الشيخ زويد الشخصية لا المكان.. رجل صالح لا صحابي جاء مع عمرو بن العاص
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تبتعد مدينة الشيخ زويد عن شمال شرق العريش بـ 29 كيلو متر مربع، تأسست على أنقاض بلدة قديمة عُرِفَت باسم “أنيتدون” والتي تعني “زهرة المباهج”، بينما تبلغ مساحتها 783 كم2 وتشمل 11 قرية.
منذ عام 2013 م، تشهد المنطقة عمليات إرهابية وحملات أمنية مكثفة، استقرت بعد سنوات إلى قيام الجيش المصري بشن العملية الشاملة في سيناء، وعادت في الأفق ملامح الشيخ زويد كمنطقة ساخنة بعد أن انقطع تذكر الشخصية التي حملت المدينة اسمه، بعد هدم قبة ضريحه في أغسطس من العام 2011 م.
شخصية أو سيرة الرجل الذي سميت المدينة على اسمه أمر مجهول بالنسبة للعامة وبعض المؤرخين، خاصةً في ظل تناقل الآراء بشأن أنه أحد الصحابة وجاء وتوفي أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر في القرن الأول الهجري.
المكان الذي دُفِن فيه كان يتبارك به الكثير من أهالي سيناء، ويقال إنه لقب بالشيخ زويد لبركته في وضع يده في الطعام القليل ليكفى أعدادًا كبيرة، ولهذا ظل الناس حتى يومنا هذا يتباركون بضريحه، ويؤيد هذا شيوخ طرق صوفية في مصر لعل أبرزهم الشيخ علاء أبو العزام.
من الناحية التاريخية هذا القول لا ينضبط تمامًا مع سياق مرحلة بداية العهد الإسلامي، كون أن اسم الشيخ زويد لم يرد في تاريخ الفتوحات مثل كتاب “فتوح مصر” لـ بن عبد الحكم، و”در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة” لـ جلال الدين السيوطي.
لكن تاريخ رحلة الشيخ عبد الغني النابلسي يكشف أن الشيخ زويد هو رجل صالح من أولياء عرب البوادي، ونشأ بمنطقة برية فيها بئر مالح اسمها الزعقة ونشأ بها زاهداً حتى مات فيها وبُنَي فوق قبره ضريح ظل موجوداً حتى تم تدميره ثلاث مرات كانت الأولى في أغسطس 2011 م، حيث ضُرِب محيط المنطقة بالكامل، أما في المرة الثانية التي دُمر فيها كانت في أوائل سبتمبر وضُرِبت قبة قبره، حتى تم تسوية قبره أرضاً بقذائف الـ RPG في يوم الخميس 14 يونيو عام 2012م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال