الفايكنج.. قراصنة أوروبا الذين ظلمتهم الأخطاء
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تنحدر أصول شعوب ” الفايكنج ” عن قبائل “الجيرمان” التي كانت تستوطن المناطق المحاذية للإمبراطورية الرومانية وكانت أحد أهم أسباب سقوطها.
كانت شعوب ” الفايكنج ” عبارة عن بحارة وملاحي سفن وتجار ومحاربين سكنوا المناطق الإسكندنافية بشمال أوروبا والتي تشمل الآن دول الدنمارك وأيسلندا والنرويج والسويد، وأصل كلمة ” فايكنج ” يأتي من اللغة الإسكندنافية القديمة والتي تعني “قرصان”.
اشتهر “الفايكنج” ببراعتهم في الإبحار والملاحة وبناء السفن الطويلة، الأمر الذي ساعدهم فيما بعد على التوسع خصوصا عبر البحار والأنهار في مناطق واسعة من أوروبا وصولا إلى شواطئ البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية.
أطلق مصطلح عصر ” الفايكنج ” على الفترة بين أواخر القرن 8 حتى منتصف القرن 11 عشر في التاريخ الأوروبي وهي الفترة من أقدم غارة مسجلة لهم على “إنجلترا” في 790 حتى تضاءل وجودهم في عام 1066، عندما خسروا معركتهم الأخيرة مع الإنجليز في معركة جسر ستامفورد.
سجلت عدة مصادر الكثير من ثقافة وأنشطة ومعتقدات تلك الشعوب وعلى الرغم من كونها ثقافة لم تنتج أي أرث أدبي فقد كان للـ “الفايكينج” أبجدية خاصة بهم وقاموا بوصف أنفسهم وعالمهم على أحجار “الرون”.
من أشهر أساطيرهم ، أسطورة وحش بحر الشمال الذين كانوا يعتقدون أن الإله “أودين” أرسله لينذر البشر من المعاصي، وقد صورته لوحاتهم يهاجمهم ليلا في بحر الشمال لذا قاموا بنحت وجهه على مقدمة سفنهم لالتقاء شروره، بالإضافة إلى لوحات كانت تصور التضحية بعذراء عند صخور “لوخ نس” بأسكتلندا لإرضاء الوحش.
ترتبط صورة “الفايكنج” في مخيلة الكثير بالمحاربين ذوي الخوذات القرنية، ولكن المؤرخين يعتقدوا أن محاربو “الفايكنج” لم يرتدوا تلك الخوذات، وأنها كانت تستخدم في الثقافة الإسكندنافية لأغراض طقسية لا تزال غير مثبتة، وقد انتشر هذا الاعتقاد الخاطئ من بعض الهواة في القرن الـ 19 الذين شجعوا على استخدام الأساطير الإسكندنافية.
صور “الفايكنج” بإعتبارهم من الشعوب العنيفة المتعطشة للدماء، للدرجة التي جعلتهم يستعملون جماجم أعدائهم كأوعية للشراب على الرغم من عدم وجود أي دليل على ذلك، ولكن ذلك الاعتقاد الخاطىء أتى من ترجمة مغلوطة لقصيدة “سكالدك” التي يتحدث فيها “كراكومال” عن أبطال يحتسون الشراب من الجماجم.
ما زال لقب “الفايكينج” يطلق حتى الآن على أحفادهم من سكان الدول الإسكندنافية الحديثة.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال