همتك نعدل الكفة
266   مشاهدة  

الذهب عبر العصور .. تاريخ لا ينتهي

الذهب عبر العصور


بداية من الملك سيتي الأول مرروًا بالسيدة مريم وسيدنا عيسي وصولًا إلى عصر الآلفيات، ترك الذهب آثر مميزًا في رحلته عبر العصور ليصبح رمزًا ثابتًا بها، تماثيل، صلبان، كؤوس، توابيت وغيرها رموزًا تركها المعدن النفيس لتحكي تاريخًا هو شاهدًا عليه خاصة في مصر.

الذهب عبر العصور

لم تكن علاقة المصريين بالذهب وليدة اللحظة بل هى علاقة استمرت لعقود وقرون من الزمن، قد لا يضاهي تلك العلاقة أي شيء، فكان المصريين القدماء أول من استخدموا الذهب وبرعوا في صناعته ليزيدو له رونقًا خاصًا، ليتربع على عرش جميع المعادن حتى عصرنا الحالي.

عند السؤال عن الظهور الأول للذهب، قد لا تجد إجابة صريحة ولكن علماء المصريات يرحجون أنه يعود للعصر الحجري أوالبرونزي وهو العصر الذي عثر فيه على السبائك وعلم الفزات وبداية معرفة الخلط بين المعادن.

علاقة بدأت منذ القدم

 

الذهب عبر العصور
الذهب عند الحضارة المصرية القديمة1

بالرجوع للوراء إلى الحضارة المصرية القديمة، نجد أن المصريين القدماء أول من استخدموا الذهب وقاموا بأعمال التنقيب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر والنوبة لاستخراجه وكان يشرف على تلك العملية الكهنة والحكام.

ونكتشف أن العلاقة بينهم لم تكن تقتصر على السلطة و الزينة والملابس فقط، بل كانت علاقة روحانية، حيث كان في اعتقادهم أن المتوفى عندما يكون صالحًا تتحول روحه إلى تمثال من ذهب، لذلك نجد أن حضوره وقتها كان قويًا للغاية.

وكان الذهب متوفرًا بكثرة في مصر القديمة والدليل على ذلك أن أحد حكام الشرق الأدني المعروف بدوشراتا –أحد ملوك ميتاني- أرسل بردية ذهبية إلى الملك إخناتون مكتوبًا فيها “إبعث لي بكمية من الذهب لأن الذهب في بلادكم مثل التراب!”، وفقًا لما قاله خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء.

وتعتبر تلك البردية من أقدم الخرائط الموجودة بمتحف تورينو الإيطالي ويعود تاريخها إلى الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشر.

الألفية الرابعة

 

الذهب عبر العصور
الطقوس الجنائزية عند المصريين القدماء

وقبل الألفية الرابعة قبل الميلاد وتحديدًا في فترة ما قبل الأسر ازدات قيمة الذهب بعدما أصبح جزءًا من العبادات بلونه المائل للحمرة مثل الشمس والتي كانت ترم للإله رع.

كما ارتبط المعدن الأصفر بالطقوس الجنائزية والمعتقدات، حيث استخدم في منحوتات الفراعنة الجميلة، وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة، ودفن الفراعنة الذهب معهم.

وكان من أشعر النماذج التى تدل على براعة الفراعنة في الذهب، هى القبة الذهبية ضمن آثار مقبرة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو وزوجة الملك سنفرو، وأيضًا قناع الملك توت عنخ آمون الذى يزن نحو 11 كيلو جرامًا فضلًا عن تابوته الذى يزن نحو 110.5 كيلوجرامات من الذهب الخالص.

الذهب والفن الغربي المسيحي

 

الذهب عبر العصور
الذهب في الكنيسة الغربية

لم تتوقف رحلة الذهب عند الحضارة المصرية القديمة فقط، بل استمرت ووصلت إلى الفن الغربي المسيحي وظهر بريقه هناك وظهر في لوحات فنية للرموز والشخصيات المسيحية، والمُطعمة بالذهب، إذ ارتبطت المادة بالله والأمجاد في السماء.

ليتجه المسحيون بعد ذلك إلى تزين الكنائس، ليدخلوا في صناعة الشمعدان والصلبان وتابوت العهد فضلًا عن الكؤوس، وذلك ما يظهر في أدوات كنيسة القيامة بالقدس.

لتتنقل تلك العادات إلى الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، حيث لا يزال يستخدم اللون الذهبي للنقوش والهالات الذهبية حول رؤوس القديسين عادة.

إقرأ أيضا
كتب في تاريخ الحشاشين
الذهب عبر العصور
الكنيسة الأرثوذكسية في مصر

فيشبه الطلاء الذهبي الحقيقي المستعمل بالفنون المسيحية بالكنائس الغربية.

الذهب علاقة لا تنتهي

وبالانتقال إلى العقدين العشرين والحادي والعشرون، نجد أن علاقة الذهب بالمصريين تطورت بشكل أكبر فلم يقتصر على التزين والحلي فقط، بل دخل في المعاملات الاقتصادية، وأحد أسباب قوة الدولة، وأيضًا الملاذ الآمن للجميع في وقت التوترات الجيوسياسية.

تقلبات مستمرة

الذهب عبر العصور

فخلال العقود الماضية شهدت أسعار الذهب تقلبات عديدة ففي نهاية القرن العشرين وتحديدًا في العام 1985 ليرتفع من مستوى الـ 12 جنيهًا إلى مستوى الـ 28 جنيهًا في العام 2000 ليزداد بنسبة 133%، وفقًا لموقع “العربية نت”

وارتفع خلال العقد الحادي عشر وتحديدًا من الفترة 2001 حتى 2023 من مستوى الـ 28 جنيهًا لعيار 21 إلى مستوى الـ 2285 جنيهًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان