فاصل زمني ..المشاكل الاجتماعية ومعاناة الإنسان عبر الأزمنة

ثالث عروض مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي كان عرض فاصل زمني وهو عرض أردني.

بدأ العرض باستخدام الرمز وبشكل فلسفي باثنان يرتدون أقنعة سوداء وبينهم رجل يعبر عن الإنسان يكاد يتمزق بينهما ويعبر عن آلام الإنسان عبر العصور.

ظلت هذه الرمزية ثابتة طوال العرض بوجود هذا الشخص الذي يبدو بشعره الطويل وكأنه الإنسان الأول.

فكان يظهر في خلفية بعض المشاهد بنفس الزي الموحد لممثلي العرض الذي عبر عن معاناة الإنسان الواحدة والتي تتكرر عبر الزمن.

 اقرأ أيضا…العاصفة  عندما نهرب من واقعنا إلى الخيال

فاصل زمني كان أفضل ما فيه السينوغرافيا التي عبرت بشكل واضح عن مرور الزمن وعن معاناة الإنسان واستغل المخرج المكونات البسيطة في العرض ليوظفها مع الإضاءة في مشاهد اقتربت لقطاتها من الصور السينمائية، فيما استخدم الإظلام معظم الوقت ليبرز مشاعر محددة من إحباط ويأس وتعبير عن الحزن، ولابراز ألوان أخرى من الإضاءة في أكثر من مشهد، مثل اللون الأزرق الذي أدخلنا في جو غامض تعبيرا عن الأزمنة المختلفة التي تتكرر فيها نفس المشكلات.

كما استخدم المخرج في فاصل زمني شعار بلا إنتاج لتوظيف أدوات بسيطة مثل بعض القماش الذي أعطى شكلا مختلفا أثناء الاستعراض مع الإضاءة المميزة ، فبدا الممثلين وكأنهم أشباحا.

عيب العرض كان المباشرة الفجة التي تحدثت عن الفساد والعهر والبطالة بشكل مبالغ فيه مما خلق الملل أثناء المشاهدة.

تميز في العرض الفنان عمران العنوز في أداء دور القواد وكان أدائه سلسلا، عكس بعض الممثلين الذي كان أدائهم يقترب من الكلاشيهات وخاصة أن العرض باللغة العربية ويحتاج إلى أداء سلس وذكاء لجذب الجمهور.

إقرأ أيضا

عن إفتتاح بلا إنتاج وأحمد رزق الذي لا ينسى ماضيه

ولكن ظهر أثناء العرض أن هذا الأداء ما هو الا توجيه من المخرج الذي وظف بعض الممثلين التحدث بمباشرة عن المشكلات وبهذا الأداء  القديم الذي ربما رأى أنه يعبر عن رؤية العرض، ولكن سبب مللا للمتلقي في نظري.

كانت الموسيقى من أبطال هذا العرض بما حلقته من شعور بالغموض والتحولات الزمنية بإيقاعها البطيء الذي تغير في نهايته لإيقاع سريع بجملة لحنية ثابتة تقريبا يتغير فقط إيقاعها وسرعتها.

العرض من تأليف وإخراج وسينواغرفيا محمود زغول وتمثيل عمران العنوز ، سارة أبو زهرة، زيد سيوف.