1٬355 مشاهدة
إعلانات رمضان 2022.. السر “عمرو دياب” إعلان خدمي أم إعلان ترويجي عن الهضبة
في السنوات الأخيرة ظهر عمرو دياب وجهًا دعائيًا للعديد من الماركات التجارية العالمية، نجح في لفت انتباه المستمع إلى منتجه الشخصي المتمثل في الأغنية التي يقدمها والتي بالضرورة قد لا تعبر عن الأعلان وتعامل معها الجمهور بشكل منفصل ومنهم من لا يعرف أنها في الأساس أغنية ترويجية لأحدى السلع أو الخدمات.
في رمضان هذا العام يظهر عمرو دياب لأول مرة للإعلان عن مؤسسة مصرية خدمية هي البريد المصري في أغنية بعنوان “السر” كتبها الشاعر أيمن بهجت قمر ولحنها محمد يحيى ووزعها أحمد إبراهيم.
لو عدنا إلى الوراء تحديدًا في رمضان الماضي سنجد أن الحملة الإعلانية الخاصة بهيئة البريد المصري كانت أغنية بعنوان “ده وقته” والتي غناها المطرب “محمد حماقي” ولو استرجعنا الفيديو الخاص بالأغنية سنجد أنه احتوى على العديد من المشاهد الحياتية من بيوت مصرية مختلفة وهي الفئة التي يستهدفها الإعلان بالإضافة إلي تضمين شعار “ده وقته” الذي يتصدر الحملة الترويجية الخاصة بهيئة البريد المصري.
في إعلان هذا العام سنجد العكس تمامًا؛ حيث عمد المخرج طارق العريان اظهاره كبطل أوحد للفيديو كليب في كل المواقع التي تم التصوير فيها سواء في قلعة محمد على أو على سطح بناية أو حتى في الشارع الخالي تمامًا من أي ملامح حياة سوى عمرو دياب وهو يجري وكأنه ابن العشرين عامًا، ثم مشاهد متقاطعة يستعرض فيها عمرو عضلاته المفتولة مع بعض التمارين الرياضية المرهقة مع التركيز على ملامح وجهه الذي لا يشيخ ابدًا بالأخص في الجزء الذي يغني فيه “حدوته اسطورة” وكأنه يتحدث عن نفسه، دون أن يظهر أي شئ يشير إلى البريد المصري سوى الجملة المكتوبة أسفل الشاشة على يمين الفيديو، مشهد عابر لمكتب بريد صغير يظهر على يسار عمرو دياب وهو يتريض في أحد شوارع وسط البلد الخالية من المارة عداه، وكأنه يقول لا سلعة هنا أنا السلعة.
توحدت الكلمات التي كتبها قمر مع الصورة المرئية في الفيديو، لم تشير من قريب أو بعيد عن الترويج لسلعة أو خدمة ما، بل فكرة يمكن إسقاطها بكل سهولة على عمرو دياب نفسه، وسر نجاحه في أن يصبح أشهر وأغلى مطرب في تاريخ مصر، بصياغة أقرب إلى محاضرات التنمية البشرية عن أسرار النجاح التي لخصها في التجديد المستمر للتجربة وعدم الوقوف محلك سر والإصرار على بذل كل الجهد لتحقيق النجاح وكيفية المحافظة عليه، وهذا ايضًا يمكن اسقاطه على جيل عمرو من المطربين المختفي معظمهم عن الساحة الغنائية، وهي الأسباب التي يكثر ذكرها عندما يتحدث أحد عن سر استمرار عمرو دياب حتى الآن، وبالطبع لا يمكن أن تعبر تلك الكلمات عن البريد المصري بأي حال في ظل معاناته مع المنافسين من القطاع الخاص.
الكلمات رشيقة مكتوبة بتكنيك عالي وتميز من أيمن بهجت قمر في تضفير المفردات اللائقة للفكرة والتعبير عنها بأقل عدد من المقاطع وبشكل مكثف جدًا، وقياسًا على اصدارات عمرو الأخيرة وتعتبر أفضلهم على الإطلاق.
اقرأ أيضًا
فلاش … النوستالجيا وحدها لا تكفي
لحن محمد يحيى على مقام الكرد بجمل شديدة العذوبة والجمال والأهم هو أنها أبرزت المناطق اللامعة في صوت عمرو دياب خصوصًا في قفلات الجمل توزيع سهل ممتنع من أحمد ابراهيم بدون أي فواصل خزعبلية من الاّلات اعتد عمرو حشرها بلا داعي داخل أغانيه، ويعتقد أن مدة الإعلان القصيرة أجبرته على ذلك.
في النهاية الأغنية قوية جدًا وأن كانت تصلح لتأريخ مسيرة عمرو دياب ولا تصلح كي تكون إعلان لأي سلعة أين كانت، لكنها قد تفتح بابًا جديدًا أمامه كي يعمل بالروشته التي ذكرها في الأغنية ويعرف أن قماشة أفكار الأغاني واسعة جدًا وأن يغير من أفكار أغانيه بدلًا من السير المستمر خلف الأغاني العاطفية بنفس المفردات “حبيبي والليلة وتعالى” وأعتقد أن نجاح الإعلان يثبت أن جمهوره الضخم في احتياج إلي سماع تلك النوعية من الأغاني بصوته.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
