إلى شيرين عبد الوهاب: متى تحول الإنسان الفظيع إلى عسل وسكر؟!

أحاول دائمًا الفصل بين مشاعري تجاه مواقف الفنان وفنه؛ لأن العملية كما يقولون “مش ناقصة” فالفن ما يهون علينا الضغوطات التي نعانيها. لا خلاف أن المطربة شيرين موهوبة، وشخصيتها أقرب للجمهور من فنانات أخريات يجدن التصنع ولا يحترفن البساطة، ولكن يوجد خيط رفيع خطير بين التلقائية والتهور.

قالت شيرين بحفلها ضمن فعاليات موسم الرياض:

“طالما ما نقدرش نستغنى عن الراجل في حياتنا يبقى نسمع كلامه، مطلعين عينهم ليه طيب؟!

أثار كلامها حنق السيدات، وكان ملجأهم “الهاشتاج” فما كان منها بعد هاشتاج “اخرسي يا شيرين” إلا أن قالت بحفلتها الأخيرة:

“لو عملولي كل يوم هاشتاج مش هبطل أقول اللي أنا عوزاه، يموتوا بغيظهم”

ثم استطردت قائلة:

“مش عارفة ليه بيكرهوا الرجالة، دول عسل وسكر اللي يكرههم دول أكيد شوية عوانس”

وأنا أقول لها من حقك التعبير عن رأيك وقولك “اللي انتِ عيزاه” ومن حقنا الرد باللي احنا عايزينه. ما أثار غضب السيدات ليس كرههم للرجال، ولكن ترسخيك لفكرة أن هناك طرف في العلاقة يجب عليه أن يملي أفعاله على الآخر ويجعله عبدًا يسمع الكلام.

فالمنطق يقول أن كل الأمور تمشي بين الزوجين بالاتفاق، بل أن قاعدة الزواج الأساسية بالمصري الفصيح “كل شيء بالخناق، إلا الجواز بالاتفاق” وحتى الدين لا يختلف مع هذا المنطق _من حسن حظنا_ فقد كان رسول الله يستشير نساءه ويعتبر برأيهن، ولنا فيه أسوة حسنة.

في حفلة أخرى بالسعودية لشيرين بسبتمبر الماضي، استدعت زوجها المطرب حسام حبيب إلى المسرح، وقالت:

“أنا بستسمحه يجي، جوزي بيعرف يتكلم”

فنفهم من هذا أنها تعرف جيدًا أن حسام يجيد الكلام فيم لا تجيده هي. نحن لسنا ضد حرية الرأي، أو مع الحرب الإلكترونية التي باتت سخيفة بين النساء والرجال، ولكن عندما تصف مطربة بموهبة شيرين الفتيات اللاتي لم يتزوجن بـ”شوية عوانس” يجب أن نرد عليها بأن ما تفعله يثبت أن المرأة أحيانًا تكون عدوة جنسها!..فهذا التعبير الذي لم ينزل الله به من سلطان، ولم يُطبق على الرجال كقول “رجل عانس” من تعبيرات كثيرة انتشرت في مجتمعنا لإهانة المرأة.

عندما تستخدم هذا التعبير سيدة خبيثة لجرح أخرى لا نعطي لها أهمية؛ لأن لو خرج العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب، ولكن عندما يخرج من مطربة بحجم شيرين يجب أن رد؛ لأن كلمات الفنان تؤثر بشكلِ أو بأخر بالمجتمع وتجرح البعض إن كانت في غير محلها.

منذ سنوات قالت لي صديقة عن زميل بالعمل:

إقرأ أيضا

بيومي فؤاد ينتظر نهاية الحرب على غزة “هذا ما يريده وذاك ما سينتظره”

فلان طيب، ولكن يجب عليه العد من واحد إلى عشرة قبل التحدث مع الغرباء.

العملية بسيطة وسهلة، إن كنتِ لا تجيدين الكلام، فقط عدي من واحدة إلى عشرة قبل التحدث، وفكري جيدًا إن كان سيجرح أحدهم، أو سيتسبب في زيادة مشاكلك. المشكلة لا تتوقف عند شيرين عند تصريحاتها بم يخص حياتها الشخصية، أو برأيها في العلاقات العاطفية، بل تصريحاتها عن مصر تسببت لها بالعديد من المشكلات من قبل، فحينًا قالت أنها خسارة في مصر، وبحفلة قالت أن ماء النيل يتسبب في البلهاريسيا وهي التي غنت “ما شربتش من نيلها” والناصح من يتعلم من تكرار الخطأ.

ويا عزيزتي عن سؤالك ليه نطلع عينهم؟ ففي الحقيقة في هذا المجتمع بالعلاقات الإنسانية كلها بنطلع عين بعض، وإلا لم غنيتِ من قبل:

فجاة ليه الحمل الوديع

يتحول إنسان فظظظظيع؟!