أهل الكوميديا (7) .. شادية معبودة الجماهير على عرش الكوميديا
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد
لا شك أن الموهبة رزق، هبة ربانية يمنحها لمن يشاء.. وهي الإعجاز العلمي الحقيقي حتي اليوم.. فـ العلم نفسه وقف عاجزا أمام المواهب والعبقريات وأسبابها.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (1) كشكش بيه.. مؤسس فن الكوميديا العربية
والموهبة يمكن أن تكون ضيقة كأن يكون الموهوب صاحب صوت شجي.. وقد تحتوي على مشتملات أكثر كأن يكون الموهوب مطرب مميز وكذلك ممثل.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (2) عثمان عبد الباسط: عميد مدرسة الضحك للضحك
ولكن الاستثناء فعلاً أن تتنوع الموهبة فتشمل العديد من الفنون كـ الغناء، التمثيل، خفة الظل، الاستعراض.. إلخ .. وهو ما حدث مع الفنانة شادية معبودة الجماهير.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا (3).. سمعة: الفنان الشامل يحقق أحلامه
من الظلم والجحود أن نحصر فنانة مثل شادية في قالب فني واحد.. فهي المطربة والممثلة خفيفة الظل ذات الحضور الطاغي على الشاشة.
اقرأ أيضًا
أهل الكوميديا 4 .. المهندس يهندس
وهنا سأركز على كونها نجمة كوميديا متفردة.. أجل لا بد أن تكون شادية – في أحد جوانبها الفنية – فنانة كوميديا من الدرجة الأولى
ولعل ذلك واضحا منذ التحقت بالسينما العربية من خلال فيلم ليلة العيد، الذي عُرض في 1949م من إنتاج وتأليف أنور وجدي بالاشتراك مع أبو السعود الإبياري، وقد شاركها في البطولة إسماعيل ياسين وشكوكو..
في هذا الفيلم تقف شادية في المنتصف بين سُعمة وشكوكو نجوم الضحك، ياسمينة وشوشو وسوسو ثلاث أخوة يجمعهم الفقر والتشرد والفن والبحث عن فرصة للنجاة بالعمل بأحد المسارح.
تلك القصة التي جاءت في إطار كوميدي غنائي حققت نجاح كبير بشباك التذاكر، وكانت تدشين لميلاد نجمة استعراضية كوميدية عظيمة.
وهو النجاح الذي أعاد استغلاله أنور وجدي مرة أخرى عبر فيلم ليلة الحنة، وهو من بطولة شادية وكمال الشناوي.. الثنائي الذي قدم 32 فيلم متنوع للسينما المصرية كـ ساعة لقلبك، في الهوا سوا، ألحقوني بالمأذون.. وغيرهم..
وحقق فيلم ليلة الحنة نجاح كبير ومتوقع الحقيقة، حتى أن كمال الشناوي نفسه صرح: “إيرادات بينت عمارات وجابت أراضي”..
وشادية بعكس أي ممثلة كوميديا أخري، لم تعرف الأدوار الثانوية وكأنها ولدت بطلة مباشرة.. ثم إنها جميلة، جميلة جدا طبعاً.. وهو على نقيض نجمات الضحك المتعرف عليهن كـ زينات صدقي، ماري منيب، خيرية أحمد.. إلخ..
لذلك كانت المنقطة التي تقدمها شادية متفردة هي الأخرى.. الفتاة الدلوعة، الجميلة، ومتعددة المواهب، القادرة على إلقاء المونولوج والطقطوقة والاستعراض..
وتلك المقومات التي جعلتها أول بطلة عربية تتصدر أفيشات السينما بأفلام الكوميديا..
والكوميديا تختلف حتما عن اللايت كوميديا والتي برعت فيه أيضاً من خلال العديد من الأعمال مثل فيلم مراتي مدير عام..
والذي يختلف بالضرورة عن فيلم عفريت مراتي.. فالأول قضية اجتماعية في إطار ظريف بينما الثاني كوميديا بحت..
في هذا الفيلم تحديدا – عفريت مراتي- تظهر قوة شادية الكوميدية الجبارة.. عايدة الزوجة التي تعاني من الوحدة، تلجأ إلى مشاهدة السينما، وتتعلق بالشخصيات السينمائية، فـ تتقمصها وتصبح واقعها..
والفيلم وإن كان إشارة للوهم المرضي أو وهم المسرح الذي أشار له بيكون.. إلا أنه تم معالجته لعرض قصص عديدة من الأفلام الشهيرة في تلك الحقبة.
وبذلك استطاعت شادية أن تقدم أكثر من شخصية كـ ريا وسكينة، وإيرما لادوس..
حتى قيل أن شادية لعبت دور لادوس أفضل من شيرلي ماكلين نفسها..
واستمرت شادية في تقديم أدوار الكوميديا على مدار تاريخها الفني حتي آخر أعمالها الفنية مع مسرحية ريا وسكينة 1982م، وهنا كانت العظمة في أكمل صورها.
بالطبع تخلل تلك الأعمال أدوار أخري خالدة، تعتبر من علامات السينما العربية بلا جدال فـ شادية لعبت التراجيدي والعاطفي والسياسي والاجتماعي والنفسي والكوميدي بحرفية المواهب الأسطورية…
إنها معبودة الجماهير حقا وبلا منافس…
الكاتب
-
عمرو عاشور
روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...
كاتب نجم جديد