الأسباب التي تتسبب في وقوع الأذكياء بالتصرفات الغبية
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعرضنا جميعًا لمواقف بسيطة ولكن تصرفنا فيها كالأغبياء، ونشعر يعدها بخجل وندم على طريقة تصرفنا رغم بساطة الأمر، وقد يجعلنا ذلك نفكر في أمر ما، هل نحن أغبياء فعلًا؟، أم نتصرف دون تفكير؟، ولكن بالنظر حولك ستجد أنه حتى أكثر الأشخاص ذكاءًا في محيطك، قد يقع في نفس الأمر ويقوم بتصرفات غبية، لا تليق بمستوى الذكاء المعهود عنه، فلماذا يحدث ذلك؟.
هل الذكاء يعني العقلانية؟
للذكاء امتيازات عظيمة، فهم يحصلون على درجات أعلى، ويتدرجون في مناصبهم بسهولة، وفي الأغلب الأذكياء هم الأكثر تحصيلًا للنجاح، ولكن ذلك على المستوى الدراسي والعملي، ماذا عن المستوى العام، لا يمكنك الجزم بأن ذلك الشخص الناجح في عمله، سيكون بالضرورة ذكيًا في حياته العامة، فقد فشلت عشرات الأبحاث في إيجاد دليل يربط الذكاء العقلي بالنضج السلوكي والعاطفي، وأن تكون شخصًا ذكيًا لا يعني بالضرورة أن تكون عقلاني، والدليل على ذلك هناك الكثير من عباقرة العالم الذين قدموا اختراعات واكتشافات عظيمة للبشرية، ورغم حدة ذكائهم المشهودة، إلا أنه تصرفاتهم كانت غبية وغريبة بشكل يثير التعجب والعديد من التساؤلات.
لماذا يتصرف الأذكياء بغباء؟
- الغرور والثقة المفرطة.. ينال الأذكياء إعجاب الجميع، ويترسخ بداخلهم ثقة بالنفس قد تزيد عن حدها في بعض الأوقات، وقد ينقلب الأمر لغرور أحيانًا، وعند تعرضهم لموقف ما، ينحاز اللاوعي لديهم إلى الثقة بذكائهم، دون النظر لمعطيات الأمور، فنجد أنه ينقلب الأمر أحيانًا وتظهر تصرفاتهم غبية على عكس المعهود عليهم، كما أن تلك الثقة تجعلهم يفشلون في طلب المساعدة حرين يحتاجونها، بل في معظم الأحيان لا يدركون أنه يحتاجون تلك المساعدة لأنهم يميلون إلى الاعتقاد بعدم وجود شخص آخر قادر على توفيرها سواهم.
- هم على حق دائمًا.. لا يقبل الأشخاص أنهم مخطئون، ويزيد الأمر بالنسبة للأشخاص الأذكياء فهما اعتادوا على أن يكونوا على صواب دائمًا، لذا لن يكون من السهل أبدًا أن يتقبلوا أي إتهام بالخطأ، أو السخرية على تصرفاتهم.
- الانعزال عن الآخرين.. يميل الأشخاص الأذكياء والعباقرة إلى أن يعيشوا في أجواء منغلقة على أنفسهم، ولا ينخرطون في المجتمع المحيط بهم، مما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في الأخطاء الغبية، فهم ليسوا على دراية كافية بتطورات الأحداث والأمور الحياتية من حولهم، وقد يخطئون في تقدير يعض الأمور الاجتماعية معظم الأوقات.
- عدم تقبل الملاحظات والنقد.. من وجهة نظرهم، هم الأشخاص الوحيدون الذين لديهم القدرة على النصح وتوجيه الآخرين، ولا أهنية لديهم لآراء أي شخص سواهم، فهم يرون أنه لا يوجد شخص مؤهل لمنحهم رأيه في الأساس، وذلك الاعتقاد الخاطئ يعيق أدائهم، ويضعهم موضع الأغبياء في العديد من المواقف.
- حُب الظهور بمظهر العباقرة دائمًا.. بعض الأشخاص يحبون أن يظهر ذكائهم ويستعرضوا عضلات عقلهم أمام الآخرين، فتجدهم يردون على أي سؤال يُطرح حتى لو تم توجيهه لشخص آخر، ولا ينظرون لأهمية أن يقولوا الإجابة الصحيحة، هم فقط يريدون الإجابة بغض النظر عن النتائج، وقد تضعهم إجاباتهم المتسرعة تلك في مواقف غبية لا يُحسدون عليها.
إقرأ أيضاً
الساعة البيولوجية والجينات هي السبب في تقديراتك المنخفضة بالجامعة
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال