“إبادة جماعية وواقع أليم”.. المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية لـ “لميزان”: ندعو الدول بالتدخل الفوري
216 ساعة كانت كفيلة بأن تحول غزة إلى مدينة منكوبة، 9 أيام مرت كأنها أعوام على أهالي فلسطين بعد نشوب حرب بين قوات المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب عرفت بـ “طوفان الأقصى” ليدفع أهالي فلسطين ثمن حلمهم بالحرية دماءً تسيل على الأرض، وأنُاس فقدت حياتها تحت الركام بعد سقوط البنايات عليهم، وأطفال يتمت قبل أن ترى أعينهم النور، وآخرون بين الحياة والموت في المستشفيات.
استهدف الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على فلسطين القطاع الصحي بعد تدميره للأحياء السكنية وقضائه على عائلات بأكملها لتمحى أكثر من 47 عائلة من السجلات المدنية الفلسطينية وزيادة عدد الجرحى ليدمر أكثر من 10 مستشفيات بجانب استهداف سيارات الإسعاف وبداخلها الأطقم الطبية مع انقطاع الكهرباء ونفاذ الوقود وقرب نفاذ المستلزمات الطبية في ظل رفض إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة.
وارتفعت أعداد الجرحى في غزة إلى أكثر من 9 آلاف جريحًا واستشهاد نحو 2329 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ظل عدم وجود أماكن لدفن الجثث، لتلجأ المستشفيات إلى استخدام ثلاجات المواد الغذاء في مشاهد مُزقت القلوب.
وهو ما أكده مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سليمة، إذ أوضح عدم وجود أماكن لدفن الجثث في وقت تعرضت فيه الكثير من المستشفيات إلى القصف بعد إخلاء مرضاها وإيداعهم في مستشفيات أخرى تعاني من تكدس كبير.
استغاثة عاجلة
وفي نداء عاجل، استغاثت وزارة الصحة الفلسطينية دول العالم من أجل إرسال الوفود الطبية التطوعية من كافة التخصصات لإنقاذ جرحى العدوان الاسرائيلي في مستشفيات قطاع غزة التي باتت طواقمها الطبية بين شهيد وشريد ومصاب.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، في تصريحات لـ “الميزان” أن القطاع الطبي في فلسطين أصبح كارثي، إذ استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 15 مستشفيات بينما خرج اثنين منها عن الخدمة.
كما استهدفت صواريخ الاحتلال 23 سيارة إسعاف ما تسبب في استشهاد نحو 15 من الطاقم الطبي، وإصابة 27 أخرين، وفقًا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية.
ويتواجد آلاف الجرحى والمرضى داخل المستشفيات، ولم يعد متوفر لهم أماكن سواء أسرة أو داخل غرف العنايات المركزة للحالات الخطيرة، مطالبًا بضرورة التدخل العاجل من دول العالم لإيقاف إسرائيل في ظل مطالبات المستمرة لإخلاء المستشفيات.
الأمر الذي ايدته منظمة الصحة العالمية بقولها إن دعوة إسرائيل ترقى إلى حد “الحكم بالإعدام على المرضى والجرحى” في مستشفيات مدينة غزة المزدحمة.
هول المشهد
“الوضع كارثي بكل المقاييس”.. لم يجد طارق دردساوي، طبيب الأطفال بقطاع غزة أفضل من تلك العبارة لوصف هول المشهد في غزة، بعدما استمر القصف الإسرائيلي على القطاع لليوم التاسع على التوالي.
استهدفت مستشفى الدرة التي كان يعمل بها الطبيب طارق، للقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الأسلحة المحرمة دولية وهي الفسفور الأبيض -مادة كيمائية خطيرة تسبب ذوبان الصبات الهوائية والرئتين وحدوث حروق وتهيج وأضرار بالكبد والكلى والقلب والرئة والعظام- ليصاب العديد من الطاقم الطبي ما اضطر المستشفى إلى إخلاء مرضاها وإيداعهم داخل مستشفى النصر.
وأوضح الطبيب الذي أخذ عائلته بعدما أخلى منزله في شمال غزة بعدما شدد الجيش الإسرائيلي في بيان له بضرورة إخلاء شمال ووسط قطاع غزة رغبة منها في إلقاء الصواريخ، باتجاه إلى الجنوب حرصًا على سلامتهم، بأن العديد من المستشفيات خرجت عن الخدمة منها مستشفى بيت حنون.
وأكد الطبيب طارق الذي يقطن مع ما يقارب من 100 شخصًا داخل شقة واحدة هربًا من الموت بأن الوضع في غزة يحتاج إلى التدخل العاجل من الدول في محاول لوقف القصف الإسرائيلي والسماح بالمساعدات إلى الوصول إلى القطاع بجانب إرسال أطقم طبيبة لمساعدتهم في معالجة المرضى وإنقاذ الأرواح المتشبدة في الحياة.
إبادة جماعية وواقع أليم
حديثه لم يفرق كثيرًا عن ما قاله اليوم المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، في حديث متلفز، إذ أكد أن المشاهد مؤلمة وصعبة للغاية في وجود تلك الكارثة وحجم الدمار الكبير الذي يفوق معداتهم.
وأضاف “بصل” باكيًا على الهواء:” الطواقم تحاول قدر المستطاع الانتشال، لكن صعوبة الموقف وحجم الاستهداف كبير جدًا، فإننا نتحدث عن كارثة في منطقة الشمال، حيث تسقط البراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين الفلسطينيين دون رحمة والاحتلال دعا المواطنين إلى ضرورة النزوح والإخلاء”
“إبادة جماعية والواقع أليم”.. تسقط البيوت في فلسطين على رؤوس أصحابها في لحظات معدودات، ليرتقي الشهداء أسفلها في وقت تضعف فيه الإمكانيات في فلسطين على إخراجهم مقارنة بحجم الدمار، وفقًا للمتحدث باسم الدفاع المدني السوري.
وناشد “بصل” العرب والمسلمين بضرورة التدخل العاجل:”ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وهناك مئات من المواطنين يموتون، نحن لا نريد بيانات استنكار، ولكن نريد التدخل الفوري لإنهاء العدوان الإسرائيلي، وإخراج الشهداء من تحت الأنقاض”