همتك نعدل الكفة
9٬032   مشاهدة  

لماذا لا أحب أنغام ولن يمكنني أبدًا التعاطف معها؟

أنغام
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حظي لقاء الفنانة أنغام مع أنس بوخش مقدم أحد أهم البرامج الحوارية على يوتيوب بتفاعل ضخم على شبكات التواصل الاجتماعي، وطلب مني مجموعة من الأصدقاء التعليق على هذا اللقاء الذين يصفونه بالصريح للغاية، والذي عالجته أنغام باختيارها الظهور مع أنس بوخش كامرأة لا نجمة ولا فنانة وكلهم يعرفون أنني لا أحب أنغام الإنسانة ولا أصنفها فنيًا في الصف الأول.

ربما لأن المطربة المولودة في يناير ١٩٧٢، والتي أصدرت أول ألبوماتها “الركن البعيد الهادي” عام ١٩٨٧ وهي في الخامسة عشر كأحد الأطفال المعجزة الذين كانوا ضمن مجموعة من المواهب مثل طاهر مصطفى في هذا العصر، سخر الجمهور من أسنان طفلة وتنمروا عليها – قبل اعتبار التنمر جريمة -، مما جعل المراهقة تقوم بعمل تقويم لأسنانها كأول قرار في طريق حياة الفنانة، لم أفهم وقتها وأنا أصغرها بعامين لماذا تغني طفلة من جيلي أغاني قديمة لا تشبه ما يقدمه حميد الشاعري ورفاقه في هذا العصر في نهاية الثمانينيات، كما أزعجتني للغاية ابتسامة الجوكر المزيفة على وجهها، كنت طفلا مثلها أتحسس طريقي لم تفسد بوصلتي بعد، أذهلني وجود طفلة تُظْهِر غير ما تبطن .. لم أحب ذلك.

٩ ألبومات أصدرتها الطفلة والمراهقة الموهوبة ما بين عام ١٩٨٧ و١٩٩٣، تسعة ألبومات في ٧ أعوام وكأنها لا تدرس وتعمل بالسخرة في إنتاج الأغاني، وهذا ما دفعها على التمرد على الوالد والمعلم الذي استغل كل نبرة من حنجرتها لصناعة مجدٍ فشل هو أيضا في تحقيقه، بعد بدايته كملحن مع أسطورة في حجم النجمة صباح بعد اكتشاف سمير خفاجي له، فشل الأب في صناعة كارير فني لائق وكذلك مات العم متأثرًا بإدمانه رغم موهبته العريضة ولم تبقى هناك فرصة سانحة سوى الإبنة الصغيرة، التي قررت التمرد.

وخلال ثمانية ألبومات تالية تضيع أنغام في رغبتها في الانفصال عن والدها وصناعة نجاحها، تخسر دائمًا أمام نجومية لطيفة وسميرة سعيد المتألقتين في التسعينيات وعنفوان نجاح شيرين وآمال ماهر ومطربات الموجة الجديدة جنات وسوما وغيرهن في بداية الألفينات.

أنغام تغني منذ أكثر من ٢٠ عام وبـ ١٧ ألبوم وما يزيد عن ١٥٠ أغنية دون أن تصبح نجمة صف أول في مصر، الشابة التي تجاوزت الثلاثين وخلعت زوجها الثاني في سن الرابعة والثلاثين، تعاني من فشل الوالد والعم في الحصول على مرتبة الصف الأول في الفن والغناء.

كان أشهر المتناول عن أنغام من نهاية التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة هو معركتها مع والدها، وأغنية وحدانية التي نالت على احترام النقاد والمستمعين وأشارت إلى صوت توارى كثيرًا لدرجة أنه لا أحد يتذكر ٣ أغنيات من الـ١٥٠ السابقين، بالنسبة لي أزعجتني شكوى محمد علي سليمان من ابنته على الشاشات، رأيته لا يليق، ولأن الفنانة تملك نفس جينات الوالد الموسيقار فعلت مثله تمامًا، وغضبها على والدها لزواجه الثاني جعلها تقلده في زواجها الرابع وتتزوج الموزع أحمد إبراهيم المتزوج صاحب الأطفال الصغار، هي ما زالت غاضبة لم تصالح والدها لكنها متصالحة تمامًا مع البيت الذي شاركت في تخريبه، أنغام حرة تمامًا في قرارات حياتها، وكذلك أنا حر في عدم حبي لها.

لم أتعاطف مع الفنانة وهي تشكو لأنس أزمتها لأنها صنعت للغير أزمة أكبر وأعمق، على الأقل لا يملك أطفال الموزع سببًا للكراهية غير الزواج، بعيدًا عن تعلم الموسيقى في البرد.

أخيرًا تتفجر موهبة الفنانة وتصعد للقمة الغنائية بعد نهاية النصف الأول من عقدها الرابع – منتصف الثلاثينيات –  وتنافس على تلك القمة لمدة خمسة عشر عامًا، تذوق النجاح للمرة الأولى في عائلتها فتنعزل عنها – ربما خوفًا من العدوى أو العودة- لكنها تختار بكامل ارادتها الانحياز والانبطاح بطريقة الشماشرجية ولها كامل الحرية، لكن والدي علمني أبدا ألا أحب الشماشرجية المنبطحين.

لن أتحدث عزيزي المهتم عن الحلقات التي تخفيها في برنامجها عندما يتفوق عليها زملاءها مثل حلقة بوسي مثلا لكن.

إقرأ أيضا
بلبل حيران

أخيرًا عزيزي القارئ اعترفت أنغام بمشاعرها الحقيقية لشقيقتها الراحلة غنوة والمشاكل بينهما والشعور الذي شعرت به لحظة تغسيل أختها، ورغم هذا ورغم تجاوزها سن الخمسين عامًا – حيث نبدأ في النضج وإدراك الأمور – تواصل تصدير العداء للوالد الذي قد يرحل قريبًا وتعود للمشهد ذاته وتشعر بالشعور ذاته الذي أحستها مع غنوة، وكأنها لا تتعلم من أخطائها لأنها فقط لا تملك ما يسمى بالتسامح، وأنا شخصيا أكره غير المتسامحين.

شكرًا على الحلقة التي صنعها أنس بوخش، ومبروك على الفنانة الوجه الصادق الجديد الذي ارتدته في الحلقة، والتي لم يغب عن ذهني أبدا خلال الاستماع لها مشهد الفنان فريد شوقي وهو يخاطب الفنان زكي رستم في فيلم رصيف نمرة خمسة وهو ينوى الصلاة ويقول له : عملتها قبلك

الكاتب

  • أنغام أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
41
أحزنني
10
أعجبني
41
أغضبني
34
هاهاها
1
واااو
6


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (4)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان