أغرب لغة في العالم.. أهالي “لا غوميرا” يتحدثون بطريقة العصافير
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في العالم يوجد مئات اللغات المختلفة، منها ما يتم استخدامه حتى الآن، ومنها ما تم وأده منذ سنوات، ومعظم اللغات الموجودة حاليًا معروفة بشكل كبير، ولكن هناك بعض الأماكن تعيش فيها لغات غريبة، لأول مرة نسمع بها، مثل لغة “سيلبو غوميرو”، التي يتحدث بها أهالي جزيرة” لا غوميرا”، وهي عبارة عن صفارات تشبه أصوات العصافير!.
لغة سيلبو غوميرا
جزيرة “لا غوميرا”، هي ثاني أصغر جزر الكناري الإسبانية، والأهالي هناك يتحدثون باللغة الرسمية وهي” الكناري الإسبانية”، ولكنهم ملزمون بتعلم اللغة المحلية لأجدادهم، وهي لغة “سيلبو غوميرا”، وهي عبارة عن أصوات صفارات، تشكلها 6 أصوات مختلفة، وقد تم فرض تعليم هذه اللغة على الأطفال منذ عام 1999م، لكي يتمكن سكان الجزيرة والبالغ عددهم حوالي 25 ألف شخص، من التحدث بلغة أجدادهم، وحمايتها من الاندثار، ويعتقد السكان هناك أنه عندما يتم حماية لغة الصافرات، يكون السكان بذلك يحافظون على تراثهم الخاص، ويحمونه من الانقراض كغيره.
وقد أوضح العديد من خبراء اللغات، أن لغة الصفارات بشكل عام موجودة حتى الآن في أكثر من سبعين مكان حول العالم، وقد بدأت من تركيا قبل 500 عام خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، حيث استخدموا صفارات الإنذار، ثم انتشرت الفكرة لجميع مناطق البحر الأسود، ومنها لباقي دول العالم، أما عن لغة سيلبو غوميرا، فهي واحدة من أكثر لغات التصفير التي تمت دراستها، وفي عام 2009م، تم إعلانها بشكل رسمي على أنها تراث ثقافي من قِبل اليونسكو.
طريقة التحدث بلغة سيلبو غوميرا
هناك ستة أصوات في لغة سيلبو غوميرا، منهم اثنتان تحلان محل الحروف المتحركة الخمسة، بينما تحل الأربعة حروف الأخرى محل الاثنان وعشرون حرف الآخرين، وتقوم الصفارات بإطالة أو تقصير الصوت لتقليد الكلمات.
وهناك عدة طرق للتصفير في الجزيرة، منها ما يتطلب ثني السبابة ووضعها داخل الفم أثناء التصفير براحة اليد بجانبها لتضخيم الصوت، أما المصفرون كبار وذوو الخبرة يستخدمون أساليب مختلفة أكثر سهولة وأريحية، ويكون لكل منهم لكنة مميزة به يُعرف بها.
أصول لغة سيلبو غوميرا
تبدو لغة سيلبو غوميرا على أنها لغة بسيطة وسهلة، ولكن في الواقع هي لغة ذات أصول معقدة للغاية، حيث ذكر معظم المؤرخين أن بدايتها كانت مع عام 1402م، حيث انطلقت صافرة البداية أثناء الفتح الإسباني الأولي لجزر الكناري، ونظرًا لأخر البحوث المنتشرة حول تلك اللغة عام 2019م، من جامعة “لا لاجونا” في تينيرفي، أن الحمض النووي للسكان الأوائل لجزيرة لا غوميرا، يتطابق مع الحمض النووي للأمازيغ البربر، لذا يعتقد أن المستوطنين الإسبان قد قاموا بتحديث تلك اللغة لتناسب اللغة الأم لسكان المنطقة الأوائل، وقد ساعدت التضاريس الجبلية للمنطقة بانتشار هذه اللغة، حيث كان يحتاج السكان للغة طويلة المدى لتنتقل عبر الوديان.
إقرأ أيضاً
حروف هجائية لحضارات قديمة شكلت الكتابة في جميع الدول بمختلف اللغات
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال