همتك نعدل الكفة
4٬035   مشاهدة  

أبوها راضي وأنا راضي .. قصة المثل الذي ليس له صلة بالمحاكم

المثل
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“وعلى رأى المثل “
تتردد تلك الجملة على ألسنة الكثير من الناس في أحاديثهم اليومية بشكلٍ اعتيادي، وعند حدوث موقف يُستعان بمثلِ موروث من الأجداد، ويُضرب المثل ليختصر المتكلم على السامع كثيرًا من الكلام الذي يحمل في طيهِ موعظة.

البعض قد يعي القصة وراء هذا المثل أو ذاك، والبعض لا يعرف القصة والظروف التي قيل فيها المثل الذي حفظه عن ظهر قلب؛ ومن ضمن الأمثال التي ينطبق عليها ذلك الكلام مثل “أبوها راضي وأنا راضي ومالك انت بقى ومالنا يا قاضي”.

القصة المثل ليس لها صلة بالقضاء

دار القضاء العالي
دار القضاء العالي

عند ضرب مثل أنا راضي وأبوها راضي تتبادر للأذهان صورًا شتى، فكلُّ يتصور على حسب ما خُيل له، فمثلا البعض سوف يتخيل أن هناك زوجين نشب بينهما عراك نجم عنه مثولهما أمام القاضي، ولكن هذا غير صحيح، فشخصيات المثل ليس لهم صلة بالمحاكم أو النسب، والقاضي هذا شاعرًا.

المثل
غلاف كتاب تراث مصري

يحكي الكاتب أيمن عثمان في كتابة “تراث مصري” قصة المثل ، قائلاً “في الكشف عن أصل المثل إن شخصيات المثل هم الموسيقار “زكريا أحمد” والشاعر “محمد يونس القاضي” مؤلف نشيد بلادي، ولقد أبدعا ذلك الثنائي في حالة صفوهما، وتركا بصمة لا تُنسى في حالة خصامهما ولقد ساهم خصامهما في إبداع مضاعف.

زكريا أحمد
زكريا أحمد

حدث سوء تفاهم بين زكريا والشيخ يونس القاضي، بسبب عقد مع شركة اسطوانات أدى إلى اختلاف نجم عنه قطيعة بينهم، فبعث زكريا أحمد إلى القاضي رسالة فحواها “وقد حلفت يمينًا عظيمًا أن لا أكلمك أبدًا، فكتب القاضي أغنية قال إيه حلف مايكلمنيش ** دا بس كلام والفعل مفيش؛ وانتشرت الأغنية ورددها الناس فى كل مكان، واتحولت لمثل شعبي كلام والفعل مفيش”.

محمد يونس القاضي
محمد يونس القاضي

حدثت بينهما مشاجرة ثانية، وبعدها تقدم صديق لـ زكريا أحمد لخطبة فتاة، وبعد الموافقة على الزواج كان هناك شخص لا يريد أن يُتِمّ هذا الزواج، وكان ذلك الشخص صديقًا للشيخ محمد يونس القاضي، فظن زكريا أحمد أن يونس القاضي وراء ذلك، فبعث له رسالة نصها “أبوها راضى وأنا راضي .. مالك انت ومالنا يا قاضي وبعد أن تصالحا أكملها يونس القاضي، ولحنها زكريا أحمد وقام بغنائها صالح عبدالحي وأخذنا في ترديدها كمثل شعبي”.

إقرأ أيضا
الهروب من الأولمبيات

اقرأ أيضًا 
من “طرفة بن العبد” إلى حسن شاكوش .. الظلم موروث الفن الشعبي

الكاتب

  • المثل وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
7
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان