الحلقة التاسعة من مسلسل الاختيار 2 .. ما هي المعلومات التي أدت لاغتيال المقدم محمد مبروك؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تناولت الحلقة التاسعة من مسلسل الاختيار 2 استعداد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لعملية اغتيال الشهيد محمد مبروك قبل توجهه إلى المحكمة للإدلاء بشهادته وهو ما نجحت فيه الجماعة الإرهابية في ختام الحلقة.
كيف ألمحت الحلقة التاسعة من مسلسل الاختيار 2 لأسباب اغتيال محمد مبروك
تمثل شهادة المقدم محمد مبروك حدثًا هامًا في تاريخ سقوط نظام الإخوان بمصر وهو ما استطاعت الحلقة التاسعة من مسلسل الاختيار 2 إظهاره.
اقرأ أيضًا
“صور” قائمة بتفاصيل ومصير الشخصيات الحقيقية في مسلسل الاختيار 2 “تحديث يومي”
خطورة تقرير المقدم محمد مبروك أنه لم يتناول مؤامرة جماعة الإخوان بعد ثورة 25 يناير وإنما شف بالتفصيل العلاقة بين قيادات الجماعة مع عناصر المخابرات الأمريكية حتى قبل اندلاع الثورة من أجل تنفيذ مخطط الولايات المتحدة بإحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم بالمنطقة العربية بإحداث موجات متتالية من «الفوضى الخلاقة»، وهو المشروع الذى أطلقت عليه «الشرق الأوسط الكبير».
الشهادة الأولى للمقدم محمد مبروك
في 31 يوليو سنة 2013 وبالتحديد الساعة 12 ظهرًا بمجمع المحاكم في القاهرة الجديدة أجرى المستشار حسن سمير قاضي التحقيق والمستشار محمد قاسم سكرتير اجتماعًا مع المقدم محمد مبروك لتقديم أقواله حول قضية التخابر.
سئل محمد مبروك عن التحريات فقال أنا بدأتها سنة 2004 م بحكم أن الجماعة محظورة قانونًا وباشرتها بمفردى مع الاستعانة بمصادر الجهاز الموجودة داخل البلاد وخارجها والتى يعمل بعضها فى سفارات مصر بالدول المختلفة بأنحاء العالم والتى تداوم على إرسال التقارير والمعلومات عن المصريين الموجودين بمختلف دول العالم ومواطنى الدول الموجودين بها وجمع المعلومات عن الجماعات مثل جماعة الإخوان التى لها فروع تنظيمية بمختلف دول العالم
إخوان ما قبل ثورة 25 يناير كما رآهم محمد مبروك
قال محمد مبروك أنه من خلال فحص واقعة اقتحام سجن وادى النطرون تبين أنها تأتى ضمن الحلقات النهائية لمخطط إشاعة الفوضى فى مصر لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها وإخضاعها لسيطرة عدة دول وتنظيمات، من خلال تمكين جماعة الإخوان من الوصول للحكم، حيث تبين من حركة حماس وحزب الله اللبنانى ودولتى إيران وقطر والتنظيم الدولى الإخوان بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية قد أعدت ذلك المخطط لعمل ترتيبات إقليمية جديدة فى المنطقة تهدف إلى خدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية وطمس الشخصية العربية لهدم النظم القائمة عليها ومحاولة تقسيم مصر بين فصيلين، إسلامى وليبرالى، بعد فشل التقسيم على أساس طائفى.
ذكر محمد مبروك أن التحريات ومعلومات المصادر أكدت أن التنظيم الإخوانى سعى لعقد اللقاءات منذ عام 2004 لتحقيق هذا المخطط على النحو المبين بمحضر التحريات، كما قاموا بعقد عدة لقاءات أخرى فى سرية تامة داخل البلاد على النحو المبين بمحضر التحريات، وكانوا يقومون بتسريب بعض تلك اللقاءات لوسائل الإعلام للإيماء بأنها تأتى فى إطار كونهم أعضاء فى البرلمان من عام 2000 وحتى 2010، حيث كانت تتناول بعض تلك اللقاءات سبل وخطوات تحقيق المخطط، كما قام العديد من عناصر التنظيم بالسفر إلى عدة دول خارجية للالتقاء بعناصر التنظيم الدولى الإخوانى والتنظيمات والدول الضالعة فى ذلك المخطط، كما أمكن من خلال التحريات رصد اتصالات للرئيس المعزول محمد مرسى مع عضو التنظيم أحمد محمد عبدالعاطى، الذى كان موجوداً فى ذلك الوقت بدولة تركيا، حيث تم تسجيل تلك الاتصالات بناء على إذن صادر من نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 9 يناير 2011، والذى تم بمقتضاه السماح بتسجيل الاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث تضمن مجمل تلك الاتصالات تنسيقها مع أحد عناصر الاستخبارات الأمريكية.
تم رصد أول اتصال بين الإخوان والأمريكان بتاريخ 21 يناير 2011 وذلك قبل أحداث الثورة المصرية بعدة أيام تم خلاله إحاطة عنصر الاستخبارات بموقف جماعة الإخوان ودورها فى تحريك الشارع المصرى، حيث كانت الجماعة قد استهدفت بالفعل بدء تحريك الشارع من خلال إعلانها عن عشرة مطالب وكانت تتوقع رفض النظام القائم فى ذلك الوقت لتلك المطالب للتحرك إلى سيناريو آخر أكبر سوف يتم دفع الشعب إليه، كما استفسر الإخوانى محمد مرسى من عنصر الاستخبارات عن إمكانية تنسيق جهازه الاستخباراتى مع أجهزة استخباراتية أخرى، حيث وعد عنصر الاستخبارات أن جهازه لن يتحرك منفردا وإنما سوف يدرسون الموقف مع ثلاث دول أساسية مطالبا عنصر الاستخبارات الإخوانى محمد مرسى بعقد لقاء عاجل فى الأسبوع الثانى من شهر فبراير 2011، يكون حاضراً فيه العناصر الإخوانية السابق التقائه بهم فى تركيا، بالإضافة لأحد العناصر الإخوانية التونسية للتنسيق معه حول الأوضاع فى دولة تونس وقام الإخوانى محمد مرسى خلال تلك المحادثة بنقل تخوف الإخوانى أحمد عبدالعاطى من انتقال الجماعة لمراحل غير مخطط لها جيداً وغير المراحل الخاصة بالجماعة، حيث إن الجماعة حالياً فى مرحلة أسلمة المجتمع وأن هذه المرحلة تلى مرحلتى الفرد المسلم والبيت المسلم.
تضمنت المعلومات والتحريات التي ذكرها الشهيد محمد مبروك علاقة جماعة الإخوان مع حركة حماس الفلسطينية والتى تعد جزءا من التنظيم الإخوانى وفق ما ورد فى ميثاق إنشاء الحركة، المادة الثانية، والتى تنص على أن الحركة هى جناح من أجنحة التنظيم الإخوانى ومرفق ميثاق حركة المقاومة الإسلامية وقيام التنظيم الدولى بالتنسيق بين جماعة الإخوان فى مصر وحركة حماس، وذلك لكون مرشد الجماعة فى مصر هو من يتولى منصب مرشد التنظيم الدولى وفقاً للائحة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين، وتم إرفاق صورة منها حيث تم رصد العديد من تلك الاتصالات المعلوماتية من خلال قيام حركة حماس وحزب الله بتشكيل بؤر تنظيمية إرهابية تضم عناصر تعتنق الفكر الإخوانى لتنفيذ برنامج عسكرى وفكرى وحركى لتنفيذ المهام المكلفين بها، حيث تسللت بعض تلك العناصر عبر الخط الحدودى لرفح لتلقى تدريبات عسكرية بمعرفة عناصر حركة حماس، وفى وقت لاحق تم الدفع بعناصر من الحرس الثورى الإيرانى لقطاع غزة.
تم رصد سفر العديد من عناصر التنظيم الإخوانى فى إطار التنسيق مع تلك المنظمات لتنفيذ المخطط السابق الإشارة إليه، حيث تم رصد عدد من تلك اللقاءات بين الإخوانى حازم فاروق والمكنى أبوهشام مسئول اللجان بحركة حماس بدولة لبنان، وذلك على هامش اجتماع منتدى بيروت العالمى، حيث أكد الفلسطينى المذكور ضرورة أن تتحرك جماعة الإخوان فى مصر لإسقاط النظام القائم آنذاك لتشكيله خطورة على بقاء الجماعة فى مصر وروافدها فى الخارج، وأن حركة حماس مستعدة لتقديم الدعم اللازم للجماعة فى حالة اتخاذها قرارا بقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة، وأوضح له الفلسطينى المذكور أن هناك تنسيقا بين حركة حماس وحزب الله اللبنانى فى الأمور العسكرية، كما تم رصد توجه وفد من العناصر الإخوانية لبيروت فى الفترة من 15 إلى 17 يناير 2010 لحضور لقاءات المنتدى العربى الدولى لدعم المقاومة، حيث كان يتكون ذلك الوفد من كل من محمد سعد الكتاتنى ومتولى صلاح الدين عبدالمقصود وحازم محمد فاروق وحسين محمد إبراهيم ومحمد محمد البلتاجى وإبراهيم أبوعوف وأسامة سعد حسن جادو، حيث التقوا بالفلسطينى محمد نزال عضو المكتب الفلسطينى لحركة حماس والذى استفسر عن طبيعة المرشد محمد بديع وخلفية استبعاد الإخوانيين محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح من عضوية المكتب حيث تم إفهامه أن ذلك جاء لسيطرة التيار القطبى على مقاليد الأمور داخل مكتب الإرشاد، كما تم من الفلسطينى المذكور الاستعلام عن اللواء عمر سليمان وحسين طنطاوى كما التقى الوفد مع الفلسطينى عتاب عامر والذى طلب ترشيح أفضل العناصر الصحفية والبحثية لاتصال الحركة بهم، كما تم عقد لقاء مع الفلسطينى أحمد الحيلة المسئول الإعلامى لحركة حماس والذى أكد للوفد أهمية التواصل وتبادل المعلومات فى الفترة القادمة لأهمية تلك الفترة.
قام الفلسطينى خالد مشعل بتسليم الإيرانى على فيدوى عدد 11 جواز سفر مصريا لتسليمها إلى عناصر حزب الله اللبنانى، الذين سوف يتسللون إلى مصر أثناء حالة الفوضى، ويشار إلى سبق ضبط عدة قضايا توضح العلاقة بين حركة حماس وجماعة الإخوان مثبتة بمحضر التحريات، كما رصدت المعلومات عقد أعضاء هيئة مكتب الإرشاد بعقد عدة اجتماعات خلال عام 2010، لاعتماد خطة تحركهم بإحداث حالة الفوضى فى البلاد التى تمكنهم من تحقيق أهدافهم.
لغز موقف مشاركة الإخوان في 25 يناير
مفاجأة كبيرة قدمها المقدم محمد مبروك حول سبب تردد الجماعة في المشاركة بثورة 25 يناير حيث قال أن منهج الإخوان كان قائمًا على تثوير الجماهير باستخدام شعارات مظهرها مشروع لتسيير توجهات الجماهير كالإصلاحات الديمقراطية وإطلاق الحريات وممارسة السياسة عبر الديمقراطية وتنشيط دور المؤسسات المدنية مستغلاً فى ذلك الأوضاع السلبية فى البلاد خلال تلك الفترة وغير المقبولة جماهيرياً ثم دفع الجماهير للانتقال لمرحلة أخرى من خلال دفع بعض عناصر جماعة الإخوان لقيادة الجماهير نحو ارتكاب أعمال عنف لإشاعة الفوضى لتنفيذ مخططاتهم ودفع العناصر الشبابية لجماعة الإخوان للدخول على مواقع شبكة المعلومات الدولية والفيس بوك لاستغلال مطالب الشباب العادلة التى كان يطالب بتحقيقها فى مواجهة النظام الأسبق فى الوقت ذاته كان يتم فتح قنوات اتصال مع النظام السابق لإيهامه بعدم المشاركة فى التظاهرات المزمع تنظيمها بتاريخ 25 يناير 2011 لتلافى توجيه ضربة أمنية للجماعة فى حالة فشل تلك التظاهرات والمشاركة بأعداد محدودة من عناصر الجماعة فى الأيام الأولى للثورة حتى يتم التأكد من نجاحها ثم الوثوب عليها فيما بعد وقيامهم بالتصريح من قبل قيادات الجماعة فى وسائل الإعلام منذ يوم 24 وحتى يوم 27/1/2011 بعدم مشاركة الجماعة رسمياً فى أى تظاهرات وأن عددا محدودا من شباب الجماعة يشارك بشكل شخصى فى الوقت ذاته كان يتم التنسيق مع هيئة المكتب السياسى لحركة حماس والقيادات العسكرية لحزب الله اللبنانى ودولة إيران للاضطلاع بالدور العسكرى داخل البلاد بالتنسيق مع بعض العناصر البدوية الجنائية بمحافظة شمال سيناء مقابل وعدهم بتحرير ذويهم من المعتقلين بالسجون وشراء كميات كبيرة من السلاح والذخيرة منهم وذلك لتحقيق أهداف خطتهم المتمثلة فى ضرب جهاز الشرطة المصرية ضربة موجعة لإفقاده القدرة على الحركة من خلال استهداف عدد 160 قسم ومركز شرطة فى توقيت متزامن ابتداءًا من تاريخ 28 يناير 2011 م بالأسلحة الآلية وإلقاء العبوات الحارقة والاستيلاء من داخل تلك الأقسام والمراكز على الأسلحة والبنادق الخرطوش من داخلها واقتحام مبانى الليمانات والسجون.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال