إلى حلا شيحة : نتمنى لكِ السلام ولكن سيبي بنات الناس في حالها
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حلا شيحة عرفناها كممثلة محدودة الموهبة، ولكن أحببها الجمهور لأنها بنت لطيفة ومهذبة، لا تفتعل المشكلات مع زميلاتها، كما لا تحب الصراعات.
بدأت مشاكلها عندما اعتزلت وارتدت النقاب وظهرت بمكالمة صوتية بقناة دينية تعبر عن ارتياحها في الابتعاد عن الفن وأن النقاب جعلها تثبت على قرار الابتعاد عن الوسط الفني.
فغطت وجهها بالكامل ولا يستطيع أحد دعوتها للتمثيل كما كان الأمر متاحًا بالحجاب بفترة ما.
احترم الكثيرون قرارها لأنها ببساطة حرة رغم أن كلامها بشكل أو بآخر كان يعبر عن حرمانية الفن.
عندما عادت حلا شيحة للوسط الفني بعد أزمات شخصية تعرضت لها، رحب المعظم بها ولم يحاسبها أحد على تصريحات ماضية ولا عن دورها الذي لعبته كداعية على الفيس بوك رغم أن من يتبع المثل المعروف “ادي العيش لخبازه” يسلم من كل شر.
رضوى الشربيني لم تكن الأولى..عن مذيعات تمنين الحجاب
والآن وبعدما فجرت مشكلة جديدة بعد ارتدائها الحجاب مع الفنان تامر حسني تتهمه بأنه لم يوفِ بوعده تجاهها وأذاع كليبًا تتبرأ منه، خسرت حلا شيحة الجميع.
ليس اختلافي مع حلا حول اعتزالها للفن للمرة الثانية على التوالي_كما فهمنا من منشورها بانستجرام_ولكن اختلافي معها حول الوصاية التي تفرضها على الغير بكل مرة تتخبط فيها.
نحن نختلف في درجات خوفنا من الله ونظرتنا في طرق التقرب منه، ولها مطلق الحرية في عبادة الله بالشكل الذي تراه وبالطريقة التي تحقق لها التوازن والسلام الذي تتحدث عنه، ولكن أزمتي الحقيقة مع قرارتها في فرض الوصاية على الناس ونصحهم بفترة تخبط تعاني منها كما تقول بكل مرة.
تقول حلا أنها زلت عندما عادت للتمثيل، وأن كلنا بشر نخطأ ونصيب، لعلها تتذكر هذا عندما دعت البنات للنقاب منذ سنوات وخصصت حسابها الشخصي كداعية، وفعلت جروبًا لتنصب نفسها داعية وقدوة للفتيات.
نفس الذي فعلته عندما عادت بالضبط للوسط الفني، وتعجبت الفتيات اللاتي كن يتابعن حلا المنتقبة بحلا مختلفة اختارت ارتداء ملابس من النقيض إلى النقيض، وتخيل يا مؤمن كم التخبط الذي يصيب كل فتاة تتابع حلا مع كل مرة تأخذ قرارًا جديدًا ونصائح جديدة للناس.
ثم خرجت علينا حلا تدافع عن حرية الملبس وتنشر صورًا لفتيات صغيرات يرتدين فساتينها تفتخر لما وصلت إليه من تشجيع الفتيات كي يرتدين ما ترتدي بستوري انستجرام، تفعل هذا تقريبا بعد كل قرار يتعلق باختيارات الملبس، وكأن الدين والحياة يتلخصن فقط فيما يرتدي الإنسان.
الآن بعدما اختفت حلا بعد زواجها من الداعية معز مسعود، تخرج علينا مرة أخرى لتدلي بدلوها وتتحدث عن صراع تامر حسني بفيديو ذكر فيه أنه لا يريد أن يموت وهو مطرب، وكأنها تؤيد أن الغناء حرام!
فماذا عن صراعاتك يا حلا التي تأخذ فتيات معها صغيرات لا يعرفن من الحياة سوى حب حلا شيحة التي تتحدث بشكل منطقي بالنسبة لهم؛ بالدين والتقرب إلى الله مرة، وبالمنطق والدعوة للحريات مرة أخرى؟
وبالعامية المصرية وبالعربي “إحنا مش ناقصين” لدى الجميع ما يكفيهم من الصراعات، فنتمنى عندما تأخذين قرارات سريعة ومتهورة، تذكري لسانك حصانك إن صنته صانك .نحبك صدقيني، ولكن يبدو أن التعاطف مع تصرفاتك لم يجلب لنا سوى مزيدًا من الصداع الذي يؤذي الغير
الصمت أحيانًا ينجي الإنسان من نفسه، و تذكري نفوس الناس ليست لعبة صدقيني، فدعي الناس في حالهم ونتمنى لكِ السلام والسلامة
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال