همتك نعدل الكفة
446   مشاهدة  

إبراهيم عيسى: أنا مع كل من يقاتل إسرائيل

إبراهيم عيسى
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



تعلمنا أن تبدل القناعات وتغيير الآراء نتيجة للوعي والإدراك شئ صحي وحميد وأن الأنسان لا بد له من مراجعة أفكاره كل فترة شريطة ألا يتخلى عن مبادئه أو يفقد إنسانيته حتى لو وصل الأمر إلى فقدانه لقمة العيش فالمال يأتي ويذهب لكن الأنسان الحر باقي لا ترهبه سلطة أو لقمة العيش لكن يبدو أن هناك أشخاصًا يرون أن تبدل المواقف والأراء حتى تستمر السبوبة شئ منطقي جدًا ولا يهم فمزبلة التاريخ تتسع للمزيد منهم.

أصبح معلومًا للقاصي والداني زيف ونضال الكاتب إبراهيم عيسى الذي دأب على تصديره لنا قبيل رئاسته لتحرير جريدة الدستور أوائل الألفية الجديدة وأصبح يبدل في أفكاره ومبادئه كما يبدل في حمالات قميصه دون تبرير مقنع حتى لو اسعفته القوافي وسجع الكهان ونجح في دس السم في العسل بأنه كان مخدوعًا في هذا التيار أو تلك الجماعة فالرهان على ضعف ذاكرة الناس في النهاية غباء.

منذ بدء الحرب على غزة و يتحفنا إبراهيم عيسى بشكل شبه يومي بسلسلة من الآراء التي تتركز في شيطنة المقاومة المسلحة الفلسطينية لن تشفع له محاولة تأييف الكلمات بالهجوم على الكيان الصهيوني الغاصب بالمرة لأنه يساوي بين المجرم وبين الضحية التي تقف وحدها تقاوم في ظل صمت رهيب من الدول العربية و بتواطؤ من المجتمع الدولي.

عندما كانت المقاومة شرفًا يزلزل عروش الحكام العرب.

 (شعار الحكام العرب الخضوع لإسرائيل مقابل البقاء والاستمرار في الحكم وعلى العرش، طيب إذن الكل موافق بالصلاة على النبي ما نقرأ الفاتحة، اّه هناك مشكلة مؤرقة للجميع وهي الجماعات والمنظمات الرافضة للتسوية الإسرائيلية مما يفثي عجلة السلام، الحل إذن أن تقوم إسرائيل وتشيل الليلة وتعتدي وتحتل وتسجن وتغتال وتخطف وتطرد وتضرب فتحقق غاية الأرب لحكام العرب، تركيع الحركات الرافضة للتسوية وطحن عظامها والتلويح لغيرها بنفس العافية وتنزيل مستوى الطموحات والمطالب العربية فبعد أن رفض العرب قرار التقسيم منذ حوالي 60 عامًا عليهم الأن بعد كل هذا العجز والعار والهوان الرضا بالمقسوم)

إبراهيم عيسى

بتلك الكلمات الخطابية الرنانة اختتم عيسى مقال “مصر تتصل” في عدد الدستور رقم 70 الصادر في 19 يوليو 2006 وفي خضم الحرب الطاحنة التي كانت تدور بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني على خلفية إختطاف الحزب لجنديين إسرائيليين في العملية التي سميت بأسم “الوعد الصادق”.

لم يكتفي عيسى بتسديد تلك الكلمات التي تشبه اللكمات إلى الحكام العرب وبالأخص حسني مبارك بل وصدر في الصفحة الأولى لنفس العدد صورة للسيد حسن نصر الله مع تعليق “يا منطقة مافكيش راجل”يسخر فيه من الحكام العرب وقام بتوزيع بوستر ضخم له مع العدد.

إبراهيم عيسى
صورة زنكوغرافية للصفحة الأولى من عدد الدستور

تلك كانت رؤية إبراهيم عيسى التي تمجد في المقاومة ضد الكيان الصهيوني وضد تركيعها وتفسيه عجلة السلام بحسب ما وصف في المقال وأن المقاومة تفضح الحكام العرب وتضعهم في مأزق لأنهم مدعمون من الكيان الصهيوني وحاميه الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية ودأبهم على تصدير نغمة أننا لن نقف أمام جيش الكيان الذي لا يقهر.

مرت سنوات كثيرة وجرت في النهر مياة أكثر وعاد المشهد للاشتعال مجددًا بشكل أكثر ضراوة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ليخرج علينا المناضل السابق ليصب غضبه على حركة حماس التي اختطفت رهائن من مستوطنات غلاف غزة “التي هي في الأصل أراضي فلسطينية” وفجأة تبدل الحال من الابتهاج بضرب تل أبيب بصواريخ حزب الله إلي الهجوم على المقاومة ووصف ما فعلته بأنها إرهابًا يسئ إلى صورة الإسلام الذي وللمفارقة المضحكة المبكية يحاول التشكيك فيه عبر برنامجه “متفق عليه” عبر فضائية الحرة الأمريكية.

YouTube player

عيسى الذي كان يرفض تركيع المقاومة بل وخرج في فيديو سابق يقول أنه مع أي فصيل يقف ضد الكيان الصهيوني الغاصب حتى لو كان حزب الله

 يطالب الأن بالقضاء عليها لأنها يرى أنها تستولي على غزة ولم تستأذن أهلها لبدء الهجوم على إسرائيل وأن حماس طيلة فترة حكمها لغزة لم توفر لهم سبل العيش الكريم ولم تبني لهم ملجًا واحدًا بل تفرغت لبناء الأنفاق!

YouTube player

هذا الخطف الذهني يكشف لنا أن الكاتب الكبير  يعتبر غزة منطقة مفتوحة يسهل الدخول والخروج منها وليست أكبر سجن مأهول في العالم ومفروض عليها حصارًا شديد القسوة من قوات الأحتلال لكن بالطبع هو لا يعبأ و لا يقف مع فصيل ضد آخر هو يقف حيثما تأتي المال فعندما كان مدح المقاومة والهجوم على نظام مبارك وفتح صفحات الدستور أمام كل المعارضين هو السبيل الأمثل لزيادة مبيعات الجريدة في وقت كان النضال الورقي يؤتي ثماره ماديًا ويوغل صدر  أصدقائه القدامى في “روز اليوسف” التي كان يسخر من تدني مبيعاتها، اما الأن بوصلة السبوبة تتجه نحو الفضائيات الأكثر ربحًا وأن رضا طارق نور والأمريكان اهم من رضا ابوك وأمك حتى لو بعت مبادئك و تنصلت مما قلته قبل ذلك أو وقفت ضد التيار السائد الذي يقف مع المقاومة وحتى لو كلفك هذا أن يكيل لك المشاهدين السباب ليل نهارًا فما دام إثارة الجدل سوف تزيد من المشاهدات So What?

إبراهيم عيسى
عفوا إنه إبراهيم عيسى

الغرق في النهر.

(الناس احترمت حماس وصوتت لها لأنهم وجدوا قيادات حماس معهم في الشارع والحي، متسقين مع أنفسهم،مؤمنين بما يفعلون ويفعلون بما يؤمنون،من هنا منحهم الشعب الأغلبية أمام المستبدين الفسدة)

(سقطت فزاعة الإسلاميين التي كان يرفعها الطغاة العرب أمام الغرب، وصار رحيل الحكام المستبدين مقبولًا حتى لو كان بديلهم الإسلاميون)

إقرأ أيضا
نعي

لا تستغرب عندما تعرف أن تلك الكلمات قالها عيسى بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 والتي وصفها بأنها أكثر ديمقراطية واحترامًا وشفافية من الانتخابات التي أجرتها مصر في مقال يحمل عنوانًا من عناوينه البراقة التي تجذب القراء وتنعش المبيعات “الفراعنة لا يتعلمون إلا بالغرق في النهر” والحقيقة أن الفراعنة لم يغرقوا وحدهم في النهر فقد غرق معهم بنفسه حيث خرج في فيديو على نفس الفضائية يتهم حماس بالانقلاب على السلطة الفلسطينية في نفس الانتخابات التي سبق وأن وصفها بالديمقراطية والشفافية والنزاهة، وأن الناس اختاروا حماس اتساقها معهم على الأرض على عكس ما يروج له الأن بأن حماس تختطف غزة وأنها لم تستأذن المواطنين قبل بدء عملية “طوفان الأقصى” وبرغم تبدل الأراء المفزع إلا أن سذاجة هذا الطرح يتفق مع ما يقوله الكيان الصهيوني الذي تبرر قتلها للمدنيين والأطفال العزل بأن حماس تستخدمهم كدروع بشرية بل ووصل الأمر إلى صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية ” التي نقلت عنه الرأي وبالطبع أشادت به.

إبراهيم عيسى

إذا فزعك هذا التبدل المخيف لإبراهيم عيسى أنتظر فالقادم أفزع حيث نحيلك أخيرًا وحتى إشعار آخر إلى مقال بعنوان “والي عكا” نشره في شهر مارس  عبر نفس الجريدة 2008 حيث قال في مقدمته “ حماس السبب! هذه هي أكثر المبررات خسة التي يحاول يحاول البعض تبرئة إسرائيل بها، أن حماس سبب مجازر إسرائيل في غزة” يم يطرح بعض الاسئلة المهمة بعد وصلة تقريع للحكام العرب” ولكن السؤال هل كانت حماس المسئولة عن احتلال فلسطين؟ وهل حماس هي التي حاصرت ياسر عرفات في رام الله وقتلته؟ هل مذابح إسرائيل من دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا، وهل مجازر إسرائيل التي يغفرها الرئيس مبارك ولم يحرك لها إصبعًا في دفن مئات الجنود المصريين في صحراء سيناء، هل كل هذه الجرائم والمجازر كانت بسبب حماس؟

لن أضع تعليقًا على تلك الكلمات لكن على الكاتب الكبير المخطوف ذهنيًا أن يدرك من هو الخسيس الأن.

بدها نفس طويل تدوينة لا تسقط بالتقادم

الكاتب

  • إبراهيم عيسى محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان