أسرار العثور على جثتي الكاهن وزوجة الحاجب ..الخيانة السبب أم لغز لم يحل؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لطالما كانت جرائم الخيانة الزوجية واحدة من أبشع الجرائم على الإطلاق، وعلى عكس كل الجرائم في الدنيا، يتعاطف الناس أحيانًا كثيرة مع القاتل، فهو الشخص المجني عليه الحقيقي في القصة وليس المقتول، والذي يرى أن الشيء الوحيد الذي سيأخذ انتقامه ويريح قلبه هو القتل، ولكن ماذا إذا علمت أن زوجتك خانتك بعد وفاتها في أحضان عشيقها؟، ما الذي سيريحك وقتها؟، أو سيناريو أخر تمامًا بعيد عن العشق جمعهما ولكنك لن تعرف الحقيقة أبدًا لأنهما ماتا سويًا!.
العثور على جثتي الكاهن وزوجة حاجب الكنيسة
في شهر سبتمبر عام 1922م، قام اثنان عشاق بنزهة لتلال مدينة (نيو برونسويك)، وأثناء اقامتهما هناك عثرا على جثتين لرجل وامرأة ملقيين تحت الأشجار، وكان هناك آثار طلق ناري على جثتيهما، كانا موضوعين بطريقة مرتبة للغاية في أحضان بعضهما البعض، كانت يد الرجل موضوعة حول عنق المرأة، ويدها تضم خصره، وكانا يرتديان كامل ملابسهما، وهناك قبعة فوق رأس الرجل تخفي ملامحه، ووشاح ملفوف حول عنق المرأة يخفي ذقنها، ولا يخفي فمها الذي انقطع لسانها منه، وكان يوجد عشرات الرسائل مبعثرة حول جثتيهما.
كشف هوية الجثتين وضياع الدلائل
نهاية الرجل الإنجليزي الذي اشترى أسهم مصر في قناة السويس لصالح بريطانيا
انتقلت الشرطة على الفور إلى المكان الذي أبلغهم به المراهقان، وتم كشف هوية الجثتين، كان الرجل هو كاهن الكنيسة “إدوارد ويلر هول”، والمرأة هي زوجة حاجب الكنيسة “إليونور راينهارت ميلز”، وكشفت التحقيقات أنهما كانا يتواعدان ويعشيان قصة غرامية في السر، على الرغم من أن كلاهما متزوجًا، وكان زوج إليونور صديق لإدوارد بحكم طبيعة عملهما معًا في نفس الكنيسة، وحاول رجال الشرطة ربط الأدلة ببعضها البعض، والتي ضاع معظمها قبل أن ينتقل رجال الشرطة للمكان، وذلك بسبب وجود المتطفلين وصائدي التذكارات، فلم يجد رجال الشرطة شيئًا كثيرًا يعطيهم معلومات، ولكنهم شكوا في زوجة الكاهن السيدة “فرانسيس ستيفن هول”، وذلك لكونها ثرية للغاية ولديها من النفوذ ما يكفي لاستئجار أحد ليقتل زوجها وعشيقته.
امرأة الخنازير التي غيرت مسار التحقيقات
ظل رجال الشرطة في حيرة من أمرهم مدة طويلة، حتى جاء يوم ووجدوا سيدة تدعى “جاين جيبسون”، وكانت معروفة باسم ” امرأة الخنازير”، وذلك لأنها تمتلك مزرعة خنازير ضخمة عند التلال التي وقعت فيها الجريمة، وحضرت جاين لقسم الشرطة وقررت أن تدلي بشهادتها، وقالت أنه في ليلة وقوع الجريمة، رأت أربع أشخاص يقفون معًا رجلان وامرأتان، ثم سمعت امرأة منهما تصرخ وتقول “اشرح لي حقيقة هذه الرسائل”، ثم دوى صوت طلقات نارية وبالتحديد خمس طلقات، وصرخت امرأة بصوت عالي قائلة “هنري”، واختفى الشخصان الآخران بلمح البصر، ولم تقوى جاين على التقدم بشهادتها خوفًا من المساءلة القانونية.
إغلاق القضية
بعد بحث وجد رجال الشرطة أن أخو السيدة فرانسيس زوجة الحاجب يُدعى هنري، وكانت مواصفاته الجسدية تتفق مع المواصفات التي ذكرتها سيدة الخنازير، وتم استدعائه ومحاكمته ولكن لم يكن هناك أي دليل ضده، حتى شهادة جاين تم التشكيك بها، لأن الجو كان مظلم للغاية على التأكد من رؤيته، وعلى ذلك تم إغلاق القضية وتبرئة فرانسيس وأخوها.
صيدلية المستشفى في التاريخ الإسلامي “هكذا طور المسلمون الشرابخاناه”
ولكن بعد مرور أربع سنوات، فُتحت القضية مرة أخرى، عندما قررت خادمة تعمل لدى آل هول أن تتقدم بشهادتها، واعترفت أن الكاهن كان يريد تطليق فرانسيس، وأنه كان يوجد خلافات كثيرة بينهما، وأنه أخبرها بعشقه لإليونور، ولكنها لم تصدقه، حتى عثرت على تلك الرسائل الغرامية، واتصلت بأخيها، وأخبرته عن الأمر وأنها تريد أن تنتقم منه.
تم فتح التحقيقات مرة أخرى، واستدعت جاين ثانية، ولكن لم يؤخذ بأقوالها هذه المرة، حيث كانت والدتها تجلس في الصف الأول في قاعة المحكمة، وكوال فترة إدلاء جاين بشهادتها كانت أمها تصرخ قائلة أن ابنتها تكذب، لذا اعترض محامي فرانسيس وهنري على الأخذ بأقوال أخد غير موثوق، وللمرة الثانية أغلقت القضية وتم تأييدها ضد مجهول، وتبرئة هنري وفرانسيس من التهم الموجهة إليهما.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال