“أحمد عرابي” في عيون الآخرين .. نسبوا الثورة لاسمه تحقيرًا له ووصفته الأهرام بالعاصي
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ظل الشعب المصري يعاني لفترة طويلة من سوء الأحوال الاقتصادية، والتدخل الأجنبي وكانوا يحتاجون إلى بطل يقودهم ويقدم مطالبهم، وهذا ما تجسد في أحمد عرابي الذي قاد الشعب بمشاركة الجيش بقيادة عرابي في يوم 9 سبتمبر 1881م، وقاموا بثورة وقدم مطالب الشعب إلى الخديوي، ونتيجة للضغط، استجاب الخديوي للمطالب، ولكن انقلب الوضع بعد حادث الإسكندرية، وهزيمة “عرابي”، ونفيه.
اعتراض عرابي على نسب الثورة له
ورغم مرور كل تلك السنوات لاتزال الثورة العرابية، من الأمور المثيرة للجدل في التاريخ المصري، وقد يكون أهم أسباب ذلك هو سبب تسميتها بـ ” العرابية “، حيث أنها الثورة الوحيدة في تاريخ مصر التي ارتبطت باسم شخصية قائدها، فمثلًا على ثورة 1919 سنة حدوثها وليس اسم الثورة الزغلولية، فما هو السر وراء ذلك ؟.
اقرأ أيضًا
اليهود في ثورة 1919 .. كلام لن يجرؤ على قوله سعد الدين إبراهيم
اعترض أحمد عرابي نفسه على تلك التسمية، ورفض إطلاق اسمه على الثورة، حتى أنه ذكرها في مذكراته باسم الثورة المصرية، تحت عنوان ” كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية ” وأكد أنها ثورة للمصريين وليست ثورة عرابي.
التاريخ يكتبه المنتصرون
ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون، نرى أن سبب تسمية الثورة بصاحبها قد يكون هدفه التحقير والتقليل من شأنها، إلحاقها بشخص تم وصفه على أنه عاصي للسلطة الشرعية، وأكد ذلك المعنى المؤرخ الألماني الراحل ” الكسندر شولش ” الذي حضر دكتوراه في الثورات ومن ضمنها ثورة عرابي، ويري “شولش” أنه ليس هناك معني لإطلاق اسم العرابية علي هذه الأحداث، ذلك لأن الثورة كانت قد بدأت منذ أواخر سبعينات القرن التاسع عشر واستمرت حتي عام1882م، بينما لم يظهر عرابي علي مسرح الأحداث إلا في يناير 1881م، وأوضح أن اقتصار الثورة علي حركة عرابي قد يعني تحديد مجريات الأمور تحديدًا تعسفيًا، ولأن تفاصيل هذه الأحداث كُتبت بعد هزيمة عرابي وبعد الاحتلال البريطاني لمصر في عام1882م، فتم تناول هذه الفترة إما من خلال مؤرخي الاحتلال، أو مؤرخي الخديوي الذين شنوا هجومًا قاسيًا على الثورة وعلى عرابي نفسه، وفي أراء بعض المهاجمين ذكر الإمام محمد عبده ومصطفي كامل سيرة وشخصية عرابي بالنقد الشديد، ووصفاه بأنه هو الذي أسلم مصر إلي الاحتلال برعونته وعدم قدرته علي التعامل مع الأمور.
القبض على العاصي عرابي
كما ذكره المؤرخ عبد الرحمن الرافعي بالنقد وربما التجريح، وشنت الصحف القومية على رأسها جريدة الأهرام التي بدأت نشاطها كصحيفة يومية في التاسع من سبتمبر عام 1876م، ووصفت أحمد عرابي بأنه خائن، ونشرت في عددها رقم 1446 الصادر في 15 سبتمبر عام 1882م، بعد احتلال القوات البريطانية مصر، خبر تهنئة وفرح بسبب القبض على العاصي عرابي كما وصفوه.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال