إليزابيث باثوري.. وحش بداخل أنثى جميلة والثمن أرواح 600 امرأة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فتش عن الدم تجد الإمبراطورية الهنجارية وراءه وتضرب إليزابيث باثوري المثل في تاريخ الدماء مع الهنجاريين، فكما أن الحرب العالمية الأولى وقعت بسببها، كانت تلك المرأة أول من فتح أمام علماء النفس باباً جديداً لدراسة الإنسان السادي سواءاً كان ذكراً أو امرأة.
في عام 1561 م ولدت إليزابيث ببلدة أزيسد وسط أسرة متناقضة المشاعر، تتسم بقسوة شديدة رغم أنها من أعرق العائلات في الإمبراطورية وربطتها صلة قرابة بأصحاب الدماء الملكية، لكن فرق واحد اتسمت به إليزابيث باثوري عن باقي نساء عائلتها، وهو أنها جميلة وقارئة.
صدمة نفسية هزت باثوري وهي في بدايات سن البلوغ، حيث رأت الفلاحين في بلدة أزيسد يقومون بثورة ضد عائلتها وألقوا القبض على أختيها ساندرا و أنسيشكا وقتلاها بالتعذيب، فكرهت كل الفلاحين منذ ذلك الوقت.
تزوجت إليزابيث باثوري من الكونت فرانسيس ناداستي ذلك الشخص القاسي، والذي لاحقاً علمها فنون التعذيب حين أقحمها إلى عالمه وهو يعذب أسرى الأتراك سنة 1575 م، وبعد 10 سنوات من الزواج ولدت ابنتها أنَّا، وسافر زوجها لاستكمال مسيرته العسكرية، وبدأ الفراغ يدب داخل إليزابيث باثوري، فقضت وقتها مع الخادمات.
استبد الفراغ بـ إليزابيث باثوري أكثر حين مات زوجها، ولم تشغل نفسها بتربية بناتها وابنها، بل طردتهم حتى تتفرغ لتعذيب الخادمات مع مساعدها جانوس الأعرج، وتوحشت باثوري حتى قتلت أكثر من 300 فلاحة في 3 سنوات وذلك ثأراً لأختيها.
لا أحد يعلم هل اقتبس الأخوان غريم قصة سنو وايت من سيرة إليزابيث باثوري أم لا، لكن الشيء المتشابه هو مسألة الجمال والسحر، فإليزابيث باثوري حين تقدم بها العمر خشيت على جمالها أن يذهب مع تجاعيد السن، فاستشارت ساحرتها فقالت لها أن تشرب دم أجمل بنات الفلاحين، ونفذت إليزابيث باثوري مشورة الساحرة لكن دون جدوى.
اقتراح جديد من الساحرة جعل إليزابيث تذهب إلى الموت دون أن تدري، حيث أن الساحرة أشارت لها بشرب دم بنات العائلة المالكة، حيث أن الدماء الملكية الزرقاء ستضخ دم الجمال في روح باثوري وبالتالي سيظهر الجمال على جسدها.
من أجل الثأر لأختيها والضغط النفسي أيضاً قتلت باثوري بالتعذيب 600 فلاحة، ولأجل الحفاظ على الجمال قتلت 25 امرأة من العائلة الملكية حيث عذبتهم بطرق جديدة وأبشع من الطرق القديمة.
اتسعت شهرتها حتى وصلت إلى مسامع الإمبراطور الهنجاري ماثياس الثاني، وأصدر قانوناً مخصوصاً لها حيث كان من الصعب محاكمتها لصلتها بالعائلة المالكة، لكن انتسابها للطبقة الأرستقراطية منع المحكمة من إصدار حكم بإعدامها، وقٌرر عقابها بالسجن المؤبد.
من الـ 25 سنة سجن عاشت إليزابيث 4 سنوات، حتى انتهت حياتها بالقتل سنة 1614 م على يد أحد حراس السجن، وفرح الهنجاريون كثيراً بإعدامها لتدخل التاريخ كواحدة من أبشع النساء اللاتي مارسن السادية على مدار الزمان.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال