افتتاح الرئيس السيسي لمتحف المركبات الملكية “أشياء تاريخية تغافلتها تغطية المواقع”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاء اسم الخديوي إسماعيل بقوة في افتتاح الرئيس السيسي لمتحف المركبات الملكية باعتبار أنه صاحب الفكرة وأول من أسس المتحف الذي عُرِف باسم مصلحة الركائب.
اقرأ أيضًا
تاريخ متحف المركبات الملكية في مصر “من مصلحة الركائب الخديوية إلى افتتاح السيسي له”
لكن هناك عدة نقاط تاريخية تغافلتها المواقع خلال تغطيتها لوقائع افتتاح الرئيس السيسي لمتحف المركبات الملكية.
أسرة محمد علي باشا لم تكن الأولى في العناية بالخيول
لعل فكرة تكوين متحف بشكل بدائي بدأ مع عصر المماليك كما يذكر المؤرخ عمرو شلبي، الذين كانوا يعشقون الخيول العربية لدرجة كبيرة، وأبرزهم هو الناصر محمد بن قلاوون، حيث قال المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، أن محمد بن قلاوون كان شغوفًا بامتلاك الخيول العربية الأصيلة، وشيد الكثير من الإسطبلات الفسيحة والميادين العظيمة للسباق، كما أنه خصص فريقًا من البدو الماهرين لتدريب الخيل والعناية بها، وكان يقيم السباقات السنوية التي تشترك فيها خيله الخاصة مع خيل الأمراء.
محمد علي باشا هو أول خديوي لمصر وليس إسماعيل
المعروف في مناهج التاريخ الدراسية أن لقب خديوي معناه عزيز مصر واختص به حكام مصر منذ عصر الخديوي إسماعيل عام 1866 حتى إعلان السلطنة ثم الملكية.
لكن هذا غير صحيح فأول من نال لقب خديوي هو محمد علي باشا عام 1840 م ودليل ذلك الوثيقة الموجودة في وثائق مصر العثمانية حيث أرسل الباشا خطاب شكر للسلطان عبدالمجيد الأول يوجه له شكرًا على منحه الخديوية له، وكان هذا من باب النفاق السياسي حيث لجأت الدولة العثمانية للتهدئة مع محمد علي باشا نتيجة لمعاهدة لندن.
رشوة الوهابية تفتح الباب أمام الاهتمام بالركائب
بدأت مصر في عهد محمد علي باشا التعرف على الركائب العربية بسبب الحرب الوهابية التي دامت 7 سنوات وفي مرحلتها الأولى التي كانت بقيادة طوسون أهدى الأمير عبد الله بن سعود آل مقرن عام 1815 م مجموعة من الخيل العربي لطوسون من باب عربون الصلح أو رشوة للتوقف عن الحرب، لكن لم تتم التهدئة وكادت أن تهلك أغلب الخيول إلا أن اهتمام عباس باشا بالخيول العربية الباقية من الحرب الوهابية حال دون هلاكها خاصة مع زيادتها بفعل حملة محمد علي باشا على الشام.
عباس باشا الأب الروحي للخديوي إسماعيل في المتحف
يمثل عباس باشا الأب الروحي للاهتمام بالركائب وكان العنصر الوهابي فاعلاً في ذلك، فقد كون عباس صداقات وطيدة مع آل مقرن (آل سعود حاليًا) خاصةً مع الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وبعد أن تولى عباس باشا الحكم سنة 1848 بعث لهه فيصل مجموعة كبيرة من الخيول العربية الأصيلة التي اهتم بها وأسس لها اسطبلات على شكل متاحف لرعايتها.
اقرأ أيضًا
افتتاح الرئيس السيسي لمتحف المركبات الملكية “أشياء تاريخية تغافلتها تغطية المواقع”
يسرد المؤرخ عمرو شلبي قصة تؤكد عشق عباس باشا للخيول فقد أهدى ملكة بريطانيا الحصان الصقلاوي دربي، ولكن لم تقدر هذه الهدية وبيعت للهند، وعندما علم عباس باشا بذلك غضب غضبًا شديدًا، وأرسل إلى البدو الذين ربوَّا دربي وقال لهم: هل تميزونه؟ فأقسموا بأنهم سوف يميزونه من بين ألف حصان مشابه له، فأرسلهم إلى الهند بصحبة مندوب موثوق، وفعلا عادوا و معهم الحصان دربي وقد استغرق ذلك سنة كاملة، وكما يروى كلف البحث خلال تلك الفترة، 500 جنيه إسترليني.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال