همتك نعدل الكفة
312   مشاهدة  

الإمام الرابع عشر للأزهر الشيخ محمد العروسي.. أثرٌ على خطى والده

الشيخ محمد العروسي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



نشأ الإمام الرابع عشر للأزهر في بيت علم، فكان والده الإمام الحادي عشر للأزهر الشيخ أحمد العروسي صاحب الكرمات والعلم الغزير وهو والده الذي تلقى على يده معظم العلوم اللغوية والشرعية لنستطيع أن نقول هذا الشبل من ذاك الأسد .

نسبه ونشأته العلمية 

وُلد الشيخ محمد بن أحمد بن موسى العروسي في القاهرة حيث عمل والده الشيخ أحمد العروسي في الأزهر الشريف، تلقى أحمد العروسي العلم على يد والده الشيخ وجماعة من علماء عصره حتى أصبح ملمًا بتلك العلوم اللغوية من نحو وصرف وعروض والعلوم الأدبية والشرعية والعقلية من فلسفة ومنطق وحساب وميقات، فأظهر ذكاءً منقطع النظير وأصبح ملمًا بثقافة عظيمة.

عمل الشيخ “محمد العروسي” بالتدريس في الجامع الأزهر فالتف حوله طلبة العلم يحضرون دروسه وينهالون من غزير علمه، وبعد وفاة والده خل مكانه في التدريس فالتفّ تلاميذه حول ابنه الذي تلقى العلوم على يده فأصبح تلاميذ أبيه مع تلاميذه الحصيلة الكبرى من طلبة العلم، وربما التف كل هذا العدد من الطلاب حول الشيخ إنما يرجع إلى علمه الغزير وحبه الشديد لمهنة التدريس فاستطاع أن يجعل المعلومة سهله بسيطة ميسرة لطلابه، غير كونه رقيق الطباع حليم على طلبته، ولهذا الأمر أثر التدريس  على التأليف والكتابة في حياته .

توليه مشيخة الأزهر 

بعد وفاة الإمام الثالث عشر للأزهر الشيخ محمد الشنواني إثر إصابته بمرض الإنفلونزا، اتجهت الأنظار إلى الشيخ محمد العروسي ليتولى بدلًا منه المشيخة وللجبرتي في كتابه عجائب الآثار القول الفصل في الإمام الرابع عشر للأزهر فيقول : إن الشيخ إبراهيم المالكي الشهير بإبراهيم باشا قرأ في درس الفقه أن ذبيحة أهل الكتاب في حكم الميتة لا يجوز أكلها، فلما سمع الفقهاء ذلك أنكروه، ثم تكلموا مع الشيخ إبراهيم وعارضوا فقال : أنا لم أذكر ذلك بفهمي وعلمي وإنما تلقيته عن الشيخ على الميلي المغربي، وهو رجل عالم متورع موثوق بعلمه، وانتهى الأمر إلى الباشا – بعد أن حدثت ضجة كبرى بسبب هذا، فأمر الباشا بأن يجمع كبار المشايخ والعلماء للنظر في هذا و عرض عليهم الأمر، وطلب رأيهم، وهنا يظهر الشيخ الإمام محمد العروسي ويتدخل بلباقته وحسن حضوره ويقول : إن الشيخ على الميلى رجل من العلماء تلقى العلم على علمائنا ومشايخنا، ومشايخهم – ويقصد المشايخ المغاربة – ولا ينكر علمه وفضله، ولكنه حاد المِزَاج، لذا فالأولى أو يجتمع به أولاً وتتدارس في مجلس غير هذا، وننهي الأمر في هذه المسألة .

وفي كتاب شيوخ الأزهر الجزء الثاني يقول   :” اجتمع العلماء في اليوم التالي وأرسلوا الشيخ على المغربي لكنه رفض الحضور وقال : لا أجلس مع الوفاء، ومن الممكن أن أقبل الحضور بشرط أن يكون المجلس خاصاً يحضره حسن القويسنى، والشيخ حسن العطار فقط وهنا ثار العلماء وطلبوا من الأغا أن يذهب إلى بيت الشيخ المغربي ويرغمه على حضور مجلس العلماء ، فلما شعر الشيخ المغربي بذلك اختفى ، واضطر الأغا إلى إخراج أهل بيته من بيتهم وإغلاقه ليتسنى له العثور على الشيخ المغربي ، ولكن الشيخ على المغربي ظل مختفيًا ، وعلم الوالي بذلك فأصدر قرارًا بنفي الشيخ إبراهيم تلميذ الشيخ المغربي إلى بنغازي ، حينها عمل الشيخ العروسي على تهدئة العلماء ، وتخفيف الأمر عند الوالي ، ليجنب الشيخ المغربي الانتقام الذي كان ينتظره سواء من العلماء أو من الوالي ، وأيضًا ليجعل الأمر بعيدًا عن الانتقامات الشخصية ، ويكون الأمر من أجل إظهار الحقيقة بالبحث العلمي الموضوعي.

مؤلفاته

إقرأ أيضا
أهمية الوقت

لم يهتم الإمام الرابع عشر للأزهر الشيخ محمد العروسي بالتأليف والكتابة ذلك لأنه انشغل بالتدريس طوال الوقت، فلم يترك مؤلفات تذكر إلا أن أدركه الموت عام ١٢٤٥ هـ، تاركًا خلفه طلابًا تتحاكي في ثراء علمه وأخلاقه ولباقته.

الكاتب

  • الإمام الرابع عشر للأزهر مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان