطاقم بينما نجا 706.
نجا 61% من ركاب الدرجة الأولى، بينما نجا 25% من ركاب الدرجة الثالثة. نجا 20% من الركاب الذكور، بينما نجا 75% من الركاب الإناث. لم ينج أي من مهندسي السفن، حيث أعطوا حياتهم لشراء الوقت لأي شخص آخر للمغادرة. بشكل عام، نظرًا لنطاق الحدث ودراماته، فلا عجب أن يستمر غرق السفينة في جذب الناس.
إن غرق تيتانيك هو أيضًا شيء غامض. لم يتم اكتشاف حطام السفينة حتى عام 1985، بعد 73 عامًا من غرقها، كجزء من مهمة بحرية سرية للحرب الباردة. منذ ذلك الحين، غامر المستكشفون والباحثون والفضوليون بالغطس إلى موقع حطام السفينة لمحاولة معرفة المزيد.
في عام 2023، قدمت شركة Magellan Ltd “كل ملليمتر” من الحطام في نموذج ثلاثي الأبعاد. قام بتلك المهمة غواصتين – روميو وجولييت – مع أطقم مأهولة. ينضم هؤلاء الأفراد إلى أقل من 250 شخصًا زاروا الحطام.
باحثون ومراسلون وجيمس كاميرون
كان روبرت بالارد أول شخص يزور تيتانيك شخصيًا بعد غرقها في عام 1985، وهو عالم محيطات في جامعة رود آيلاند ومستكشف الجمعية الجغرافية الوطنية. ذهب بالارد إلى البحرية الأمريكية باقتراح لبناء غواصة آلية قادرة على الشروع في مهمة اكتشاف تيتانيك. كانت البحرية مهتمة بالتكنولوجيا المشاركة في المشروع، ووافقت عليها. كان بالارد محظوظًا في الرحلة.
من خلال اتباع مسار من الحطام الأثقل إلى الأخف انكسارًا من تيتانيك أثناء غرقها، تمكن بالارد من تتبع طريق إلى الحطام. حصل على إحداثيات السفينة على عمق مذهل يبلغ 13 ألف قدم و 400 ميل بحري قبالة ساحل نيوفاوندلاند، وتبعه آخرون في أعقابه.
معظمهم من الباحثين الذين زاروا تيتانيك، وأولئك المرتبطين بشركات الرحلات الاستكشافية. زارت EYOS Expeditions تيتانيك في عام 2019، بعد 14 عامًا كاملة من آخر مرة زارها أي شخص في عام 2005. في عام 2000، زار المراسل والفيزيائي مايكل جيلين المركبة، والتقط بعض الصور البارزة، وبالكاد نجا منها على قيد الحياة بعد اصطدامه بأحد مراوح تيتانيك.
ثم بالطبع هناك جيمس كاميرون، الذي عزز فيلمه “تيتانيك” عام 1997 بشكل دائم مأساة غرق السفينة في الوعي العام. أدى هوسه بتيتانيك إلى الغوص إلى الحطام 33 مرة.
رحلة محفوفة بالمخاطر
في 17 يونيو 2023، قادت غواصة تيتان بأحدث رحلة إلى تيتانيك الغارقة. اختفت يوم الأحد 18 يونيو. ومع ذلك، قد لا يدرك الجمهور أن هذه الرحلة كانت مختلفة بعض الشيء عن المشاريع السابقة. لم يوظف مؤسس أوشن جيت٫ ستوكون راش٬ أشخاصًا لديهم خبرة عسكرية لقيادة على تيتان لأنهم لم يكونوا “ملهمين”.
بدلًا من ذلك، قال أن “أي شخص يمكنه قيادة الغواصة” باستخدام وحدة تحكم ألعاب فيديو بقيمة 30 دولارًا. قاد هو بنفسه الغواصة. كان على متن الغواصة كذلك خبير تيتانيك فرنسي يعمل مديرًا للأبحاث تحت الماء لشركة “RMS Titanic” الأمريكية وزار حطام تيتانيك 37 مرة سابقة.
في الواقع، مهمة أوشن جيت الأخيرة هي واحدة من سلسلة من زيارات السياحية. دفع كل شخص على متن تيتان 250 ألف دولار مقابل الرحلة. يقول مايك ريس، الذي شارك في جولة تيتانيك تحت الماء العام الماضي أنه كان يعلم أنه يخاطر بحياته من خلال الغوص 13 ألف قدم تحت سطح البحر. حذر جيمس كاميرون – المخضرم في مثل هذه الزيارات – الجميع من مخاطر الرحلة. وقال إن موقع الحطام “أحد أكثر الأماكن التي لا ترحم على وجه الأرض.”
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال