الحلقة الثانية من سره الباتع .. سرد جيد يفسده استسهال وأخطاء تاريخية
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بدأت قصة المسلسل تتضح مع الحلقة الثانية من المسلسل، وبدأ يظهر أبطال العمل، ففي الحلقة الثانية يظهر الفنان حسين فهمي، الذي نعرف أنه أحد علماء الحملة الفرنسية الذين أتوا مع نابليون بونابرت، ولكن سحر الشرق جذبهم وظلوا في مصر بعد رحيل الحملة، وكتب رسائل لأحفاده يسجل فيها ما شاهده في مصر وما آثره وجذبه في شخصية السلطان حامد.
تميز المسلسل بكادرات فنية متميزة مثل مشهد الحضرة والناس الملتفة حول المقام، كان من المشاهد الفنية المتميزة ومصنوع بحرفية وجودة.
والمسلسل يتميز بعنصر الجذب حيث السيناريو به الحبكة الدرامية، وعنصر الجذب موجود في الحكي، فلم نشعر بالملل، خاصة أن السيناريو يعتمد على طريقة فك الطلاسم بهدوء واحد تلو الآخر، فهناك عنصر جذب وتشويق لمعرفة باقي الحكاية، ولكن كان هناك آخر يسيء الصورة التي نراها، فهناك عنصر عدم الدقة الاستسهال، حيث هناك أخطاء تاريخية كارثية، مثل ظهور العربة التي يجرها الخيل أو “الكارتة” التي كان يركبها الفنان خالد الصاوي، هذه النوعية من المركبات التي لم يكن يعرفها المصريين وقتها، وكانت وسائل التنقل هي الحيوانات نفسها، وركوب الأحصنة والحمير.
ثانيا حجرة المائدة الموجودة في بيت الفنان أحمد عبد العزيز، فلم يكن المصريين وقتها وبخاصة في القرى والأرياف لم يكن لديهم مائدة طعام ومقاعد يجلسون عليها لتناول الطعام، فجلوسهم كان على الأرض ويضعون وعاء كبير لتناول الطعام فيه، والجميع يمد يده، وظهور هذه المائدة في بيت فلاح من الأرياف مهما كانت درجته ومكانته المرتفعة لم يكن هناك موائد طعام مرتفعة ومقاعد يجلسون عليها.
وظهرت شخصية الشاعر هشام الجخ في الحلقة الثانية، والذي يؤدي دور الأزهري الموجود في القرية والذي يحث الناس على عدم مساندة المماليك، وإذا كان ولابد فعليهم الدفاع عن بلادهم بعيدًا عن المماليك الذين يمصون دمهم ويسرقون قوتهم.
لا أعلم ما الذي جذب المخرج خالد يوسف لاختيار الشاعر هشام الجخ للمشاركة في المسلسل، فهو لم يكن له أي سابقة تمثيل كي نرى فيها قدراته التمثيلية، وبالطبع المخرج له رؤية، وهو أكيد حر فيها ولكن لماذا لم ينصح الفنان أن يأخذ ورشة تمثيل كي يؤدي الدور بصورة جيدة، فالشاعر هشام الجخ يؤدي الدور بنفس طريقته في إلقاء شعره، وبنفس لهجته، ليس فيها أي تغيير، مما جعلنا نشعر أن هشام الجخ أمامنا يؤدي إحدى قصائده.
وآخر شيء الفانلة القطنية التي يرتديها الفنان أحمد السعدني، فهذه النوعية من الملابس لم تكن موجودة وقتها ولم يكن هناك قطن أصلا في مصر، فمصر عرفت القطن على يد محمد علي بعد الحملة الفرنسية.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال