468 مشاهدة
إلى مريض الاكتئاب .. أقدر أساعدك إزاي؟ (1)
بئر غووووويط؛ هكذا وصفت شعوري عندما وقعت هذه الأيام في النوبة الثانية للاكتئاب بحياتي. نحن نعاني من فترات نشعر فيها بالثقل، بالحزن، باليأس، بانعدام الرغبة في أشياء كثيرة نشتهيها أو نحبها، ولكن الاكتئاب يختلف عن الحزن بأنه يبتلعك إذا لم تتصدَ له.
أسبوعان هي الفترة التي يحدد الطبيب بعد مرورها أنك مصابًا بالاكتئاب. حزن متواصل، كسل، كل شيء تفعله يحتاج إلى مجهود كبير، بداية من قرار النهوض من السرير، وحتى بداية العمل.
ممارسة المسؤوليات للمصاب بالاكتئاب جحيم، وكأنك ترمي بحمول فوق صدره؛ صدره الذي يشعر باحتراقه يوميا وآلاما في القلب وصداع مستمر من آثار عدو يسمى “الاكتئاب”
كنت قد خصصت يوميات للقلق أحكي فيها عن معاناني مع اضطراب القلق العام، وعندما وقعت في بئر مظلم وبدأت العلاج من نوبة اكتئاب شرسة، قررت الكتابة عما أعاني منه وعن دور السليم المعافى تجاه صديقه المكتئب.
بالمناسبة لا يوجد فينا سليم معافى طوال الوقت، ولكن من رحمة الله أن الوقت الذي تكون فيه بقاع البئر المظلم تجد ولو واحدًا من الأصدقاء لديه القدرة على المساعدة.
وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض خطوات مساعدة مريض الاكتئاب، إن كنت من المكتئبين فستسفيد في فهم ما قد يساعدك، وإن كنت من المعافين فتستسفيد أيضًا.
أقدر أساعدك إزاي؟
ولأنني أحب الكتابة عن الأفعال الإيجابية أولًا، فسنتحدث عن الأساليب التي يمكنك أن تساعد بها صديقك المكتئب ثم سنتحدث عن الأساليب التي توجع المكتئب وتزيده شعورا بالآلم لنتجنبها
أقدر أساعدك ازاي؟..سؤال سهل بسيط ومحدد وطريقة في غاية الإيجابية يمكنك مساعدة صديقك المكتئب عن طريقها. البعض يكون في حالة تسمح له بالرؤية الصحيحة والشعور بما يريده فعلا من الطرف الآخر كي تتحسن صحته؛ لذلك هذا السؤال سيساعده على فلترة تفكيره.
غالبا لن تخرج طلبات صديقك المكتئب عن هذه الطلبات؛ أن تستمع إليه دون الحكم عليه أو على مشاعره أو إبداء النصائح والوعظ. وهذه العملية البسيطة من أساليب التواصل الرحيم والتي اخترعها دكتور مارشال بي روزنبرج وله مدرسة كاملة في العلاج الرحيم.
وأن يشعر المكتئب بأن هناك من ينصت إليه ويصدق مشاعره لمساعدة كبيرة وحقيقية. كثيرون من مرضى الاكتئاب يتصورن أن آلامهم لن يشعر بها أو يصدقها أحد.
وقد يطلب منك المكتئب أن تخرج معه وتشاركه فسحة ما ولكن دون أن تسأل عن حاله حتى تتحسن صحته النفسية.
وقد يطلب منك المكتئب أن تعذره إذا لم يقدر على الرد على اتصالك أو عن عدم مقدرته على دعمك ، فالمكتئب يشعر بحساسية زيادة تجاه كل شيء وشعور بالذنب والتقصير تجاه الآخرين، وعندما تصارحه بأنك ستتفهم ظروفه هذا يساعده على التعافي والشعور بالأمان في الصداقة بينكما.
أقرأ أيضا يوميات القلق الناس كضفادع أفكارك
المكتئب يشعر بالثقل داخله وكأنه عبء على الآخرين؛ لذلك إذا عبرت عن حبك له تكون هذه الطريقة من أكثر الطرق التي يمكنك مساعدته بها.
حاول أن تعبر عن حبك له بأكثر من طريقة، وأنك ستتقبله منطفئا كما تقبلته بلحظاته المفعمة بالنشاط والبهجة.
غالبا ما يكون القلق قرينا للاكتئاب؛ لذلك يحتاج المكتئب بالشعور بالأمان طوال الوقت في دائرة علاقاته المقربة. وشعور المرء بالأمان يكون في احساسه بأن صديقه المقرب يحبه ويدعمه ويتقبله كما هو ولن يحكم عليه وعلى أفعاله خاصة في أوقات ضعفه.
أقدر أساعدك إزاي؟..سؤال من بعده تستطيع تحديد ما يمكنك فعله تجاه صديقك المكتئب، وإن لم يستطع التعبير عما يحتاجه، فعليك بالخطوات السابقة. وبالمقال القادم سنضع نقاط لما يمكننا تجنبه مع مريض الاكتئاب ويزيد حالته للأسوأ.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
