الجنس وشقق مفروشة .. المجلات الجنسية على الأرصفة العربية
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
رجال ونساء بملابس متشابهة إلى حد كبير، تتعالى موسيقى الهيبيز من كل مكان وتتمايل عليها النساء من أصحاب قصات الشعر القصيرة والمكياج الصارخ، وكذلك الرجال أصحاب السوالف العريضة والشعر الضخم، أنها فترة السبعينيات أو الفترة الأكثر ابتذالًا على الإطلاق، فرغم الأحداث السياسية والحروب التي كان يعيشها شعوب الوطن العربي، إلا أنه كان هناك حالة من الشراهة الجنسية والأبتذال في كل المجالات، فأغلب الأفلام كانت تدور حول قصص الجنس وكذلك شهد المجتمع العربي درجة من الانفتاح الثقافي أو بتعبير أدق درجة من التقليد الأعمى للغرب.
إنتاج المجلات الجنسية
قبل انتشار الانترنت وقبلها الفيديو لم يكن يعرف الشباب سوى المجلات الجنسية التي كانت منتشرة بقوة على الأرصفة، ولكننا في مصر لم نكن يوما نمتلك دور نشر او طباعة لإنتاج المجلات ذات المحتوى الجنسي بل كنا نعتمد على ما يأتي لنا من بيروت التي كانت في ذلك الوقت أكثر العواصم العربية تحررًا، ورغم الاستيراد وعدم النشر المحلي إلا أننا كنا نستقبل حوالي 300 الف نسخة اسبوعيًا من هذه المجلات التي كانت تصدرعن دار نشر لبنانية أطلق عليها أصحابها اسم (منشورات السكس).
حكاية الأميرة السورية التي هُددت بالقتل بسبب عملها كراقصة ودعمها فريد الأطرش
ظهرت هذه النوعية من المجالات بشكل تدريجي حتى يتقبلها المجتمع، ففي البداية ظهرت المجلات الفنية التي تتميز باحتوائها على صور أكثر جرأة للفنانات مثل مجلة الشبكة ومجلة الموعد وغيرها من المجلات اللتي كانت تصدر من بيروت نظرًا للقيود المفروضة على الصحافة التي كانت تصدر في بقية الدول العربية، وبعيداً عن الأغلفة الجريئة، إلا أن مجلتي الشبكة والموعد حملت أغلفاتهم أيضًا صور أكثر الفنانات تحفظًا مثل كوكب الشرق أم كلثوم وفاتن حمامة.
مجلات الجنس وشقق مفروشة
ظهرت المجلات الإباحية في البداية متخفية في صورة علمية، فعل سبيل المثال كانت مجلة (الجنس) التي صدر عددها الأول عام 1967 عرفها رئيس تحريرها السيد يوسف جادو بأنها مجلة علمية عن الثقافة الجنسية، وأن كل ما ورد بها تمت مراجعته من قبل أطباء ومختصيين نفسيين، ولكن في واقع الأمر كانت مجلة (الجنس) تقدم قصص مثيرة ولا يوجد صفحة واحدة فيها لا تحتوي على صور نساء عاريات.
حكاية منى إبراهيم .. جسد عاري تمامًا أمام الكاميرات ونهاية مأساوية!
لتأتي في عام 1971 مجلة جنسية أخر تحت اسم (شقق مفروشة) نعم عزيزي القارئ هذه هو اسم المجلة التي كانت تحتوي على قصص جنسية بوليسية مصورة بحسب تعريف كتابها وأشهرهم ألبير أبي راشد وأحمد الشريف، وكانت المجلة تدعو بشكل مباشر للحريات الجنسية، وتقبل فكرة إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزوج، فقد جاءت الكلمة الافتتاحية للعدد 74 من مجلة (شقق مفروشة) كالأتي “لا مفر من الاعتراف بأن لبنان وطن يستمد اقتصاده من السياحة و الاصطياف، و علينا جميعاً تقع مسؤولية إزالة خطوط العقد الجنسية التي خطها الزمن البالي العتيق على جبين آبائنا و أمهاتنا، و من هنا بات من الواجب على كل مواطن في لبنان و العالم العربي أن يضع في دفتر حساباته، بأن الشعوب التي نالت حقوقها المشروعة لمفهوم الحرية لم تنلها بالسهولة المروج لها بل نالتها عن طريق العمل في كل الميادين و الحقول و أهمها التخلص من أخطبوط بعبع الجنس الذي يطوق مسيرتنا الطويلة في سبيل التوصل إلى مواكبة الشعوب التي سبقتنا اشواطاً بعيدة في ممارسة الحرية”.
أما عن الصور العارية التي كانت توجد في هذه المجلات، فكانت هناك عارضات لا يمانعن في ظهورهن عاريات على أغلفة هذه المجلات، ولكن في أغلب الأحيان كانت تأتي هذه الصور من مجلات أجنبية وتتم إعادة استخدامها فيما يتماشي مع القصص الموجودة في المجلات الجنسية، وحتى أوائل التسعينات كان يصدر عدد كبير من المجلات الجنسية في لبنان
ولم تعد تلك المجلات تصدر الأن ولم يعد يوجد منها إلا نسخ قديمة، فمع دخول عالم شرائط الفيديو وبعد ذلك الانترنت لم يعد هناك حاجة لطباعة وبيع هذا النوع من المجلات.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال