همتك نعدل الكفة
551   مشاهدة  

ألبوم باب الجمال .. هل فقد محمد منير الشغف تجاه الغناء؟

باب الجمال
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في حوار سابق للمطرب محمد منير على الفضائية المصرية مع الصحفي “محمود سعد” في برنامج “البيت بيتك” تحدث منير في بداية اللقاء عن انزعاجه الشديد من عدم اجتهاد المطربين في صناعة الأغنية مشبهًا السوق الغنائي بالسوبر ماركت قائلًا “خمسين أغنية تشبه بعضها صنعها خمسين شاعر يغنيها خمسين مطرب” وتباهي وقتها بأن أغنياته تصنع في مطبخ خاص لا يدخله العامة، منير وقتها كان خارج من تجربته المهمة في ألبوم “طعم البيوت” الذي صحح فيه مساره الفني قليلًا بعد تجربته الفنية مع المنتج نصر محروس والتي نقلته إلي جماهيرية أوسع لكن بجودة أغاني أقل.

في هذا السياق أصدر محمد منير حتى الآن ثلاثة أغاني من ألبوم “باب الجمال” وهي الأغاني التي فتحت باب جدال حول اختيارات منير الحالية، والصراع الدائر بين جمهوره القديم والحديث حول جودة الأغاني من عدمها،

ألبوم باب الجمال يحتوي على خمس أغنيات صدر منها حتى الأن “باب الجمال” و”فينك يا حبيبي” و”انا رايق” ومتبقي “مسألة السن” و”زوق”

أقرأ أيضًا .. محاولة كارول سماحة وهاني شاكر فكرة جيدة ضعيفة في التنفيذ

“باب الجمال”

تظهر تلك الأغنية طريقة تعاطي بعض الشعراء والملحنين حول تجربة منير الغنائية فهم يذهبون إليه وفي أذهانهم تجاربه السابقة يحاولون السير على خطاها وتقليدها فينتجوا لنا  أغاني مصطنعة لا بنفس جودة التجارب السابقة ولا مثلت مشروعهم الخاص الذي يمحوه في سبيل التعاون مع محمد منير. 

في باب الجمال اختار الشاعر أحمد حسن راؤول السير على خطى الشاعر الراحل نبيل خلف الذي يعتبر واحد من أسوأ الشعراء في تجربة منير، ويبدو أن راؤول صاغها وهو يستمع إلي “يا أهل العرب والطرب” تحديدًا حيث قام بحشر كم ألفاظ وصور بشكل مبالغ فيه للتدليل على الفكرة التقليدية التي صاغها عن الجمال ومفردات وتراكيب مضحكة.

اما الملحن سامر أبو طالب فسار على درب محمد رحيم في أغنية “ياحمام” حيث نقل أجواء لحن رحيم بنفس الميوعة في الجمل الموسيقية مستخدمًا نفس المقام الموسيقي ونفس القفلات تقريبًا.

اما الموزع “عمر إسماعيل” فلم يبذل أي مجهود سوي أنه قدم لنا مقدمة بنفس جملة اللحن الأصلية مع إيقاع المقسوم وان حاول التغيير في لزمة الأغنية واستنساخها من لحن السينيو!

YouTube player

“فينك يا حبيبي”

استعادة لأغنية الراحل بحر أبو جريشة من توزيع الألماني رومان بونكا، الأغنية تكشف تناقض منير الذي ذكر أنه مل غناء السلم الخماسي وبدلًا من البحث عن شئ جديد قرر أن يفتش في الدفاتر القديمة ليخرج لنا بتلك الأغنية التي يعرفها جيدًا عشاق بحر ابو جريشة.

الأغنية جيدة من ناحية البناء الموسيقي في توزيع رومان بونكا الذي اعتمد على محاورة بين الكلارينت والساكس فون بجمل من السلم الخماسي مع إيقاع الريجي تون القوي جدًا أهم مافيها هو صولو الأليكتريك جيتار،لكن المشكلة في صوت منير نفسه فتشعر بأن كل شئ سليم وجيد لكن غير متسق مع بعضه البعض، بالإضافة إلي سقطة عدم الحصول على حق إعادتها وسببت مشاكل مع شركة صوت الدلتا مالكة حقوق النسخة الأصلية.

YouTube player

“أنا رايق”

يمكن أن نلمح ثمة تماس في فكرة تلك الأغنية التي صاغها الشاعر “نور الدين محمد” وبعض أغاني منير القديمة، حيث تسير على نفس درب “بفتح زرار قميصي” و”الفرحة” ولكن بمفردات الزمن الحالي.

اختار الملحن أحمد عمار جملة لحن مليئة بالشجن على عكس ما تفصح عنه الكلمات التي تشجع على الفرح والابتهاج.

توزيع اسامة الهندي بسيط جدًا مقدمة بجملة من العود مع إيقاع المقسوم المدعوم بحليات من الجيتار الاليكتريك وهي التي تصاحبنا بطول الأغنية دون أي وجود فواصل موسيقية تقريبًا، لكن المشكلة الأبرز في الأغنية هو الوهن الواضح في صوت منير.

إقرأ أيضا
بدون فصل أخير لسمر علي
YouTube player

 هل فقد منير الشغف تجاه الغناء؟

يحاول البعض توفير عدد لا بأس به من الحجج فيما يفعله منير حاليًا، وأنه حر في اختياراته التي أن لم تعجبك فهي تعجب غيرك، ويصبوا غضبهم على أي محاولة هجوم بحجة أن المهاجمون يطاردون شبحه القديم في أغنياته الجديدة، وأن الزمن توقف عند بعضهم وشاخوا ولم يستطيعوا استيعاب تحولات سوق الغناء الحالي وأن الأصوات الجادة تجد صعوبة في اختيارات ما يليق بتاريخها الفني.

والحقيقة أن الأمر مغلوط جدًا فأغاني منير الحالية لا طعم ولا رائحة ولا يمكن وضع تصنيف واضح لها، هل هي أغنيات تحاكي ما يحدث في السوق الغنائي التي لا تصمد فيه أغنية أكثر من شهر، أم هي مصنوعة كي تأخذ مكانة مهمة في ذاكرة المستمع وبموضوعية شديدة ستجد أن أغنياته تقف في منتصف المسافة فلا هي تجارية بحتة ولا حتى بها قدر من التجديد والتعب الفني.

لا يشبع ولا يمل محمد منير من التنظير حول صناعة الغناء ويسير محتميًا بإرث فني عالي المستوى صنعه في فترة من الفترات لكن في الفترة الأخيرة تبدو اختياراته عكس ما دأب على تصديره للجمهور من المطبخ الخاص والأغنية الجادة التي تحرك عقل الجمهور قبل مشاعره، يبدو منير فاقدًا للشغف تمامًا تجاه صناعة الأغاني، يختار ما لا يليق بالمشروع الذي غير معالم الأغنية المصرية يومًا ما، ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير بإعلانه عن حفل سيقام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي فجرت هجومًا شديدًا عليه ويبدو أنه لم يحتمل سيل الانتقادات التي طالته فقرر إلغاء الحفل دون الإفصاح عن أي سبب.منير أصبح كإمرأة عجوز تبحث عن لحظة انتشاء تعيد لها زمن الصبا لكنه لا تدرك أنها تلوث تاريخها الناصع البياض وتختمها أسوأ سوء ختام ممكن.

 

الكاتب

  • باب الجمال محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان