الصفارة تعود إلى نغمتها الصحيحة.. ما أجمل أن تكون على خطأ

مع الحلقة الأولى من مسلسل الصفارة -والتي لم تكن موفقة- شعرت أنه ربما يستسهل صناع المسلسل في كتابة حلقاته وتنفيذها، او يعتمدون على نجومية وموهبة أحمد أمين لتمرير المسلسل وتمرير مشكلات الكتابة التي كانت واضحة بفجاجة في الحلقة الأولى، ولكن مع تتابع الحلقات اتضح ان كافة أخطاء الحلقة لم تتكرر مرة أخرى، وعادت الصفارة تضحك من يشاهدها.

من أبرز مشكلات الحلقة الأولى عدم تواجد بناء درامي متماسك أو قوي فيها ليحمل عليها أحداثها، ولكن تغير الأمر، استطاع ثلاثي الكتاب سارة هجرس وشريف عبدالفتاح وعبدالرحمن جاويش التحول من الاسكتشات المتفرقة، لخلق دراما حقيقة في كل حياة يعيشها البطل بعد الصافرة.

بل اللافت للنظر أن هناك تطور في الكتابة كلما تقدمت الحلقات، فالصفارة الأولى ربما جاءت أقل من الثانية، تلك التي كان بطلها طه دسوقي الكوميديان الذي نتنبأ له جميعًا أن ينطلق إلى ما هو أبعد وأن يعد واحد من نجوم الكوميديا البارزين، وفي رأيي طه دسوقي يمتلك مقومات تجعله أحد أبرز الكوميديانات في تاريخ الكوميديا المصرية، وكذلك أحمد أمين بالطبع فهذا لا جدال او خلاف عليه.

التخلص من فكرة الاسكيتش والاعتماد على الدراما فتح أمام الكتاب مساحة لخلق ما كان ينقص الحلقة الأولى وهو كوميديا الموقف النابعة من الحدث لا من الشخصيات، فبعد اللباليب رأينا مواقف كوميدية أكثر حبكة وجمالا، بل رأينا خطوط كوميدية بالكامل تسند وتدعم الحكايات القصيرة التي نراها في العمل، مثل جملة “اللي حصل في جمصة” والخط الدرامي بين وجيه والخادمة ونهايته الذكية.

فقط كل ما أتمناه أن يكون كتاب المسلسل من الذكاء بما يكفي ليستثمروا جملة “اللي حصل في جمصة” في كافة الحكايات الأخرى، كأنه حدث قدري يحدث لشفيق في كل الحيوات التي يعيشها، فعلا أتمنى أن يحدث هذا فاستثماره سيكون أمرًا رائعًا.

أمين نفسه تخلص من مشكلة الحلقة الأولى وتعامل مع المشاهد على كونها مشاهد ووحدات درامية تكمل بعضها البعض عكس ما حدث في الحلقة حيث كانت طريقته في الأداء أقرب لتلك الفقرة التي كان يقدمها في البلاتوه حينما يقدم ستاند أب كوميدي بشكل مختلف، الجميل في الأمر أن هذا النوع من الكوميدي يساعد أمين على إفراغ طاقته كممثل تلك الطاقة التي لا تنضب ومعها رغبة قوية في التحقق والاختلاف.

إقرأ أيضا

النساجة الملهمة.. عن “صوفي جورجي” المرأة التي ودعتنا عن 102 عام

الصفارة مع مرور الحلقات وتحسن مستوى كتابة الحلقات، بالإضافة لضعف منافسيه من المسلسلات الكوميدية مرشح أن يكون المسلسل الكوميدي الاجمل هذا العام، أو هذا ما اتمناه.