“الأزهر والأولمبيات” حضور متكرر ومنسي في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اقترن اسم الأزهر الشريف بالأولمبيات مؤخرًا عقب إدانته لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا 2024م، وذلك بسبب محاكاة لوحة العشاء الأخير للمسيح.
اقرأ أيضًا
هل يقف يهوذا الذي غاب عن العشاء الأخير خلف أزمة مشهد اللوحة في الأولمبياد؟
هذا الحضور الأزهري في الأولمبيات لم يكن الأول لا في تاريخ الأزهر ولا في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية، وإنما كان ثالث المواقف التي اقترن فيها اسم المؤسسة الأزهر بالأولمبيات.
أول موقف أزهري في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية
كان أول حضور للأزهر مع الأولمبيات خلال انعقاد دورة 1972م للألعاب الأولمبية الصيفية والمعروفة تاريخيًا بـ دورة ميونخ، والتي شهدت عملية فلسطينية لاختطاف مجموعة من الرياضيين الإسرائليين في مقابل الإفراج عن 236 معتقلاً فلسطينيًا في سجون تلك أبيب، ولم يتحقق الهدف إذ انتهت العملية بمقتل 11 إسرائيلي و5 فلسطينيين من منفذي العملية.[1]
اتخذ الأزهر من تلك العملية موقفًا، إذ أديت صلاة الغائب في الأزهر يوم الجمعة 8 سبتمبر 1972م، على أرواح الفدائيين الفلسطينيين الخمسة، واشترك فيها 10 آلاف من المواطنين وطلبة الأزهر ووفود 41 دولة إسلامية كانت بالقاهرة لمؤتمر علماء المسلمين.[2]
تلك الصلاة كانت بدعوة من الأزهر، وقد أم الصلاة الشيخ محمد الفحام شيخ الأزهر، بصحبة وزير الأوقاف الشيخ عبدالحليم محمود والذي كان قد أعطى توجيهًا بأداء صلاة الغائب على الفدائيين الفلسطينيين في جميع مساجد مصر.
انقطاع ثم عودة في 2019م
حضر الأزهر مرةً ثانيةً في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية سنة 2019م، لكن حينها كانت دورة الأولمبيات الخاص الشتوية العالمية، وهي مخصصة لذوي القدرات الخاصة وظهرت للمرة الأولى سنة 1968م.
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة هي المنظمة للدورة ال15 التي تمت في 8 مارس 2019م، وقبيل بدءها بشهر كان شيخ الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي مع بابا الفاتيكان، وقاما بتوقيعٍ على كرة الأولمبياد الخاص التذكارية بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد حينها.
لوحة العشاء الأخير وامتداد المواقف
ثم جاء في 2024م موقف ثالث وهو إصدار بيان إعلامي كان الأول في تاريخ الأزهر والأولمبيات، وهو إدانة لوحة العشاء الأخير، وحمل هذا البيان هجومًا حادًّا كان الأول على مستوى المؤسسات الدينية الرسمية الإسلامية في العالم، حيث قال أن الإساءة إلى السيد المسيح أو إلى أي نبي من الأنبياء تُعد تطرُّفاً وهمجية طائشة لا تحترم مشاعر المؤمنين بالأديان والأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة.
[1] نعمه البکر، عملية ميونخ (أقريت وکفر برعم) سبتمبر 1972م، مجلة كلية اللغة العربية بإيتاي البارود – جامعة الأزهر، مج33، ع3، أكتوبر 2020م، ص ص2655–2787.
[2] جريدة الأهرام، ع9 سبتمبر 1972م، ص1
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال