الشيخ المناخلي.. لجأ إليه عبد الوهاب في الألحان ولم يرض عن مشايخ عصره
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يعرض ألحانه على اثنين من كبار القراء أحدهما الشيخ علي محمود، والثاني الشيخ المناخلي ، وكان يلجأ إليهما كلما واجهته مشكلة عويصة عند أداء لحن من الألحان، حسبما ذكر محمود السعدني في كتابه “ألحان السماء”.
كان الشيخ حسن المناخلي صاحب صوت جميل وأداء قلما تجد له نظيرًا بين القراء، واستطاع الشيخ المناخلي أن ينتزع الشهرة بطريقة فذة، فقد كان يشترك مع الشيخ منصور بدّار في إحياء ليلة بحي السلخانة، وكان الشيخ بدّار معروفًا بمهارته في سرقة الجمهور، فقد كان لا يترك فرصة لأي شخص ليقرأ الوقت المخصص له، فقد كانت طريقته في الأداء تجعل الجماهير تصر على سماعه حتى النهاية، فضلًا عن أنه كان في قمة الشهرة.
وكان الشيخ في بدء حياته، قبل أن تزيد شهرته، وعندما انتهى الشيخ بدار عادت الجماهير تلح عليه أن يواصل قراءته فاستجاب لهم، وعندما انتهى ارتفعت الأصوات من كل جانب تطلب إليه مواصلة التلاوة حتى الصباح، وعندما هم الشيخ بدار تقدم منه الشيخ المناخلي، ودفعه بيده فألقى به من فوق “الدكة” وأخذ مكانه وهاجت الجماهير، وهمت بضرب الشيخ المناخلي، ولكنها سكتت وهدأت بعد أن استمعوا إليه، وعندما انتهى، أصرت الجماهير أن يواصل التلاوة، وانسحب الشيخ بدار ليلتها من الحفل، بعد أن تمكن الشيخ المناخلي من سرقة الجمهور بنفس الطريقة التي كان يتبعها الشيخ بدار.
وعاش المناخلي يقرأ عندما يريد، وليس كما يطلب إليه أحد من الناس، ولذلك لم يربح كثيرًا، ويكسب ما يكفيه فقط، ومات قبل إنشاء محطة الإذاعة، وترك عدة اسطوانات قليلة ضاعت بعد ذلك، ولم يعرف أحد أين ضاعت؟ وقبل أن يموت لحن عدة قصائد “ياقوتي الشفتين فالج السنتين” وموشح “كالبدر ليلة التمام” وتعتبر هاتان القطعتان أروع ما لحن في الموسيقى الشرقية، وظل الشيخ يرفض القراءة في الحفلات، وكلما سُئل عن سر ذلك قال: إن الناس تسمعني وتسمع الشيخ البربري. فهو كان لا يرضى عن قراءة الشيخ البربري ولا غيره من مشاهير وعلامات عصره.
الكاتب
-
أحمد فكري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال