الأبوة.. غريزة طبيعية أم مشاعر مكتسبة؟

مبروك.. أنت في طريقك لتصبح أبًا، ما هو شعورك؟، هل أنت سعيد؟، خائف؟، مضغوط؟، متوتر؟، مرتعب؟، ربما تحمل كل تلك المشاعر بداخلك، أو ربما لا تشعر بأي شيء حقًا، فالعديد من الرجال يعانون من مشاعر مختلفة ومربكة قبل وبعد أن يصبحوا آباء، لذا يقع الجميع في حيرة دائمة، هل الأبوة مشاعر مكتسبة بالوقت؟، أم هي غريزة موجودة بداخلهم؟.

غريزة طبيعية أم مشاعر مكتسبة؟

يشعر الكثير من الرجال بالقلق الشديد عندما يعلمون بأنهم سيصبحون آباء، ويخافون من شعورهم هذا، ويقلقون من المستقبل ومدى قدرتهم على التعامل مع ذلك الأمر، ولكن عادة ينتهي بهم الأمر بمفاجأة حيث يتفاجؤون بمدى تكيفهم مع ابنائهم، وقد أثبتت الأبحاث أن الرجال تتغير أجسادهم عندما يصبحون آباء، حيث يُفرز هرمون الأوكسيتوسين لديهم بشكل أكبر بعد ولادة الطفل، خاصة عندما يتعاملون مع الرضيع بشكل مباشر ويزيدون من التلامس الجسدي والتواصل بينهم.

كيف تصبح أبًا جيدًا؟

أحد الدروس الأولى التي ستتعلمها كأب هو أن الطبيعة شيدتك من أجل ذلك، فالرجال مصممون على الأبوة، تمامًا مثل النساء للأمومة، ولكن يتطلب الأمر بعض الاجتهاد لتصبح أبًا جيدًا، مثلًا:

• الرضع يشكلون ارتباطًا قويًا بآبائهم مثل ارتباطهم بأمهاتهم، لذا احرص على التواصل مع رضيعك فور الولادة، التلامس الجسدي هام للغاية، ويحفز الهرمونات لديك لتقوم بدورها، كما أنها تجعله يتعرف عليك وعلى رائحتك ويشعر بالطمأنينة في حضنك.
• كن حاضرًا دائمًا من أجل أبنائك، فالأطفال لا يهمهم ما إذا كنت تستعد لترقية هامة في عملك أو أنك تسعى لإنجاز مهمة ما، كل ما يهمهم وجودك معهم في المنزل، وتمضية وقت لطيف أمام التلفاز، وذهابك معهم للتمارين الرياضية، لذا عليك تخصيص وقت لأولادك كل يوم مهما كان قليلًا، وإذا كان لديك أكثر من طفل، عليك أن تجد وقتًا لكل طفل علي حدة، حتي تستطيع خلق علاقات قوية مع كل واحد منهم، واهتم بهواياتهم وأفكارهم الشخصية.
• كذلك كُن حريصًا على تواجدك في أوقاتهم الهامة، مثل أول يوم مدرسة، أو وقت تكريمهم في رياضتهم المفضلة، أو حفل تخرجهم، فوجودك في هذه اللحظات يعني الكثير لهم.
• قم ببناء علاقة قوية معهم، واعلم أن تواجدك معهم بشكل دائم، سيجعل مهمة تواصلك معهم أسهل، فقط عليك ان تهتم بالتواصل معهم وتتفهم مخاوفهم وصراعات عالمهم الصغير، مهما بدت تافهة لك، يجب أن تأخذها على محمل الجد، واستمع لهم بحرص وانتباه.
• اظهر حبك لهم في كل فرصة متاحة، وقم بتقدير تصرفاتهم الجيدة، وارشدهم وقوم سلوكياتهم السيئة، وابتعد عن العنف كعقاب، ولا تجعل المكافآت هي الحافز الوحيد للتصرفات الجيدة، كن معهم مُهابًا و محبوبًا، فمن الضروري أن تحتفظ بهيبتك وصرامتك أمامهم، ولكن دون أن تفقد عطفك وحنانك تجاههم.

وفي العموم لا تقلق عزيزي الرجل، ستتعلم مع الوقت إيجاد طريقتك الخاصة لتكون أبًا مثاليًا.

إقرأ أيضا

البعض يفضل حياة السجن .. في سبيل الطعام والرعاية الصحية أو التعليم

المصدر