397 مشاهدة
الصفارة الحلقة الأولى.. هل تصنع الاسكيتشات دراما متماسكة؟
منذ أعوام قليلة ازدهر ما يمكن تسميته فن كتابة الاسكيتش، وتحول بعضها إلى مشاريع كتب والتي سرعان ما تحولت إلى دراما، وأصبح لهذا الفن رواده، وعزز ظهور أحمد أمين وبرنامج البلاتوه القائم كليًا على فكرة الاسكيتشات، هذا الفن فصارت هناك العديد من المحاولات الدرامية أو التلفزيونية لاستثمار هذا الفن الجديد ويبدو أن مسلسل الصفارة واحدًا منها.
منذ عام 2018 لم يقدم أحمد أمين سوى مسلسل تلفزيوني كوميدي واحد، وهو الوصية، المسلسل القائم على نظام الحلقات المتصلة المنفصلة، كان شكل كتابة الاسكيتشات مناسبًا له، خاصة في ظل حبكة درامية واضحة وقوية، ووجود تجم مثل أكرم حسني وممثلين مثل محمد جمعة وريم مصطفى خالد كمال بالإضافة إلى ضيوف الشرف كل هؤلاء كانوا خير تعزيز للظهور الدرامي الأول لأحمد أمين، ولكن مسلسل الصفارة هذا العام مختلف.
الصفارة هذا العام والذي كتبته ورشة مؤلفة من شريف عبدالفتاح وسارة هجرس وعبدالرحمن جاويش، يبدو أنه يراهن على نقطتي قوة، الأولى أحمد أمين وموهبته وجماهيريته، ثانيًا الاسكيتش الكوميدي، خاصة وأن المؤلفين الثلاثة عرفوا بكتابة هذا النوع سواء شريف عبدالفتاح أو سارة هجرس عبر مشاركتهم في كتابة أعمال أحمد أمين السابقة البلاتوه وأمين وشركاه، او عبدالرحمن جاويش التي تعد تلك تجربته الدرامية الرابعة..
والحقيقة أن الحلقة الأولى جاءت عبارة عن مجموعة اسكيتشات متراصة منذ مشهد البداية حيث المطاردة التي يتخللها اسكيتش قصير بين شفيق ومبيعات شركة عقارات، والذي عابه انه جاء أطول من اللازم في مشهد مطاردة، بينما جاءت الاسكيتشات في المشاهد التالية أكثر حرفية وجمالًا لانها اعتمدت على الصورة في خلق الكوميديا بدلا من الحوار المكتوب مثل مشاهد الفلاش باك ومشهد رحلة المدرسة.
ولكن بين الكوميديا والضحكات ظهرت قصة باهتة للغاية حول شفيق نفسه، عابها الكثير من الاستسهال المفرط، والمشكلة الأبرز هو الإيحاء بأن المسلسل سيكون من نوعية الحلقات المتصلة المنفصلة، وهنا قد تخفت صفارة أمين هذا العام، فمع الأسماء الشابة مثل آية سماحة وطه دسوقي، قد يتحول المسلسل من مسلسل إلى نسخة شبة درامية من برنامج البلاتوه، فيخسر أمين رهانه هذا العام وهو ما لا أتمناه.
وربما قد يكون هذا بمثابة تحذير أن الاسكيتش لا يستطيع أن يحمل على عاتقة مسئولية بناء دراما قوية، فالبناء الدرامي ضروري أن يكون متماسكًا وصلبًا وبعيد عن الاستسهال ليستطيع أن يحمل على كتفيه الاسكيتشات التي تخلق الكوميديا في مثل هذا النوع من الأعمال.
فمقارنة بالوصية المسلسل صاحب البناء الدرامي المتماسك، والذي حمل على كتفه العديد من الاسكيتشات وضيوف الشرف والشخصيات المتنوعة، ربما لا يكون تماسك بناء الصفارة هذا العام بنفس القوة، وأتمنى أن يكون الأمر مجرد مشكلات بسيطة يمكن تلافيها في الحلقات المقبلة، فأحمد أمين أحد أهم وأبرز المواهب التي ظهرت في العشرون عامًا الأخيرة.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
