الأوسكار من اضطهاد أصحاب البشرة السمراء إلى مجاملتهم
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في عام 2016 كان يطلق على جائزة الأوسكار، الأوسكار البيضاء وذلك بسبب أنه لم يترشح أي ممثل من أصحاب البشرة السمراء لجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وهو ما حدث بالفعل فلم يترشح أي ممثل أسمر إلى الجائزة ولم يفذ أي من أصحاب البشرة السمراء بأي جائزة للأوسكار في هذا العام 2016 ولكن.
نسى الجميع أن فيلم 12 سنة من العبودية قبل عامين أي عام 2014، حاز على الجائزة الأهم وهي جائزة أفضل فيلم في اختيار غريب للفيلم الذي كان ينافسه عدد من الأفلام الأفضل من وجهة نظر العديد من النقاد والعاملين بالحقل السينمائي ولكنها جوائز الأكاديمية على أي حال.
عامة الأوسكار ليست جائزة منصفة إطلاقا، فسنوات طويلة مرت منذ بداية الجائزة عام 1927، وحتى عام 1939، حينما فازت بالجائزة الممثلة هاتي ماكدانيال عن دورها في فيلم ذهب مع الريح، في أهم وأكبر تحدي للعنصرية العرقية التي كانت تعيشها الولايات المتحدة وقتها.
لتبدأ فترة ربما هي الأسوأ في تاريخ الأوسكار حيث لم يفز أي ممثل أسمر البشر بالجائزة حتى وإن استحق، حتى أتى سيدني بواتيه عام 1963 ليفوز بالجائزة، ليغيب السمر عن الاوسكار أيضا مدة 19 عام ويأتي بعده لويس جوست جونيو ليوفز بالجائزة عام 1982، وبعده كوبا جودينج جونيور عام 1996.
ومع بداية الألفية الثانية أصبحت النزعة العنصرية التي لدي الاوسكار أقل فتناوب الممثلين والممثلات من أصحاب البشرة السمراء في الفوز بالأوسكار دينزيل واشنطون وهالي بيري يحصدان الجائزة في نفس العام 2001، وجيمي فوكس عام 2004، وموجان فريمان في نفس العام وفورست ويتكر عام 2007، وقبلها كانت جينفر هدسون عام 2006، ثم مونيك عام 2009 وأوكتافيا سبنسر عام 2012 ولوبيتا نيونج عام 2014.
إذا تاريخ السمر ليس حافلا بالعنصرية، بل إن السمر في هوليوود مارس بعضهم على الأوسكار نظرية العنصرية المضادة، حيث تظل إدارة الأكاديمية طيلة الوقت تحت وطأة الاتهام بالعنصرية، ربما هذا الاتهام صحيح ولكن أثره سيء للغاية.
فمثلا عام 2014 كما ذكرنا فاز فيلم غير جدير بالفوز من وجهة نظر الكثيرين، فقط إرضاء لأصوات أصحاب البشرة السمراء، بينما في حفل الأمس أوسكار عام 2018 فاز فيلم GET OUT بجائزة أفضل سيناريو مكتوب مباشرة للسينما على حساب رائعة مارتن ماكدونا three billboards outside ebbing missouri، في جائزة ربما هي الأغرب في حفل الأمس.
يبدو أن اتهامات العنصرية أصبحت تقلق إدارة وأعضاء الأكاديمية، ليبدأ مسلسل من المحاباة لأصحاب البشرة السمراء على حساب أخرين يستحقون الجائزة فهل يتطور الأمر لتكون الأكاديمية أرض للعنصرية المضادة.
نعلم جميعا أن جائزة الأوسكار بها الكثير من السياسية، أصغر فرهادي يفوز بالأوسكار بسبب خلافات ترامب مع إيران ويفوز فيلم سوري في نفس العام بسبب سياسة ترامب، وغيرها من الاحداث ولكن ذلك هو الأقرب، فجأة ستتحول الأوسكار إلى لعبة سياسية سيئة السمعة، أكثر من سمعتها السيئة حاليا.
ليس بالضغط والرأي العام تمنح الجوائز، وللأسف نظام الأوسكار القائم على التصويت يفتح المجال للعديد من الجوائز غير المفهومة، منذ فترة كانت هناك سمة للأوسكار أن يفوز بالجائزة الممثل الذي أدي دور شخص صاحب عاهة، وحمدنا الله أن تلك الفترة قد انتهت لأنها كانت سبب في ظلم العديد من الممثلين، ولكن الأن تذهب الجوائز من أجل إخماد الانتقادات، حتى وان كان العمل لا يستحق، القليل من الحيادية لن يضر، وهذا ما يطلبه الجميع لا أكثر.
إقرأ أيضاً
من هي الممثلة المصرية التي فازت بالأوسكار وضربت أنطوني كوين؟
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال