خوفًا من طقوس شيطانية دعوات لإلغاء حفل “ترافيس سكوت” في الأهرامات

مسرح ضخم مميز بديكورات غريبة، وأحيانًا أشكال سوداوية وأنابيب تنفث النيران؛ هكذا اعتاد مغني الراب العالمي “ترافيس سكوت” الظهور لجمهوره في حفلاته مكتملة العدد دائمًا. ومنذ أعلن عن إقامة حفلة في مصر، وتحديدًا أمام سفح أهرامات الجيزة؛ لإطلاق ألبومه الجديد “يوتوبيا”، والجميع متوقع حدث ضخم وغير عادي. وبالطبع لن يخلو الحفل من طقوس غريبة يتميز بها مغنيين الراب، وعلى رأسهم ترافيس. 

وعلى الرغم من كون الحفلة فرصة كبيرة لتنشيط السياحة المصرية، من المفترض أن يغتنمها الأفراد والمؤسسات؛ إلا أن الحدث يواجه أزمة محلية بعد تفعيل هاشتاج #إلغاء_حفل_ترافيس_سكوت. في البداية كان الترحيب مسيطرًا على فكرة إقامة مغني مشهور مثل ترافيس، المتزوج من العارضة العالمية كايلي جينر. لكن سرعان ما تحول الأمر إلى النقيض تمامًا؛ بعد انتشار تدوينات تتحدث عن استخدامه لحفلاته في أداء طقوس شيطانية. 

في مطلع يوليو/ حزيران أعلن ترافيس سكوت عن إقامة حفل ضخم أمام الأهرامات عبر حسابه على تويتر؛ الأمر الذي جعل مصر حديث الساعة بين الملايين من متابعيه، خاصةً بعد نفاد التذاكر خلال بضعة ساعات فقط. كما تفاعل رواد مواقع التواصل في مصر بشكل إيجابي مع فكرة احتضان الأهرامات حدث بهذه الضخامة، لاسيما بعد إعلانه عن إطلاق ألبوم جديد بعنوان “يوتوبيا” مباشرة من الحفلة. ورغم بساطة أسعارها التي تتراوح بين 4000 و6500 جنيه مصري للتذكرة، جذبت انتباه العالم وربما تصبح مصدر لدخل أكبر بكثير من ثمن التذكرة. 

تاريخ من الحفلات العنيفة إحداها أدى لمقتل 10 من المشاهدين 

مؤخرًا بدأت ردود فعل المصريين الإيجابية نحو الحدث تتحول تمامًا؛ بعد تداول أخبار عن سقوط عدة ضحايا في حفلات سابقة لسكوت ترافيس، اتهم على أثرها بتعمد إثارة الشغب بين جمهوره. في الحقيقة تاريخ حفلات الراب والروك وغيرها من تلك الألوان من الموسيقى مزدحم بالحوادث، إلا أن سكوت تاريخه أكثر سوداوية وعليه الكثير من علامات الاستفهام. 

فقد تم اعتقاله مرتين بعد اتهامه بالتحريض على الشغب خلال إحدى حفلاته عام 2015م في مدينة شيكاغو؛ بسبب طلبه من الجمهور تجاوز الحواجز الأمنية. ثم تكرر الأمر مرة أخرة في حفلته عام2017م بمدينة نيويورك، وانتهى باعتراف منه بسوء السلوك ودفع غرامات مالية. فيما مضى كانت الأمور لا تتعدى عدة إصابات، وسرعان ما يسيطر الأمن على الحشود وتمضي الحفلة في جدولها. كانت المأساة الحقيقية ما حدث في عام 2021م خلال حفلته بولاية تكساس، حيث سقط 10 قتلى بسبب تدافع أكثر من 50 ألف مشاهد. 

المثير للاستغراب أن ترافيس لم يقطع أدائه على المسرح سوى مرتين لعدة دقائق فقط، مع محاولات الجمهور الاستغاثة به لينهي الحفلة حتى تتمكن الأطقم الطبية من مساعدة مئات المصابين. وحتى بعد رفع عشرات القضايا ضده من أهالي المتوفيين، أصر الرابر الشهير على موقفه المنكر تمامًا معرفته بما كان يجري تحت المنصة. الظروف العنيفة التي تغلف حفلات ترافيس ربما تكون معتادة على هذا النوع من الحفلات، لكن الشعار الذي رفعه المسرح في الحفل المشئوم الذي راح ضحيته 10 أفراد دفع الناس لتفسير الأمور بطريقة أخرى.

طاقة عالية خرجت عن السيطرة أم طقوس شيطانية!

كل هذا العنف الذي أحاط حفلاته كان سببًا لظهور نظرية الطقوس الشيطانية؛ والتي دفعت مدونين مصريين للمطالبة بإلغاء حفلته في الأهرامات نهاية الشهر الجاري. حيث يرى البعض أن مقتل 10 من المتفرجين خلال حفلة هيوستن الشهيرة دليلًا كافيًا، فقد كان عنوان الحفل هو “أراك على الجانب الآخر” كإشارة للموت.

في حين ربط البعض بين الشعلات الاحتفالية على المسرح وعددها 8، بعدد الضحايا الذين لقوا حتفهم خلال الحفل، بغض النظر عن آخر ضحيتين الذين توفيا في المستشفى بعد أيام. ناهيك عن رغبة سكوت الدائمة في تحفيز الجمهور وإشعال حماستهم لإثارة الشغب، وكأنه يرغب في رؤية العنف.

منذ الثمانينيات ومشاهد العنف والطاقة العالية خلال الحفلات معتادة، وهو ما دفع مختصين لتفسير تلك الأحداث بما يعرف بالنشوة المشتركة والتقارب العاطفي. وهي الروح التي من أجلها يحرص المعجبون على حضور الحفلات، بل ويحاولون الوصول للانفعال العاطفي نفسه الذي يؤدي به نجمهم المفضل.

إقرأ أيضا

“الحلقة 7 من الحشاشين” حارس السجن برزك أميد شخصية حقيقية وعيبها شيء واحد

وأمام تلك الاتهامات بعبادة الشيطان واستخدام الحفلات لتقديم القرابين، خرج سكوت في لقاء تلفزيوني سابق ليرد بأنه رجل مؤمن بالله. وعبر عن حزنه الشديد لوقوع تلك الأحداث خلال حفلاته، مطالبًا الجمهور بالالتزام بالقوانين. وقد جاء حكم المحكمة مؤخرًا بنفي اتهامات التسبب في تلك الكارثة عنه، ورفض توجيه اتهام.

من المتوقع أن تشهد أهرمات الجيزة حدثًا لا يتكرر كثيرًا، حضور رجل بهذه الشعبية الجارفة وخلفه آلاف المعجبين فرصة لا يجب أن تمر دون استغلالها. وبغض النظر عن صحة تلك الاتهامات وعدم وجود دليل عليها، يجب أن يأخذ منظمو الحفل هذا النوع من العنف الموسيقي بعين الاعتبار؛ للحفاظ على مستوى عالٍ من النظام والهدوء. يمكن أن تتحول هذه الحفلة لفرصة كبيرة للسياحة، كما يمكن أن تتحول لكارثة.