همتك نعدل الكفة
1٬274   مشاهدة  

إبراهيم نصر.. قنبلة نووية لم تنفجر كما يجب

إبراهيم نصر


نقراشي الغباشي، زكية زكريا، ونجاتي الذي مازال ينفخ البلالين إلى الأن احتفالا بعيد ميلاد مجهول، يخطئ من يظن أن تلك هي حصيلة أبراهيم نصر في الفن، إبراهيم نصر الموهبة التي يمكن أن تساع الكون، ولكن ربما بخل أو سوء توظيف أو جنان زائد عن الحد، دفعت بهذا الغول الفني لحصر نفسه داخل منطقة أضيق بكثير من موهبته.

البداية مع المخرج محمد سالم، محمد سالم نفسه هو نقطة البداية لعالم واسع ومتنوع ومتجدد اسمه “المنوعات” قبل سالم كان هذا العالم محدود للغاية، وبعده اصبح هذا العالم، عالما بحق، محمد سالم الذي ذهب لدراسة الإخراج التلفزيوني في أمريكا، عاد ومعه مفاتيح البداية لكل ما هو جديد، إذا نقبت في تاريخ الفوازير سنجد أن بدايتها محمد سالم، إذا بحثت عن ثلاثي أضواء المسرح سنجد ان من جمعهم وكونهم في شكل فرقة كان محمد سالم، إذا اخذك الحنين لمعرفة كيف بدأ الأستاند أب كوميدي في مصر، ستجد محمد سالم في انتظارك، كل ما يمت لعالم المنوعات بصله بدأ من نقطة وحيدة ومركزية، نقطة تدعى محمد سالم.

نصر كان ذلك الشاب الموهوب في المسرح المدرسي ومنه للمسرح الجامعي وفرق الهواه، أحد اصدقاءه فقط هو من قرر أن يجعله يستغل تلك الموهبة ويخرج بها إلى النور، ليذهب إبراهيم وصديقه إلى مكتب محمد سالم في التلفزيون ويستطيع الدخول إليه بينما كان سالم يجتمع بأربعة أسماء من عظماء الفن، حسين السيد الشاعر والكاتب، منير مراد-لا يمكن ان نتحدث عن المنوعات أن يكون داخل تلك التركيبة منير مراد-صباح ووديع الصافي، ليدخل نصر شابا ضخم البنية وامامه لجنه اختبار شديدة الصعوبة تكونت بالصدفة.

يعتلي إبراهيم نصر كنبة في المكتب ويبدأ في تقديم ألعابه السحرية، يقلد ويمثل ويرتجل ويؤدي المونولوجات إلى أن يعلن محمد سالم أنه اكتفى، ويعلن عمليا بداية إبراهيم نصر، يطلب قسم الملابس ويأمرهم بتصميم وتفصيل ملابس لإبراهيم نصر ويسأل المحيطين عن رأيهم في هذا الفتى، يشيد المحطين به، ولكن حسين السيد يختطف إبراهيم نصر.

يسير حسين السيد جنبا إلى جنب مع إبراهيم الشاب بين ممرات وسط البلد وصولا إلى شارع الشواربي، حيث مكتب حسين السيد، وهناك يستلم إبراهيم نصر أول أعماله، سكيتش كتبه حسين السيد ليقدمه نصر مع فرقة ستوديو 5 في التلفزيون، ليعلن التلفزيون مولد إبراهيم نصر.

يغيب سالم مثلما يغيب كل شيء، ويبدأ إبراهيم نصر في الانتقال من عمل إلى أخر، حتى يقدم أولى تجارب الكاميرا الخفية تحت عنوان إنسي الدنيا في التلفزيون، ومنه يلتقطه طارق نور لتبدأ رحلة عاصرها كل جيل الثمانينات وبدايات التسعينات، ولكن هل هذا هو إبراهيم نص حقا.

YouTube player

” لما جابولي الهدوم لقيتها نضيفة أوي، وجعيدي ده حداد واقف قدام الكور طول اليوم وشحم وزيت وبلا أزرق، روحت واخد الهدوم ناقعها في صفيحة فيها زيت عربيات وقطعتها وبقي جعيدي” تفصيله ربما تبدو تافهة للغاية بالنسبة للكثيرين ولكنها تكشف شيء هام في شخصية إبراهيم نصر الممثل، الصدق، إبراهيم نصر حينما يمثل فعلا فهو صادق، صادق دائما وأبدا.

سعيه للصدق في شخصية جعيدي جعله يقوم بما قام به، وفي شخصية “حسن” في مستر كاراتيه، دعونا نحاول مجرد محاولة يائسة بائسة أن نضع ممثلا أخر، أي اسم كبيرا أو صغيرا مكان إبراهيم نصر في تلك الشخصية، هل ترى أحد يمكن أن يقدم تلك الشخصية بكل هذا الصدق والإحساس، هل يمكن أن يجعلك ممثل غيره تتعاطف مع حسن بهذا العدد القليل من المشاهد، هل ستصدق أحد حينما يهتف بلسان حسن في نهاية الفيلم ” إحنا مالناش ضهر يا صلاح”.

يمكننا أن نتحدث عن أدوار إبراهيم نصر في السينما والتلفزيون كثيرا وكثيرا، فنستعرض مثلا شخصية “لولو” في فيلم امرأة واحد لا تكفي” أو دوره في مسلسل مارد الجبل، أو دور رمسيس في مسلسل “ كابتن جودة” أو دوره في على باب زويلة، أو دوره في أي مسلسل أو فيلم قدمه بعيدا عن استهلاك الكاركترات الكوميدية سنجد وجه أخر ومختلف، وجه مشرق ومبدع يدعى إبراهيم نصر.

أخر ما قدم نصر دورا لم يعود به للسينما فقط، بل أعاد تعريف واكتشاف نفسه وجعلنا نعيد اكتشافه من جديد، عزمي في فيلك أكس لارج، أحمد حلمي ودنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم وياسمين رئيس ويخطف الأنظار من كل هؤلاء ويخرج بطلا لفيلم عدد مشاهده فيه أقل من أصابع اليدين.

إقرأ أيضا
برومو مسلسل الحشاشين

صدقه الشديد وإخلاصه الشديد للشخصية التي يؤديها في الفيلم، جعلته يدرك كل تفصيله شكلية أو نفسية لشخصي عزمي، جعلته الشخص القادر على إدارة أحداث الفيلم، بقصائده اللطيفة التي يلقيها لزملائه الراحلين، التي تتحول بصوت حلمي مع تخيلنا لعزمي إلى بكائية صادقه لرجل رحل فجأة وهو وحيد، ليخرج إبراهيم نصر من “إكس لارج” بطلا للعمل ونجم حجمه ألاف الإكسات واللارجات.

ربما يكون سوء اختيار، ربما يكون سوء إدارة للموهبة، ربما يكون استسهال أصاب البعض فقرروا حصره في مكان واحد، ولكن حينما تحرك الإلكترون الساكن “إبراهيم نصر” وخرج من المدار تحولت تلك الكتلة الساكنة إلى كتلة حرجة، ليسبب نصر انفجارا نوويا في كل دور يؤديه خارج المنطقة الساكنة، هذا الممثل كان يجب أن يقدم أكثر من ذلك بكثير، وربما يكون القادم أفضل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
1
أعجبني
3
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان