آمال ماهر .. نحن معك وإن خذلك الجميع
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لو أننا صنفنا المطربين حاليًا ، أو الفنانين عموماً لعدة أنواع ، فإننا أمام ثلاثة أنواع رئيسية من الفنانين ، أولًا مطرب الأوبرا ، وهو مطرب خنقته الرسميات حتى اقتصرت شعبيته على أبناء طبقة عمر خيرت الفنية .. أما عن الفنان الثاني فهو فنان الفيديو كليب ، وهو ذلك الفنان السناكس الذي ليست لديه الاستطاعة الكاملة في القيام بحفلة ، والحفلة في سوق الطرب هي مقياس المطرب ، والآن اكتسى السوق بقماشة المطرب اللايف ، وهو المطرب الذي استطاع الذهاب بعيدًا ، بعيدًا حتى عن الناس ، فقط لايف على فيس بوك بديلًا عن الحفلة .. لكن هناك نوع رابع من المطربين .. نوع لا يوجد فيه إلا شخص وحيد تلده – غالبًا- مصر كل مائة عام .. نوع اسمه “آمال ماهر”
كانت آمال هي المطربة ولازالت “الحيلة ” التي ربّاها الجمهور المصري على يديه ، رأيناها عندما كانت طفلة، وبارك ظهورها معلمين المزيكا ، وكبار رجال المغنى ، وأساتذتنا ، وعصارة مصر في الفن .. صوت الشرق الأوسط الذي ولد في مسرح القاهرة ، فنانة تستحق أن يقول عنها أبناء بلدتها “الست آمال” .. تلك التي وجد فيها رئيس بلدها الأسبق ضالته ، لأن يختار القطعة الأغلى في فاترينة فن مصر … هذه هي ابنتنا الجميلة…. هذه هي آمال ماهر .
انكسرت نفسية آمال ماهر ، هذه حقيقة لم يعد يساورنا الشك فيها ، تحطم قلبها على صخرة المشاكل والأزمات المختلفة ، الشخصية منها والسوق الغنائي ، هذه حقيقة أيضًا لم تعد ضبابية ، ولا بد أن تكون الأرضية التي سوف نتناقش على أساسها ، آمال ماهر الآن لم تعد تملك من مشروعها سوى جمهورها بالملايين حول الوطن العربي ، نحن الحضن الذي لم ولن يغلق في وجهها . وأرى أن اهتمام المواطن المصري البالغ بـ آمال ماهر ، هو اهتمام في باطنه بإبنته البارة التي لم تخن العهد أبدًا ، ولم ترمي نفسها في أحضان الإسفاف الفني ، ولازلنا في بداية المشروع …
تأكد عزيزي القارئ أن”الهاشتاجات المسيئة” لآمال ماهر ، لم ولن تصدر من جمهورها .. جمهور آمال ماهر هو الصفوة الفنية، وأصحاب الأذن السوية ، التي لازالت تعرف الغناء بالغناء لا بأي شئ آخر .. أنا وأنت وأيًا من الناس لازال إحساسه الفني بخير ، لابد أن يكون من جمهورها ، إذًا تعالى نفكر سويًا كيف سنساعدها في عبور محنتها الكبيرة بعد اعتزالها الناجم عن قرار حقيقي وليس قرار أهوج متسرع…
أرى أن إذا كانت ابنتنا تواجه بحملة هدفها الإساءة لها ولفنها ، فمن الضروري أن ندعم آمال ماهر بحملة مضادة من هاشتاجات رافضة لاعتزالها ، واستخدام بعض المقاطع بصوتها في استوريهات الفيس بوك والواتس آب ، ومحاولة إحياء تاريخ ميلادها مرة أخرى بتداول كتابات عن تاريخها الفني … من الممكن أن نصنع إطارًا لصور البروفايل بعنوان “إدعم آمال ماهر” ،.. باختصار لابد أن (نطبطب) جميعًا على كتفيها ، باختصار لابد أن تشعر بحضن جمهورها الدافئ بعد أن خذلها الوسط الفني الذي صار يشترى ويبارع بالريال والدولار ، باختصار نريد أن نطمئن آمال ماهر أن نحن معك وإن خذلك الجميع .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال