التحنيط الطبيعي لجسد رجل في 16 يوم فقط يحير العلماء
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بعد 16 يومًا فقط من رؤيته آخر مرة على قيد الحياة، تم العثور على رجل بالقرب من سكة حديد في صوفيا، بلغاريا في “مرحلة التحنيط الكامل”. في هذه الحالة النادرة بشكل لا يصدق، أصبح دماغ الرجل الميت وأعضائه الأخرى “كتلًا غير منظمة”. مما ترك الباحثين في حيرة من كيفية حدوث ذلك في مثل هذا الوقت القصير.
تم فحص الحالة في دراسة نُشرت في دورية Cureus.
وفقًا للباحثين، شوهد الرجل البالغ من العمر 34 عامًا آخر مرة على قيد الحياة في 18 أغسطس 2023. بعد أكثر من أسبوعين بقليل، في 3 سبتمبر، عثرت الشرطة على جثته بالقرب من خط السكة الحديد. كان لا يزال يرتدي نفس القميص والسراويل القصيرة والجوارب التي شوهد فيها في الثامن عشر. كما وردت تقارير تفيد بأنه كان “يتعاطى الكحول بشكل مزمن”.
لم يتم العثور على إصابات على الجثة. ومع ذلك، تم العثور على العديد من الآفات الصغيرة المستديرة على أجزاء متعددة من الجسم. مما يشير إلى أن اليرقات قد دخلت جثة بعد الوفاة. عند التحليل الدقيق، تمت تغطية الجسم بـ”كمية صغيرة من اليرقات”.
أظهر الفحص الداخلي الأقرب للجسم أن الأعضاء قد تحللت بسرعة وأصبحت “كتل سوداء بنية جافة”. كما أن الأنسجة الدهنية للرجل قد اختفت بالكامل تقريبًا. كذلك جفت عضلاته وكانت ألوانها زاهية، حيث تبخر السائل في جسده بالكامل.
كان تحليل السموم للأعضاء الداخلية للرجل سلبيًا لوجود أي أدوية أو مخدرات، ولا يزال سبب الوفاة غير معروف. بينما استبعد الباحثون احتمال أن تكون وفاته ناجمة عن إصابات، كتبوا أنهم “لا نستطيع استبعاد احتمال تسمم الكحول أو المضاعفات المتعلقة بتعاطيه المزمن”.
كتب الباحثون في الدراسة: “يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على عملية التحنيط. لكن أهمها الهواء الجاف والتهوية الجيدة والإشعاع الشمسي وارتفاع درجة الحرارة. اعتمادًا على الظروف، يمكن أن يختلف وقت التحنيط الكامل لجسم الإنسان على نطاق واسع. مع ذلك، عادة ما تستغرق هذه العملية عدة أسابيع إلى شهور.”
طوال فترة الـ16 يومًا التي تم فيها تحنيط جسم الرجل، تذبذبت درجات الحرارة بين 15 و 32 درجة مئوية، والتي لن تكون ساخنة بما يكفي لتحنيط الجسم بسرعة، بمتوسط رطوبة يبلغ 52٪. مع ذلك، لاحظ الباحثون أن الظروف في صوفيا، بلغاريا خلال هذه الفترة كانت شبه محفزة للتحنيط.
كما افترضوا أن قرب الجسم من خط السكة الحديد يمكن أن يلعب دورًا في التحنيط السريع. قالوا إن حركة القطارات “يمكن أن تثير” حالة رياح “إضافية يمكن أن تساعد في تسريع العملية.”
أشار الباحثون أيضًا إلى أنه قد يكون من الصعب على أطباء الطب الشرعي والفاحصين الطبيين تحديد “فترة ما بعد الوفاة” بشكل صحيح، أو الوقت منذ الوفاة. خاصة في الحالات التي يتحلل فيها الجسم أو يحنط. واقترحوا أن فحص دورة حياة الذباب الذي تجذر في الجسم يمكن أن يقدم بعض التبصر في الوقت منذ الموت.
وكتبوا: “نظرًا لأن عملية التحلل أو التحنيط تعتمد على البيئة والعديد من العوامل الأخرى، يمكن تثبيت دورة حياة الحشرات أو إيقافها. في الحالة المدروسة، كان من الواضح أن الظروف المحددة كانت توقف بشكل كامل تقريبًا غزو الحشرات وتطورها نظرًا لوجود عدد قليل من اليرقات عندما تكون عادة مئات وآلاف.”
في النهاية، أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن دورة حياة الذباب لم تكتمل. مما يعني أن الوفاة حدثت “قبل أقل من 18 يومًا تقريبًا من اكتشاف الجثة”. يتوافق ذلك مع تقارير أخرى قالت إن المتوفى شوهد آخر مرة على قيد الحياة قبل 16 يومًا فقط من اكتشاف جثته.
ذكر الباحثون أن “التحنيط المبكر وهو حدث نادر للغاية، خاصة عندما لا يتم استيفاء الشروط النموذجية لهذه العملية.”
لا يزال هناك العديد من المتغيرات غير المعروفة في هذه الحالة، لا سيما سبب وفاة الرجل وكيف حدث هذا التحنيط السريع بالضبط. بالنظر إلى أن الطقس في صوفيا لم يكن مثاليًا لحدوث مثل هذه العملية، فمن المحير أكثر كيف تمكن جسد الرجل من التحنيط في 16 يومًا فقط.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال