31 مشاهدة
الشيخ طه الفشني والمقطع الذي كرره للفجر وعلاقته بالشيخ علي محمود
اتصل الشيخ طه الفشني بالشيخ علي محمود والأخير في قمة مجده، وكان الشيخ طه شابا صغيرًا يقرأ القرآن أحيانا، وينشد التواشيح أحيانا أخرى، ثم انبهر بالشيخ علي محمود وقدرته في الأداء، وطاف معه على مناطق مصر كلها.
وفي عام 1942، أصبح للشيخ طه فرقة يرأسها، ولمع نجمه سريعًا، فأذاع من محطة القاهرة، ومن محطات إذاعية مختلفة خارجية، وكان بارعًا في التواشيح ولمع في مجال الإنشاد الديني، ولكن لم يكتفِ طه ببراعته في الإنشاد الديني، بل ارتفع أجره في قراءة القرآن ليصبح ثلاثين جنيها في الليلة الواحدة، وعندما مات الشيخ علي محمود قفز أجره إلى مائة جنيها في الليلة الواحدة. إذ لم يعد أحد هناك سواه.
والشيخ طه الفشني كان في الثانية والأربعين من عمره يعيش في بيته بمصر الجديدة، وله بيت آخر هجره منذ عدة أعوام في الحارة التي كان يسكن فيها الشيخ علي محمود، والشيخ محمد سلامة.
اقرأ أيضًا….بالصور زيارة للشاعر كفافيس
وأعظم الأصوات بالنسبة إليه صوت المرحوم الصيفي، والشيخ محمد رفعت، ويصفه بأنه فلتة لن يجود بمثلها الزمان.
وهو من عشاق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ومن أشد الناس إعجابا بطريقة الشيخ الصيفي في الأداء؟ حدث مرة أن كان الشيخ طه ينشد التواشيح في ليلة بمولد بديروط، وعندما جاء عند مقطع ((استقر به المقام)) أقسم أحد العمد الجالسين بالطلاق أن يظل يردد الشيخ هذا المقطع حتى الصباح!
وظل الشيخ طه الفشني يردد المقطع حتى بزغ نور الفجر، ثم غادر الصوان على عجل واستقل أول قطار إلى القاهرة، ولكن والحق يقال، كان الشيخ الفشني هو عمدة غن التواشيح والإنشاد الديني بعد الشيخ علي محمود، ولكن حظه في التلاوة كان متوسطًا، وعندما قلد طريقة الشيخ مصطفى إسماعيل، ولكنه عدل عنها بعد ذلك وأصبح له طابعه الخاص، وبعد موت الشيخ الفشني بسنوات طويلة، منحه الرئيس حسني مبارك وساما تقديرا لدوره المجيد في خدمة القرآن الكريم.
نحن نعاني الآن من عدم الاهتمام بالمنشدين الدينين، فإذا حصرنا منشدين القرن العشرين سنجدهم كثر، بينما الآن الأمر ليس كما بالقرن العشرين. فنتمنى عمل مسابقات لاكتشاف مواهب جديدة في هذا المقال.
المصدر: كتاب ألحان السماء للراحل الكبير محمود السعدني
الكاتب
ما هو انطباعك؟
