اجعلوا صورتي على الجنيه السيناوي .. البدوي الذي أحبط أوهام الانفصال
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بعد ان انتهت حرب 1967 وخسرت مصر شبه جزيرة سيناء قررت الجامعة العربية آنذاك عقد مؤتمر القمة الرابع والذي شهدته العاصمة السودانية الخرطوم في صيف أغسطس من نفس العام الذي خسر فيها العرب الحرب بقيادة مصر وكانت نتائج مؤتمر السودان مفاجئة لإسرائيل التي كانت تأمل في ترتيبات أخرى ومختلفة لما بعد الحرب حيث”لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف بالكيان الصهيوني”.
تعشيم القادة
اكثر ما كان يقلق إسرائيل في تلك الفترة هي الجبهة الجنوبية التي تعد بمثابة خط المواجهة مع القوات المصرية المتمركزة غرب قناة السويس ولا يفصلها عن قوات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الشرقية لقناة السويس المصرية سوى 200 متر تقريبًا فبعد الانتهاء من الحرب تعشم القادة الاسرائيليين ان تكون الجبهة المصرية ليست سوى نزهة للجنود الصهاينة إلا أن الكمائن والعمليات النوعية التي شنتها القوات المصرية كانت بمثابة نذير شؤم على إسرائيل.
أوهام التوسع
لم تجعل القوات المصرية وقتها للوجود الاسرائيلي صمام أمان بعدما أفرز الكيان الصهيوني موجة عداء لدى الجنود و إدراك ان اسرائيل ليست كيان معتدى وحسب لكنها تطمع في ضم المزيد من الأراضي والتوسع على حساب جيرانها وليس فقط على أنها دولة معتدية ومحتلة.
إسقاط السيادة المصرية
اقترحت القيادة السياسية في اسرائيل خطة بالاتفاق مع قواتها لاتمام عملية تدويل سيناء وإسقاط السيادة المصرية من على كامل شبه الجزيرة وللوقوف على عملية أخرى تتضمن إجهاض الاستماتة التي أظهرها سكانها البدو لاقناعهم بالابتعاد عن مصر وإعلان سيناء دولة منفصلة عن مصر حيث تمثلت الأطماع في ان تكون دولة سيناء تحت الحماية الاسرائيلية من خلال استفتاء شعبي لتقنين ذلك.
منح وهدايا إسرائيل لأهالي سيناء
جائت مطاعم الكيان الصهيوني في تدويل سيناء الوهمية لسوابق تمثلت في استمالة بعض البدو الفلسطينيين وافقوا على سلخهم من محيطهم العرربي لذلك كان لديهم ما يمكن أن يدفعهم للمضي في هذه الخطة وتكرارها مع بدو سيناء من خلال تقديم الهدايا والمنح المادية والمالية.
اشرف على تلك الخطة وزير الدفاع موشيه ديان وقتها وشرع في عقد بعض الاجتماعات الموسعة بنفسه مع شيوخ وقبائل وعشائر شبه جزيرة سيناء المصرية لإيقاعهم في فخ التدويل والانفصال بعد موجة واسعة من تقديم الهدايا والمنح وكان وقتها الشيخ سالم الهرش هو شيخ مشايخ شبه جزيرة سيناء.
رد فعل المخابرات المصرية
وضعت المخابرات المصرية خطة محكمة لمجابهة هذه الخطة التي وصل صداها إلى القاهرة لإحباط المخطط الصهيوني وتواصلت بشكل أولي مع الشيخ سالم الهرش الذي أبدى رغبة غامضة حاملة لوطنية منقطعة النظير للأطراف الأخرى وهنا كانت الخطة المتعلقة بإحراج إسرائيل وليس فقط القضاء على هذه الخطة الخبيثة التي شارك في وضعها موسى ديان.
مؤتمر الحسنة 1968
بالفعل خروج قبائل سيناء على المجتمع الدولي رافضين الخطة التي واجهتها المخابرات المصرية بذكاء و التي أحرجت الكيان الصهيوني أمام العالم وأمام وسائل الإعلام الدولية وممثلي الأمم المتحدة بعد تعشم اسرائيل من خلال عقد مؤتمر الحسنة 31 في اكتوبر 1968 حيث اجتهدت اسرائيل في خروج المؤتمر بشكل جيد ونقلت وقتها المروحيات الاسرائيلية الاطعمة والمشروبات والهدايا لاهالي سيناء وكان الجميع في انتظار النصر الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل.
المفاجأة الكبرى
جائت اللحظة التي يتحدث فيها مشايخ سيناء اثناء المؤتمر وقع الاختيار المسبق الاتفاق عليه حيث تحدث الشيخ سالم الهرش الذي استطاع ان يخدعهم سائلًا:”هل أنا الآن بعد هذا القرار واعلان سيناء دولة ستضعون صورتي على الجنيه السيناوي؟ ليهز ديان رأسه مجيبًا:”نعم بإبتسامة صفراء.
كلمة الشيخ سالم الهرش
كان رد الشيخ سالم الهرش شيخ شيوخ سيناء قد وقع على موشيه ديان والصهاينة محرجًا ومضحكًا ومفعمًا بالوطنية حيث قال الهرش في كلمته:” أؤكد للجميع أن أرض سيناء مصرية وستظل مصرية ولا يملك الحديث عنها إلا الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر ولا زعيم لنا إلا هو و غادر على أثره موشيه ديان ومن معه مندهشين مكسورين الخاطر.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال