“الجزمة بجنيه نموذجًا” كيف راعت الحلقة 11 من مسلسل موسى التفاصيل التاريخية في 4 مشاهد ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شهدت الحلقة 11 من مسلسل موسى أحداثًا متعددة حيث ذهب موسى إلى سوق باب اللوق ليعمل في محل سوق غزة المملوك للمعلمة حلاوتهم وشقيقها المعلم وهبة، ثم محاولة نوفل الزواج شرعًا من شفيقة والتي طردته، واكتشاف شداد لحمل زوجته الكاذب، ومحاولة الإنجليز التوصل لحماة الهاربين الإيطاليين وعلى رأسهم شهاب باشا.
أبرز التفاصيل التاريخية التي راعتها الحلقة 11 من مسلسل موسى
الديكورات المتعددة التي شهدتها أحداث الحلقة 11 من مسلسل موسى تمثل لوحات فنية في حد ذاتها، كالشارع القاهرة في الأربعينيات، والسوق، ومنزل شفيقة وفانيا، والسيارات والملابس؛ غير أن هناك 4 مشاهد يمثلوا توهجًا في مراعاة الدقة.
سوق باب اللوق .. الابتعاد عن التابوهات
من ضمن الأماكن التي تدور فيها أحداث الحلقة 11 من مسلسل موسى هو سوق باب اللوق بعد 33 سنة من افتتاحه حيث تم افتتاحه سنة 1912 م بفكرة من يوسف قطاوي باشا وبتنفيذ عدد من المعماريين الفرنسيين على مساحة 6200 متر وبشكل حدوة حصان وسقف يشبه لمعماريين فرنسيين بتصميم السوق على الطراز الأوروبي، على شكل حدوة حصان، والسقف به فتحات تهوية بهدف الإنارة والهواء.
دقة صناع العمل أنهم لم يحصروا سوق باب اللوق في بيع الخضروات والفواكه وإنما أظهروا الشكل الشامل للسوق حيث محل الطرابيشي ومحلات الملابس والأزياء والسجاجيد ونحو هذا.
شيء آخر متعلق بالمجاميع الذين ظهروا في السوق وهو أنهم يمثلون المجتمع المصري بين تجار وصبية وزبائن ومعممين وشباب وعاملات، في مشهد يحمل عبق أربعينيات القرن الماضي.
قمة التوهج تمثلت في النظافة الموجودة بأرض السوق، إذ أن المعروف تاريخيًا خضوع السوق يوميًا للكنسح والمسح والتبخير، خاصةً مع وفود الأمراض الوبائية على مصر مثل الحصبة والطاعون والكوليرا.
سعر الجزمة هل كان الجنيه يتحمله ؟
جمع مشهد بين المعلمة حلاوتهم وصبيها زتونة وهي تعطيه جنيهًا لكي يسلمه إلى موسى ليشتري له ملابس غير أن موسى فضل شراء حذاء لأنه كان سبب الجنيه أصلاً.
اقرأ أيضًا
تغطية موقع الميزان لأحداث مسلسل موسى
مسألة شراء حذاء بـ 100 قرش خلال سنة 1946 و 1947 شيء صحيح تاريخيًا، فسعر الأحذية في مصر الأربعينيات كان يحكمها الخامة ومحل البيع، والمحل الذي دخله موسى (محل ماركو) كان راقيًا ومقبول أن يكون سعر الحذاء بجنيه وأقل من جنيه أيضًا.
يدلل على ذلك إعلان قديم منشور في الصفحة الخامسة من جريدة المقطم عدد يوم 17 مارس 1947 لمحل ماناجوس ترزي الطبقة الراقية في شارع قصر النيل لبيع كمية من أحذية الرجال تبدأ من سعر 80 قرش صاغ.
لعبة الحِجْلة والفخ الذي تفاداه صناع العمل ؟
ظهر الأطفال الإيطاليين وهم يلعبوا الحِجْلة في مخبئ مصنع شهاب باشا، ورغم قصر مدة المشهد إلا أن الحجلة رُسِمَت بشكل صحيح تاريخيًا، وكان الفخ الذي تفاداه صناع العمل أن يصمموا الحجلة بهيئة المثلث التربيعي (4 مربعات + 1)، فهذا الرسم خاص ببعض البلدان العربية.
لكن في بلاد الغرب فإن لعبة الحجلة ليست بهذه التسمية ولا الشكل وإنما اسمها الأجنبي (هاب اسكتش) ويطلق عليها الفرنسيين اسم ماريليس، بينما الألمان يسمونها تمبلهوبفن، فيما يعرفها الهولنديين باسم هينكلبان ويسمها الفيتناميين باسم بيكو، ويتفق الإيطاليين مع الأرجنتينيين في تسميتها بـ ريويلا.
ظهرت اللعبة لأول مرة في عصر الإمبراطورية الرومانية وكان طول ملاعبها 100 قدم وجاءت فكرتها لتدريب المشاة الرومان عسكريًا عليها حيث تتم بركض جنود المشاة الرومان الدورة بدروع كاملة وحزم ميدانية لتحسين حركة أقدامهم، ثم قلدهم الأطفال بشكل تسلية وتطورت اللعبة لاحقًا.
مشهد مداهمة مصنع شهاب باشا .. هل فيه مبالغة ؟
في آخر مشاهد الحلقة الحادية عشر من مسلسل موسى ظهرت قوة إنجليزية تداهم مصنع شهاب باشا للتفتيش عن الإيطاليين الهاربين، ويبدو هذا المشهد به تناقض كون أن النظام الملكي في مصر يرعى الإيطاليين خاصةً وأن شهاب باشا له صلات مع الحاشية الملكية.
لكن من وجهة النظر التاريخية فهذا المشهد صادق وحقيقي، ويدلل على ذلك محضر مجلس الوزراء المصري الصادر عن لجنة المستشارين سنة 1947 والذي تكلم عن جهود الحكومة المصرية في دعم الإنجليز خلال سنوات الحرب وقال عن صدور قرار يقضي باعتقال أي معارض لإنجلترا أو المتستر على أعداءها وتوضع
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال