همتك نعدل الكفة
320   مشاهدة  

الخبز الملعون.. أسلحة الحرب الممنوعة التي استخدمتها المخابرات الأمريكية في فرنسا

الخبز الملعون


كانت ليلة الرابعة والعشرون من أغسطس 1951م، ليلة سوداء في حياة سكان مدينة بون سانت إيسبري الفرنسية، فالجميع جن جنونه، وانتشرت الهلاوس والجنون بين الجميع، فهناك من يتوهم بأن لديه ثعابين في بطنه، والبعض يستيقظ من نومه ويلقي بنفسه في نهر الرون، وسيدة مسنة تُلقي بنفسها على الجدران لتنكسر أضلعها، ورجل آخر يطلب المساعدة ويتوسل للأطباء بأن يعيدوا له قلبه الذي هرب من مكانه!، وهناك نساء وأطفال يصرخون ويهلوسون بأشياء غريبة، وفي غضون أيام قليلة اصبح معظم السكان يعانون من أعراض غريبة، وجُن الجميع، فماذا حدث؟.

الخبز الملعون

الخبز الملعون

ذكر المؤلف الأمريكي “ستيفن كابلان” في كتابه الشهير “الخبز الملعون”، قصة ذلك الوباء الغريب الذي تفشى في القرية الفرنسية، في فترة آخر أغسطس عام 1951م، والتي وُصفت بأنها كانت أكثر فترة مرعبة، حتى أن بعض قال أنها نهاية العالم، في البداية كانت الأعراض مقتصرة على اضطرابات في الجهاز الهضمي، وغثيان، انخفاض في ضغط الدم، وبرودة هائلة في الأطراف، وفي ظرف أيام قليلة، امتلأت المستشفيات والمصحات بالمرضى، وزادت حدة الأعراض، واصبح المرضى يعانون من التعرق المفرط، والدوار المستمر، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي ظهور علامات الجنون على جميع السكان، الذين اصبحوا عدوانيون وحاول كثير منهم الانتحار، أو قتل بعضهم البعض، وأعلنت السلطات المسئولة حالة الطوارئ في البلاد، وقال الأطباء أنه تسمم غذائي جماعي حدث من طعام ما، والغريب أن المرض أصاب الحيوانات، فقد كانت القطط تلقي بنفسها في كل مكان حتى تموت، والكلاب في الشوارع تتصرف تصرفات غريبة، وبدأت مهمة الشرطة في البحث عن المتسبب في ذلك التسمم، واتفق جميع المرضى على تناولهم لخبز من خبّاز يُدعى “روش بريان”، وبتحليل عينات من خبز بريان، أثبتت النتائج الأولية للطب الشرعي أن عينات الخبز ملوثة وتحتوي على فطر يمكنه تسميم أي أحد، ولكن التحليلات التي جاءت من البلدان الأخرى لم تجد أثرًا لذلك الفطر!، مما وجه أصابع الشك والاتهام لروش بريان نفسه، وذلك قبل أن تُصاب زوجته نفسها بذلك الوباء.

سلاح الحرب السري

الخبز الملعون

 

توقفت التحريات عند هذا الحد آنذاك، ولم يستطع أحد إثبات أو نفي التهمة عن روش بريان، ولكن بعد مرور سنوات طويلة تحديدًا في عام 2010م، نشر الصحفي الأمريكي “هانك البرلي”، كتابًا خطيرًا بعنوان “خطأ فادِح، أسرار المخابرات حول تجارب الحرب الباردة”، وذكر في ذلك الكتاب أسرار وقعة بونت سانت اسبري، وأوضح أن السر وراء ذلك الوباء كان مُخدر LSD الذي قامت الاستخبارات الأمريكية برشه فوق البلدة لاختباره كسلاح حرب سري، وذلك المخدر محرم دوليًا كونه يسبب حالة هلوسة شديدة لمستنشقيه، كما أنه يدخل في تصنيع حبوب الهلوسة التي تسبب اضطرابات في الرؤيا والتفكير.

إقرأ أيضا
فرس النبي

ولم يكن ذلك الكتاب هو أول من أشار لما فعلته المخابرات الأمريكية، ولكن المعلومات التي جاءت به قامت بتعزيز الاتهامات السابقة، والتي ظلت سائدة في فرنسا لعقود طويلة، ولكن هناك بعض الباحثين الذين شككوا في تلك النظرية، واعتمدوا على أن رش مخدر بالرذاذ في كل تلك المساحة لم يكن متاحًا تقنيًا آنذاك، كما أن اختيار تلك البلدة بالتحديد لا معنى له، حيث أن القصف الأمريكي للجيش الألماني وقت الحرب العالمية الثانية قد دمر أكثر من نصفها، ومهما اختلفت التفسيرات، اجتمع الجميع على أن حادث بلدة بونت سانت اسبري سيظل لغز غامض للأبد.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان