زلزال أفغانستان.. لحظات لا تنسى من الذاكرة
مباني تحولت ترابًا وأنُاس أصبحت جثث على الأرض متناثرة من بينهم أطفالًا، ما أن تسير في أي مكان تجد الدماء مغطاة على الأرض وكأنها تخبرك بحجم الكارثة، هكذا كان المشهد في أفغانستان بعدما ضرب زلزال أجزاء من المدينة بقوة 6,3 درجات.
لم يتمكن العالم من التقاط أنفاسه جراء زلزال المغرب وفيضان ليبيا الذي حل عليه الشهر الماضي، ليستقبل الكارثة الجديدة بعدما استيقظ أمس على زلزال أفغانستان الذي ضرب أجزاء من المدينة أعقبته ثماني هزّات ارتدادية قوية مناطق يصعب الوصول إليها تقع على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب عاصمة الولاية هرات.
استيقظ أهالي أفغانستان وتحديدًا في غرب العاصمة هرات على اهتزازات شديدة حاملين أطفالهم تاركين خلفهم كل ما هو ثمين في سبيل النجاة بحياتهم، منهم من تمكن من النجاة ومنهم من أصبح جثة تحت الركام، تحاول فرق الهلال الأحمر في انتشاله وتكريمه إلى مثواه الأخير.
في مشاهد أصبحت متكررة على أبصار الجميع تعيد للأذهان زلزال سوريا وتركيا في فبراير الماضي، وزلزال المغرب وفيضان ليبيا الذي التهم الأخضر واليابس في سبتمبر الماضي الذي خلفوا المئات بل الآلاف من الضحايا، لينضم لهم زلزال أفغانستان مسجلًا أعداد وفيات تتخطى حاجز الـ 2000 قتيل.
فوفقًا المتحدث باسم وزارة الكوارث في إدارة طالبان، فإن الزلازل أودى بحياة 2053 شخصًا وأسفر عن إصابة 9240 آخرين، كما قام بتدمير وتضرر 1320 منزلا، ما يعين أن أكثر من 1300 شخصًا أصبح بلا مأوى.
وأعلن مسؤول في هيئة الصحة في هرات عرف نفسه باسم الطبيب دانيش أن أكثر من 200 جثة وصلت إلى مستشفيات مختلفة، أغلبهم من النساء والأطفال واصفين ما حدث بأنه كارثة.
وتداول العديد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي والذي أوضحت تجهيز الفرق الطبية إلى الأسرة خارج المستشفى من أجل استقبال جثث الضحايا والمصابين التي في زيادة في الأعداد بشكل كبير.
وما جعل الوضع أسوأ هو حدوث الزلزال في مناطق نائية تعاني البنية التحتية من خراب نتيجة الصراعات التي شهدتها على مدار سنوات وجعل تنظيم عمليات الإنقاذ صعبة، الأمر الذي أكدته أحد الناجين من الزلزال ويدعى “أحمد” في تصريحات صحافية بقوله:”لا أستطيع الاتصال بعائلتي، الاتصالات بالشبكة مقطوعة. أنا قلق وخائف جداً، كان الأمر مرعبًا”
ومع ذلك تدخل قوات الهلال الأحمر في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح التي تحت الركام، وبسبب المخاوف المتعلقة من القيود التي تفرضها حركة طالبان على النساء تجعل المانحين في التراجع عن تقديم الدعم لأفغانستان وفقًا المسؤولين.
وفي تقرير صادر عن المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي فإنه من المرجح وقوع خسائر جديدة:”من المرجّح وقوع خسائر بشرية كبيرة، ومن المحتمل أن تكون الكارثة واسعة النطاق.. الأحداث الماضية بهذا المستوى، تطلّبت استجابة على المستوى المحلي أو الوطني”
وتتعرّض البلاد بشكل متكرّر للزلازل، لا سيما في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.
ففي مارس من هذا العام، قُتل 13 شخصًا في أفغانستان وباكستان بسبب زلزال بقوة 6.5 درجة وقع بالقرب من جورم في شمال شرق أفغانستان، وفي يونيو من العام الماضي، قُتل أكثر من ألف شخص وشرّد عشرات الآلاف بعدما ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة إقليم باكتيكا الفقير، حيث تسبب بأكبر حصيلة للقتلى في أفغانستان منذ ما يقرب من ربع قرن.
إقرأ أيضًا.. زلزال كانتو العظيم عام 1923..أخطر كارثة في تاريخ اليابان