همتك نعدل الكفة
613   مشاهدة  

الجلسة (1).. أمل الطائر يبوح بأسرار الأغنية الشعبية: “كتبت لكل مطربي الثمانينات”

أمل الطائر


فكرت وأنا أجهز أسئلة المقابلة معه، هل ستكفي للإحاطة بكل السنوات التي عاشها أمل الطائر في عمق صناعة الأغنية الشعبية المصرية، قلت، سأتركه يحكي ويحكي، وأتدخل بالسؤال في الوقت المناسب، لكن، “الرجال العواجيز” خلقهم ضيق، هل سيكون مجال تدخلي بالأسئلة أثناء حكيه سهلًا، ربما يثور في وجهي، ويكون الموقف حرجًا، وتنتهي المقابلة، فغالبًا تلك الشخصيات سيكون سلوكها متطاوسًا، يتكىء على مسيرته، لذا لا ضير في تبعات أفعاله تجاه الصحافيين، يطردهم إن تغير مزاجه، يتساهل معهم ويحكي بابتسامة تملء وجهه إن تركوه يتحكم في مجريات المقابلة ويحكي بفخر.

 

جهزت الأسئلة، وتركت الأمر، للدقائق الأولى فور رؤيته، عرفت من بعض مجاييليه أن وراءه تاريخ كبير، يعرفونه بأنه “الأستاذ”، لذا عليك التوخي في المقابلة أثناء حديثك معه، قلت، حسبما تكون معطيات الدقائق الأولى للمقابلة، سأتصرف، أتركه يحكي وأتوخى التدخل بالأسئلة من بعيد دون أن أخدش كبرياءه، أو سأتفق معه على طرح أسئلتي تباعًا ويجيب عليها.

 

كانت المكالمات الهاتفية التي جرت بيني وبينه، أثناء ذهابي إليه منزله، مبشرة، رجل مرن، واسع البال، شرح لي العنوان أكثر من مرة، لم يتعالى، وقال:”سأكون معك على الهاتف، إلى أن تصل للمنزل، لا تقلق”، وصلت لمنزله، طرقت الباب، فتح لي بنفسه، مرتديًا عباء ثقيلة، يضحك، الطفولة تختلط بتقدم السن، وجهه نضر، يبدو أصغر من سنه، 60 عامًا، صوته خفيف كموجة رياح تمر دون تأثير، جلس على مكتبه، خلفه شباك مطل على الشارع، سجادة الصلاة أقرب الأشياء إلى المكتب، ولا شىء آخر، حوله.

 

أمل الطائر

بدأ الحديث، قبل أن أطرح أية أسئلة، فضفض:”معرفش أكتب غير على المكتب، هنا بلاقي راحتي، وزي م أنت شايف، مبحاولش يكون مزدحم بحاجات تاني، القلم والورق فقط”، ثم ضحك، وقال:”ها يا سيدي، عاوزني أتكلم ف إيه، محضر أسئلة ولا أتكلم أنا وأنت تسجل وتكتب براحتك”، شعرت بارتياح كبير تجاه المقابلة، ورددت: سوف نتكلم عن ملامح الأغنية الشعبية المصرية وتحولاتها، سلبًا وإيجابًا، من ناحية الإنتاج الفني وسوق الكاسيت، دورك في تخريج مطربين وشعراء أثروا في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية، تطور موضوعات الأغنية، ثم توصيف الحالي لمستقبلها. ضحك، ثم قال: “تاريخي كبير،عاوز تلات سنين ولحده نتكلم فيه، بشتغل من سنة 81، وأنبهك لشيء، أنا الصندوق الأسود للأغنية الشعبية، إن أردت استخدامه في عنوان مقابلتك”.

 

البداية

بدأت فعليا، سنة 82، كانت بداية انطلاق شرايط الكاسيت، أواخر السبعينات وأول الثمانينات، قبلها كانت مرحلة إسطوانات “البيكب”، بدايتي كانت مع حسن الأسمر، هو كان لسه بيبتدي حياته، وأنا برضه، وتعرفنا ببعض عن طريق الشاعر محمد الهوا، عرفني بيه، والتقينا على قهوة متروبول، ودي قهوة فنانين، تلاقي عليها كل حاجة، رقاصات، مونولجيست، شعراء، ملحنين، كل اللي عاوزه تلاقيه هناك، أول شريط نزلي عليه اسمي كان مع حسن الأسمر، اسمه”عيون ست البنات”، كتبت فيه أغنية “على مهلك”، ثم كتبت لكل مطربين جيل الثمانينات، فوزي العدوي، أشرف المصري، شعبان عبد الرحيم، مجدي طلعت، وغيرهم.

أمل الطائر

إقرأ أيضا
حكيم الأغنية الشعبية

 

لا أبيع إحساسي.. وأجري كويس.. وبعطف على المطربين

ناس كتير بتخاف مني، لكن أنا لا أبيع إحساسي، باخد أجر كويس، لكن لو فيه مطرب محتاج أغنية، ومش معاه فلوس، وظروفه سيئه، باتعاطف معاه، لأن ظروف السوق تغيرت، مفيش إنتاج زي زمان، توقف سوق إنتاج شرايط الكاسيت مع بداية الألفينات، والمطرب الشاب، بيكون عامل “جمعية”، تحويشة عمره، وبيصرف من جيبه الخاص على الأغنية، والكليب، فمش ببالغ معاه، وبتهاون معاه للغاية.

الشريط في التمانينات كان بيتكلف 10 آلاف جنيه، كلمات وألحان وحجز إستديو، فمثلًا لما كتبت لحسن الأسمر في بداية التمانينات، اتفقت معاه على 25 جنيه، أخدت 15 جنيه منهم، وباقي له عنده 10 جنيه لسه م أخدهمتش دلوقتي، وبدأت فلوس المؤلف تزيد، لـ50 جنيه، لـ75 و100 جنيه، ومكانش فارق معاه نقطة الأغنية بكام، لإن الحياة كانت سهلة، ورخيصة، وكان يهمنا نشتغل كتير، ولما أنتج لنا لشركة “توب تيب” بتاعة هاني شاكر، أخدنا منه إنا وإنسان الطائر 150 جنيه في الأغنية، لأنه هاني شاكر ومعاه فلوس، وجبناله مطرب اسمه “حمدي الغريب”. لكن مع بداية حكيم، ووجود شركة كبيرة أخدت في الأغنية 500 جنيه، وتبدأ تزيد الفلوس، مع إني مش بركز معاه قوي، وعشت حياتي بالقسط، عربية بالقسط وشقه بالقسط، لإن مش كل اللى في السوق حكيم أو شركة سونار، فبكتب لمطربين صغيرين، فلوس على أقدهم، مش هستنى حكيم كل سنتين، بكتب لأفلام، مسلسلات، مسرحيات، كتبت مثلًا أغنيات فيلمين  للفنانة نادية الجندي وهم “حكمت فهمي”، “الشطار”، وكتبت 9 أغنيات مسرحية”نشنت يافالح”1995، بطولة أحمد آدم، وشيرين، جورج سيدهم، وبعدها رفضت بعدها عروض الكتابة للمسرحيات، تعبت واكتفيت، بعدما اثبت وجودي.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان