الإمام الغزالي .. كنزنا المخفي الذي لا نستخدمه
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
صرح الإمام أبو حامد الغزالي في آخر أيامه قائلاً “وإني ما أدين به لله و ما وصلت إليه بعد رحلة كبيرة من البحث بأن معظم خلق الله في رحمة الله”.
و لم يقل الإمام “المسلمون فقط ” بل عمم بقوله خلق الله على اختلاف نِحلهم و أديانهم و إتجاهاتهم الفكرية ، وربما يأخذنا هذا المنحى إلى مقابلة مفهوم “الكفر” الذي صرح به الله تعالى في آيات قرآنية كثيرة متوعداً به الكافرين ، لنجد ” الغزالي ” يفسره مستخدمًا مصطلحين متغايريين في قصدية الكلمة وهو ما اسماه ” الإمام ” بالكفر الايجابي و الكفر السلبي.
اقرأ أيضًا
عن الطرق الأربعة التي يعرف بها الإنسان عيوب نفسه “رؤية صوفية من الإحياء”
أما عن الكفر الايجابي فهو أن يتجه الانسان عن قصد ووعي لنكران الله بعد معرفته ووضوح استدلاله، و أما عن الكفر السلبي فهو الانكار عن دون اقتناع او بعدم وضوح إستدلال.
و قد جاء الدين نوراً للإنسان وحجة له وليس حجة عليه، وهو نعمة من نعم الله كشمسه وهواؤه ، والآيات كثيرة في القرآن داله بثبوت آراء معظم الفقهاء بأن ليس كل أهل الكتاب من المسيحيين أو اليهود في النار كما يرى العامة من المسلمين، أو كما يتمنى بعضهم – ولا أفهم ما متعتهم في ذلك – كما أنه ليس كل المسلمين أيضًا في الجنة.
و الذي يقرأ “المستصفى في أصول الدين ” للامام الغزالي يرى وهو لم يتعدى أول خمسون صفحة من الكتاب رداً قاطعاً في هذا الشأن، فلماذا لا يتكلم علماؤنا في هذا الأمر ، وهو أمر أساسي ميز الاسلام ، بل وهو رد على اتجاهات فكرية رديئة أمثال الدواعش و القاعديين وغيرهم الذين كفروا و أدخلوا معظم الناس النار وأبعدوهم عن الدين.
و لم تكن قضية الإسلام أبدًا إقرار نجاة المسلمين دون غيرهم كما هو الحال في غيره من الأديان، ولكنه جاء بيانًا وتأكيدًا لعملية الخلق التصميم والعناية الالهية بالانسان، كما أنه اقر مبدأ الاختلاف ، بل ودعمه لأنه من خلاله ـ ومن خلاله قط – يعمل العقل البشري ويصعد ويسعد ويكتشف.
هذا هو إسلامنا، وهذا هو الله، وكنزنا المخفي الذي وجدناه ولم نستخدمه.
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
صدقت ، ناقلا و شارحا
زادك الله من فضله
الله ينور