أغذية ولغات وكائنات حية.. أشياء فقدناها للأبد بسبب الغباء البشري
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أنعم الله على البشر بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، على مدار التاريخ، شاهدنا اختفاء وانحسار بعض الأشياء التي كانت أساسية في ذلك الوقت، ولكن الغباء البشري وعدم تقديره لأهمية ما يملك، تسبب في فقداننا مئات من الأشياء التي كانت يومًا ما قيمة للغاية حقًا.
انقراض اللغات
تتكون عائلة اللغات الهندية الأوروبية من لغات متنوعة مثل الإنجليزية والإسبانية واليونانية والروسية والكردية والنيبالية، وفقدان هذه العائلة اللغوية يعني فقدان كل الشعر والأساطير والروايات والأغاني وتاريخ كل لغة من تلك اللغات، وفي مجرى التاريخ البشري، لم تحدث خسارة مثل هذه مرة واحدة أو مرتين أو حتى عشر مرات، ولكن للأسف فقد بسبب الغباء البشري فقدت ما لا يقل عن 100 عائلة لغوية، إلى جانب جميع لغاتهم الفردية، ويمثل هذا ما يقرب من ربع جميع العائلات اللغوية التي كانت موجودة في أي وقت مضى، وبالنظر إلى طول الوقت الذي تواجدت فيه البشرية، فقد لا يبدو هذا مشكلة كبيرة، لكن هناك دلائل على أن معدل الخسارة يتسارع، فمن أصل 100 عائلة لغوية عُرف أنها فقدت، اختفت 28 عائلة في القرن الماضي فقط، وكان معدل الانقراض كبيرًا لدرجة أن اللغة تختفي كل ثلاثة أشهر، وبحلول عام 2100م، تشير التقديرات إلى أن حوالي 50 في المائة من لغات العالم البالغ عددها 6500 لغة ستنقرض، وقدر البعض الرقم بنسبة مقلقة تبلغ 90 في المائة.
انقراض الأغذية
كان الإنتاج الضخم أحد أعظم الأشياء التي تحدث للزراعة، على الأقل من حيث إمكانية إطعام جميع الناس، ولكننا تسببنا في أضرار كارثية بالنسبة لنقطة التنوع، فبفضل ممارسات الانتقائية، تمكنا من القضاء على كل شيء تقريبًا كان أجدادنا يأكلونه، مثلًا التفاح، ففي المائة عام الماضية، اختفت 86 في المائة من جميع أصناف التفاح في الولايات المتحدة وحدها، مما أثر على الأطباق الإقليمية بشدة، وبالمقارنة مع ما قبل عام 1900م، فقد فقدنا حوالي 75 في المائة من تنوع النباتات المزروعة، هذا النقص في التنوع الجيني يترك الأنواع الباقية معرضة بشكل خطير للمرض، وفي الوقت الحالي، هناك عدوى على وشك القضاء على الموز.
انقراض الكائنات الحية
على مر السنين، فقدت الأرض الكثير من أنواع الكائنات الحية التي عاشت عليها، مثل: الديناصورات، والماموث، وما إلى ذلك، ولكن الحجم الهائل والمذهل لهذه الانقراضات قد يكون أكبر مما كنت تتخيله، حيث تشير التقديرات إلى أن 99 في المائة من جميع الأنواع التي عاشت على الإطلاق انقرضت الآن، وقريبًا، قد يرتفع هذا الرقم، ففي عام 2015م، نشرت مجموعة من العلماء ورقة بحثية تزعم أن الأرض في منتصف حدوث الانقراض الجماعي السادس، والانقراض الجماعي الأكثر شهرة هو ذلك الذي قضى على جميع الديناصورات، وقضى الانقراض البرمي-الترياسي على حوالي 90 في المائة من الأنواع الحية في ذلك الوقت، وإذا كان لدينا انقراض جماعي آخر بهذا الحجم، فقد يبدو رقمنا البالغ 99 في المائة قريبًا أقرب إلى 99.9 في المائة، وقد أكد الباحثون المؤيدون لتلك النظرية، أن السبب المباشر في حدوث الانقراض القادم هو البشر، وممارساتهم المستهلكة والمميتة للبيئة من حولهم.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال