إن غاب الكبير العب يا رامز!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من العجب .. أن يتحرك الميت، ومن المعجزة أن تَدبّ فيه الروح ويقف على حيلُه ويأكل ويشرب ويلعب رياضة، ومن ثَم يرتدي أحلى ما عنده ويركب سيارة فارهة مع امرأة جميلة، وينزل إلى مطعم شديد الفخامة يشرب كأسين (واين) وتهف منه رائحة برفيوم “سوفاج”، وكذا يرقص تانجو، وبعدها يرتاح في جناح بفندق 7 نجوم .. وتنفجر المعجزة حين ينام هذا الميت على سرير الجناح، ويصحو في اليوم التالي ليستكمل حياته بشكل طبيعي.
من الممكن أن تسأل نفسك، لماذا كل تلك التخيلات والتشبيهات التي لا يمكن أن تحدث في الواقع، أو حتى تسمع عنها في الشائعات – إلا في الأساطير- النادرة؟ .. سأقول لك بكل ثقة أن هذا بالظبط ما حدث في العشرة أيام الأوائل من رمضان 2024 .. ذلك لأن برنامج رامز كان قد (دقّ) مسلسل الكبير أوي المسامير الأخيرة في نعشه كالبرنامج الرئيسي على وجبة الإفطار .. وكانت التوقعات للشريحة الأكبر للمشاهدين أن تكون نهاية أسطورة رامز في عام 2024 .. لكن ما حدث كان غير ما توقعه الجميع .. فقد انزوى الكبير – هذا الموسم جانبًا- في مقابل إعادة تدوير لبرنامج رامز في شكل هزلي جديد لم يختلف كثيرًا عما حصل في المواسم المنقضية .. لكن يبدو على الأرجح – ومن استبيانات غير رسمية – وبعد قراءة لتفاعل الأكونتات النشطة العادية -دون التطرق إلى الكتائب الإلكترونية- نرى أن رامز قد عاد وبقوة على مائدة الإفطار المصرية كواحد من أضخم البرامج إنتاجيًا، حتى وإن كانت برامج رامز دائمًا ما تُتّهم ببث المحتوى العنيف والدموي .. لكننا أمام حالة رضا كبيرة من المشاهدين عن كوميديا “رامز جاب مـ الآخر” .. وظهر هذا في مواضع عديدة خلال الحلقات العشرة الأولى، والتي انتشرت الكوميكات المُقتطعة منها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي “سوشيال ميديا” .. كما انبَرت الصفحات الاجتماعية بنشر “ميمز” من برنامج “رامز جاب مـ الآخر”، وأصبحت مقولات بعض الفنانين الذين ظهروا في حلقات البرنامج و ردود أفعالهم هي الناطق الرسمي باسم كومنتات الفيس بوك الكوميدية حتى الآن.
بعدما اكتسح مسلسل الكبير أوي برنامج رامز جلال في الموسمين الأخيرين تقريبًا .. أثبت لنا مكي ورفاقه أن طارة قيادة التريند في يده هو لا بيد رامز، وأن مستوى الكبير هو المتحكم في تحريك الريموت كنترول من قناة لأخرى، ذلك لأن الكبير يقدم دراما حقيقة خالية من “السُعار الكوميدي”، ومع ذلك استطاع أن (يقش) الورق في موسم ظهور مربوحة والموسم الذي يليه .. لكن ما حدث أن الكبير في هذا الموسم قد خفت عنه الضوء قليلًا، ما أعطى الفرصة لرامز جلال -المتشوق لأكل كعكة التريند من جديد – أن يعود وبقوة لا شك فيها .. وأن نسمع تتر برنامجه مرة أخرى من بلكونات الصائمين المنتظرين لآذان المغرب .. لكن أقل من نصف الشهر الكريم فقط ما مضى، وربما للكبير عودة قوية في نصف رمضان أو في ثلثه الأخير .. وفي تلك مقولة مصرية تلخص كل هذا “إن غاب القط إلعب يا فأر” .. ونحن نقول إن غاب الكبير إلعب يا رامز!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال