همتك نعدل الكفة
1٬195   مشاهدة  

“الصدفة التي وصفت سوسن بدر بالـ”الهاربة من المعبد

سوسن بدر


شادي عبد السلام يحضر لفيلمه الذي لم نره “إخناتون”، والطالبة سوسن بدر تجلس في كامل انتابهها لتتابع إحدى المسرحيات بالمسرح القومي لتتنهى بحثًا طلب منها في معهد الفنون المسرحية، وفي فترة الاستراحة، اللحظة التي خلقتها الصدفة، وقف أمامها رجل وقور، لا تعرفه، ولا يعرفها، عرفته فيما بكل تأكيد اسمه صلاح  مرعي.

رجل كما وصفته “سوسن”: “زي القمر، يرتدي بالطو بكتفيه، هي عادته، لا يضع ذراعيه داخل الأكمام”، سأل طالبة معهد الفنون المسرحية :”مدموزيل، تحبي تمثلي؟”، أجابت “سوسن”: “طبعًا، أحب جدًا يا أفندم”، فطلب منها “شادي” أن يلتقياً في إستديو النحاس صباح اليوم التالي، فقد كان وقتها يشغل رئاسة الإستديو.

سوسن بدر

مخرجًا، ورسامًا، يرسم مشاهده قبل أن يصورها بورتريهات، يحضر فيلمًا اسمه “إخناتون”، ستتلقي به فتاة وجهها فرعونيًا، تخيّل ما الذي حدث بينهما في مقابلة استديو النحاس، مشهدًا سيينمائيًا مبكرًا، ربما هو كذلك.

حكى “شادي” لـ”سوسن”، أنه يحضر لفيلم “إخناتون”، ثم التقط لها عددًا من الصور الفوتوغرافية، ثم طلب منها أن يجرب بعض أدوات الماكياج، كحّل عينيها، ووضع ما يقرب وجه هذه الطالبة التي اسمها إلى الآن “سوزان”، _سيتغير فيما بعد_ إلى الملامح الفرعونية.

الصدفة، إلى الآن، جعلت سوسن بدر، الطالبة بمعهد الفنون المسرحية على مقربة من أن تشارك في فيلم “إخناتون”، ليس ذلك فقط، بل وصفها شادي عبد السلام بأنها “الهاربة من المعبد”.

لم يتحمس، أحد، لإنتاج الفيلم، يحتاج لأموال طائلة، والمخرج شادي عبد السلام يرفض تمامًا، يرفض بتطرف أن يموّل فيلمه أي جهة غير مصرية، فقد عرضت عليه الأموال من هنا وهناك، لكنها أجنبية.

سوسن بدر

لم يكن رفضه للأموال فقط، بل رفض أن يكون اسم “سوزان بدر الدين” على تتر الفيلم، فغيّره ليصبح “سوسن”، ولم تترك له الحبل على الغارب واصرت على أن يبقى اسم والدها “بدر الدين”.

نجحت سوسن بدر الدين في أن يبقى اسم والدها، لكنها لم تنجح في إقناع الرجل، أن يقبل أي تمويل أجنبي لإنتاج الفيلم، بل غضب منها بشدة.

رغم أن الفيلم لم يُنتج، ورغم أن سوسن بدر حزينة للغاية على ذلك، ورغم أنها احتجت وقتها واقترحت على شادي عبد السلام أن يقبل تمويل أجنبي، لكنها بعد هذا العمر الطويل، تعترف بأنه كانت مخطئة، في أي شئ؟ في أنها نصحته بقبول تمويل من الخارج، وقالت، أنه كان على حق في إصراره أن يكون الفيلم مصريًا خالصًا، بتمويل مصري، حتى ولو كان الثمن أن لاينتج الفيلم أبدًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان