أكله يحمي من القتل.. الغراب في المعتقدات الشعبية
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بدأت العلاقة بين الإنسان والطيور عندما بدأ بحثه عن الطعام، فمضى يسرق أعشاشها وينصب لها الفخاخ والأشراك كي يقبض عليها ويذبحها، ثم نشأت شريعة حماية الطيور، فحرمت أخذ الذكر والأنثى في وقت واحد.
فاستخدمت عظام الطيور كأدوات، واستخدمت أيضًا كأنابيب تمسك مواد الفنان القديم، واستخدمت أخيرًا كناي يصفر الناس عليه ألحانهم، وقد استخدمت الشعوب البدائية من قشور بيض النعام زجاجات، واستخدم بعض خزافى الحضارات القديمة عظام الطير في طبع النماذج التي يريدونها على أدواتهم.
حظى الغراب في تراث كل أمة باهتمام بالغ، وأكثر العقائد الشعبية شيوعًا بالنسبة للغراب أنه طائر مشئوم.
فكان الناس في أيرلندا في نهاية القرن السابع عشر، يعتقدون أن الغراب ذا الاجنحة البيضاء إذا طار يمينًا وهو ينعق في نفس الوقت، فإن ذلك يعني نبوءة مؤكدة بالحظ السعيد لأي شخص، ففي أغنية أوربية قديمة تقول: اذا رأيت غرابًا واحدًا فان ذلك دليل على الحظ السعيد، لكن رؤية غرابين نذير بلية من غير شك، أما أن تقابل ثلاثة فذلك يعني أنك تقابل الشيطان.
فالاعتقاد بأن نعيق الغراب هو نذير بالموت، اعتقاد شائع في كل أرجاء أوربا وفي انحاء مختلفة من أفريقيا وآسيا
وكانت الصورة التي يظهر بها الغراب في التراث الوثني، أو بتعبير آخر (التراث غير المسيحي) تؤيد وجهة النظر التي تقول بأنه في الأزمنة المبكرة كان العاملان المسيطران على العقائد الشعبية هما: الاحترام والخوف.
وفي التراث الدنماركي يعني ظهوره نبوءة أن الموت قد جاء لراعي الكنيسة، وفي تشيكوسلوفاكيا يعتقد بأن أكل قلوب ثلاثة غربان مسحوقة يعطي مناعة ضد القتل، وبأن أكل قلوب الغربان يساعد أصحابه على اكتساب ما لدى الغربان من قدرة على الرؤية.
وفي التراث الشعبي العربي كثيرًا ما كانت الأسباب المختلفة التي دعت إلى كراهية الغراب، الى حد أن الاشتقاق اللغوي، والإطلاق لبعض أنواعه قد تأثر بهذه العقائد، يقول الدميري: والعرب تتشاءم بالغراب، ولذا اشتقوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب، وغراب البين الأبقع، قال الجوهري: هو الذي فيه سواد وبياض، وقال صاحب المجالسة سمى غراب البين لأنه بان عن نوح ليأتيه بخبر الأرض، فترك أمره، ووقع على جيفه.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال