همتك نعدل الكفة
180   مشاهدة  

الفن .. بين الترفيه والرسالة وتنظير “السوشيال ميديا”

الترفيه والرسالة


خلال الساعات الماضية ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحالة كبير من الجدال والتنظير والخلاف حول ما هو دور الفن الحقيقي  بمختلف أشكاله سواء السينما أو المسلسلات أو الموسيقى “الأغاني”، هل الفن يقف دوره عند حدود الترفيه تسلية الجمهور فقط أم لابد وأن يحمل رسالة؟

وفي الحقيقة للإجابة على هذا السؤال لا يوجد إجابة حقيقية وقوانين تحكم الفن والذي يعد عملية إبداعية من الأساس.. فبالنظر إلى رواد الفن المصري وعظماءه تتعلم وتُدرك بأن كلاهما صحيح.

الترفيه وتسلية الناس وإضحاكهم بالظروف الصعبة مع الحفاظ على إحترامهم من أسمى الأهداف الفنية من منا لم يعشق الأستاذ سمير غانم والذي من خلال مشواره الفني إستحق عن جدارة لقب الأستاذ لأنه حرص على أن يُضحك الجمهور طوال سنوات مسيرته الفنية وكان هدفه الحقيقي ليُصبح صديقًا لملايين المصريين والعرب ولكن كيف قدم سمير غانم ونجح في هذا ؟ تلك هي المسألة التي على الجيل الجديد والفنانين الجُدد أن يتعلموها.

وهناك الكثير والكثير من الفنانين ممن حملوا على عاتقهم طوال تاريخ الفن المصري مهمة إسعاد الجمهور مع احترام عقليته.

الترفيه والرسالة
الفن – رسمة تعبيرية

وبالطبع أيضًا الفن يحمل رسالة وهناك العديد من النماذج التي نُشاهدها وشاهدناها وتعلقنا بها وتعلمنا منها من منا ينسى المال والبنون وأفلام عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد والعديد من الأعمال التي حملت بين مشاهدها رسائل كثيرة ترتقي بمشاعر وأفكار مشاهديها، فكلاهما صحيح وهناك نوع ثالث والذي يعد أصعبهم وهو مزج الرسالة بالإسعاد وهو ما نجح فيه كمثال الكاتب الكبير الراحل لينين الرملي والذي نجح على مدار سنوات عمره وأعماله الفنية التي تنوعت بين السينما والمسرح والمسلسلات في مناقشة وعرض الكثير من الأعمال الفلسفية بشكل كوميدي ضاحك يجعل المشاهد يُفكر وهناك الكثير من الفنانين ممن نجحوا في تغليف رسالتهم بإطار من التسلية.

إلا أنه تبقى الأزمة الحقيقية ليست في نوعية الفن والمقصود من تقديمه للجمهور ولكن الأزمة الحقيقية فيمن يعطون نفسهم مقدارًا أعلى مما تستحق أعمالهم الفنية التي يقدمونها، ليس عيبًا أن تُقدم فنًا يُسعد الجمهور ولكن العيب الحقيقي أن تُحارب من أجل إثبات أنه يحمل رسائل وأهداف وذلك غير حقيقي.

والغريب أيضًا هو تحول مواقف بعض الفنانين من فكرة إلى نقيضها في لحظة فحينما يسألك جمهورك عن ما تقدمه من أعمال تبدوا مُسطحة وغير هامة تؤكد حينها بأنك تقوم بالتسلية فقط وهذا شيء جيد ومعتاد ولكن نفس الجمهور حينما يُطالبك بأن الوقت غير مناسب لتلك النوعية من الترفيه تؤكد بأن ما تقدمه هو فن يحمل بين طياته رسائل !! وكأنما تؤكد بأنك توجد حينما يوجد المطلوب منك !

إقرأ أيضا
زمن الكاسيت

يظل الناس دومًا على خلاف بمختلف الأشياء والأفكار في الحياة وتظل دومًا من أسس الحياة التي خلقها الله هي الإختلاف وعلينا تقبله، ولكن للأسف مازلنا نبحث عن الإحترام .. أن يحترم كل منا أفكار الأخر والأهم من ذلك على الإنسان أن يحترم نفسه حتى يُطالب الناس أن تحترمه.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان