إصبع روج يخيف المجتمع!

قد نغفل عن ماهية الأشياء ؛ الفرشاة ، المعجون، المرأة، الباروكة، العصا، القنينة، المشط، الدمية، الغرفة، النظارة، القبعة، المنشفة..إلخ. لكن” عندما تستيقظ ولا تدرك ما هي ماهيتك أنت!..تصبح هذه الأشياء كجمهور غفير يصفق لك بلا ضجيج ليبادلك الأزمنة والأمكنة إلى أن تبقوا جميعكم في غرفة مؤصدة في رؤوسكم تقلبون كولاج الذكريات. اصبع روج كفيل بأن يقتل المجتمع، المجتمع الذي فقدني”

هذه كانت كلمات مخرج عرض إصبع روج الفنان الصلت سعيد ، العرض الذي عرض بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي أمس.

كارثة أن يعيش الإمسان لا يعرف لأي جنس ينتمي، وأعمال نادرة ما ناقشت اضطراب الهوية الجنسية في وطننا العربي بشكل مختلف.

إصبع روج كان اسم عرض قدمته سلطنة عمان بمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي.

اسم غاية في الروعة انتهى به العرض بجملة “إصبع روج يخيف المجتمع”

فيتسبب الأب في كبت وجداني لابنه الذي من مصلحته أن يغير جنسه، ولكن يخيفه أن يفقد هيبة أبو الولد ، فكيف لأب عربي أنجب ولدا يرى ابنه يميل لعالم الفتيات؟

اقرأ أيضا…فاصل زمني يعبر عن مشكلات الإنسان عبر الأزمنة

كبت وجداني، تحكم وسيطرة، خوف زائد؛ كلها أشياء من أساسيات التربية الخاطئة بعلم النفس، أخرجت لنا نفسيات مشوهة.

ناقش العرض كل هذه الموضوعات التي أخرجت شخصيات مصابة باضطراب الهوية الجنسية عانت من تنمر المجتمع وعدم تقبلهم لهم.

ملابس، كراسي، سرير، وصندوق قمامة، وعصا؛ أشياء بسيطة استخدمها الممثلون أكثر من استخدام.

أبدع الممثلان وليد المغيزوي وإبراهيم المعشري في تقديم أكثر من شخصية بنفس الآن.

طاقة هائلة على المسرح لتمثيل مرحلة طفولة الشخصيات، وتمثيل دور الآباء في العرض وكذلك كل من أثر سلبا أو إيجابا على هذه الشخصيات بمرحلة الطفولة.

اكثر ما استخدماه بشكل بارع نبرة الصوت التي أذهلت الجميع خاصة الشاب الذي تحول إلى مثلي.

علي العرض فقط التطويل فكان الايقاع المنضبط يهرب أحيانا من بين أيدي الممثلين البارعين لتكرار بعض الرسائل التي وصلت الجمهور بالفعل عن معاناة شخصيات العرض..

إقرأ أيضا

مرافعة تاريخية.. جنوب إفريقيا تضع إسرائيل في قفص الاتهام

كما كان هناك بعض الكلاشيهات من تكرار الكلام وارتفاع الصوت وكأن الممثل يبحث عن (السوكسيه) وهما جديران به بالفعل دون كلاشيهات تكرار الكلمات ثلاث مرات.

أيضا كانت هناك عبارات مباشرة جدا ، مثل عبارة: قتلني المجتمع يا أمي وأنا مصاب باضطراب الهوية الجنسية.

لو كان يريد المؤلف توضيح اسم المرض كان اكتفى بالجملة الأخيرة، ولكن جملة لقد قتلني المجتمع يا أمي كانت مباشرة للغاية. 

إصبع روج يضعنا أمام مواجهة حقيقية مع أنفسنا وهل يمكننا التعامل مع أصحاب الاضطرابات النفسية المختلفة بعين الرحمة.

العرض بطولة وليد المغيزوي وإبراهيم المعشري وتأليف عباس الحايك.