“إبراهيم عمارة” أشهر من جسد شخصية “عم الرسول” وأدخل بلد الحرمين إلى السينما

بوجهه الممتلئ بقسوة الملامح والتي لا تعبر عن شر وإنما تظهر طيبة شديدة، وهيبة أشد تكتشفها في صوته الجهوري الوقور، ظل الفنان إبراهيم عمارة عالقا في ذاكرة السينما، فلا أحد ينسى المشهد الكوميدي الذي جمع بينه وبين نجيب الريحاني في فيلم لعبة الست، وهو يتحدث عن السعادة وأنها ليست بالمال، ما يتسبب في غيظ نجيب الريحاني الذي لا يملك مليما واحدا في جيبه.

يأتي المشهد الأشهر في تاريخ السينما المصرية وتاريخ مسيرته الفنية وهو مشهده من فيلم هجرة الرسول حيث كان يقوم بتجسيد شخصية “أبو طالب” عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرفض مفاوضة أكابر قريش ومساومتهم كي يمنع حمايته عن محمد.

إبراهيم عمارة من مواليد 19 أغسطس عام 1910، في بلتاج مركز قطور بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وعقب شهرين من ميلاده انتقل مع عائلته إلى القاهرة وبدأ في مسرح المدرسة، وعمل في إخراج مسرحيات بالمدرسة وعمل في مسرح رمسيس واستوديو مصر.

تتلمذ إبراهيم عمارة إخراجيًا على يد اثنين من المخرجين الكبار، كان الأول هو المخرج الألماني فريتز كرامب والذي عمل في استوديو مصر كخبير فني، وتم إسناد مهمة إخراج فيلم وداد لأم كلثوم وأحمد علام عام 1936، ثم قدم الفيلم الثاني والأخير له بمصر وهو فيلم لاشين في عام 1938، من بطولة حسن عزت، نادية ناجي، حسين رياض.

أما المخرج الثاني فكان نيازي مصطفى، حيث عمل مساعدا له في فيلم “سي عمر” مع نجيب الريحاني و”مصنع الزوجات” مع محمود ذو الفقار، وقام بعدها بإخراج عدة أفلام تسجيلية ثم أخرج عدداً خاصاً من جريدة مصر الناطقة عن الحج بالحجاز.

أخرج عمارة 30 فيلمًا أشهرها “الزوجة السابعة”، “لحن الوفاء”، وكتب السيناريو والحوار لـ 12 فيلماً مثل “الطائشة ” ، “قلوب حائرة”، وفي التمثيل برز بقوة في 34 فيلماً كانت أدواراً ثانوية لكنها في قمة التأثير في سير الأحداث مثل “الناصر صلاح الدين”، “هجرة الرسول”، “رابعة العدوية”، وسافر إلى الكويت عام 1962 وظل بها 3 سنوات ثم رجع إلى القاهرة ليستمر في عمله.

اكتشف إبراهيم عمارة سينمائيا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ففي عام 1955 قدمه لأول مرة في فيلم “لحن الوفاء”، كما حقق نجاحا كبيرا في أغنية “على قد الشوق” وكان يطمح لأن يجعل أول أفلامه السينمائية بهذا الاسم ولكن لظروف فنية تم تسمية الفيلم باسم لحن الوفاء، وفى 23 مارس عام 1972 ودع الممثل والمخرج إبراهيم عمارة جمهوره.

إقرأ أيضا

صفعة الأزبكية التي أحرجت بريطانيا وعلمتها أهمية تأسيس جهاز استخبارات

تبقى مرحلة أخرى مجهولة في مسيرة إبراهيم عمارة، حيث كان أول من أدخل المشاعر المقدسة في الحج إلى السينما، حيث علق على الفيلم الذي أنتجه استديو مصر سنة 1937 م، عن المسجد النبوي وهو الفيلم التسجيلي الأول عن المدينة المنورة في التاريخ سنة 1937 م.