همتك نعدل الكفة
246   مشاهدة  

ماذا لو كنت فيروس؟!

الفيروس ............................................... ماذا لو كنت فيروس؟!
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



المشهد الأول
يحكي صديقي الممثل “محمد بريقع عن موقف أزعجه  حدث مع فتاتين من شرق آسيا بمترو القاهرة؛ تنمر بعض الركاب من الفتاتين، وأعرض الجميع عنهما بشكلٍ مؤذي. ارتمت واحدة في حضن الأخرى، وانفجرت في البكاء.
تسائل صديقي متى وصلنا إلى هذا الحد من اللا شعور؟!..ولم لا نأخذ احتياطاتنا اللازمة وفقط دون اللجوء لأذى الناس. كانت التعليقات متباينة بين مؤيد ومعارض؛ الجميع يشعر بالذعر، والبعض يبرر أذى بدافع الخوف من هذا الكورونا المجهول.
علق البعض أن بريقع يدعو لأن نلقي بأيدنيا إلى التهلكة!..وأن نقترب من حاملي الفيروس، فيما لا يقل الرجل سوى أن نعامل الناس بالحسنى، و نحتاط باستخدام الكمامات والاحتياطات اللازمة.

الفيروس

المشهد الثاني
تتكرر الواقعة بشكلٍ أعنف هذه المرة بالقاهرة أيضًا، ولكن على الطريق الدائري. يركب شاب صيني عربة مع إحدى شركات توفير السيارات، يتفاجىء بالكابتن يضع منديلًا لأنه لا يمتلك كمامة، ويحاور الناس في الشارع، وتنطلق ضحكاتهم وضحكات المارة.
يترك السائق السيارة ليرسل رسالة للشاب بأنه غير مرغوب فيه بها. ييأس المسكين وينزل من العربة، ويحاول البحث عن وصيلة مواصلات أخرى وسط تنمر من الناس وتعليقات وذعر. يتفادى سيارة كادت تصدمه، ويستمر وسط هذا التيه في البحث عن وسيلة تنقله لوجهته.
هذه ليست أول حادثة تنمر بالعالم مؤلمة لشاب صيني أو من شرق آسيا من المجتمعات المختلفة، ولكن الطامة الكبرى أنه لجأ لرجل مرور في الشارع فعزف عنه هو الآخر، وتعامل بمنتهى الحدة. كان لديه أملًا بأن يساعده رجل له سلطة ما، أو يبعد عنه الأذى على أقل تقدير.

https://www.youtube.com/watch?v=9C_hvXl5X0o

المشهد الثالث

كنت في طريقي لزيارة صديقة وتفاجئت برجل يبصق في الشارع بكل ما يمتلك من قوة!..شعرت برذاذ البصقة على وجهي، وإن   أصابك القرف والقشعريرة من الموقف، فتخيل لو كنت مكاني بعد الإعلان عن حالات مصابة بالكورونا بمصر.
أخرجت منديلًا من المناديل المُطهرة التي أحملها، ومسحت وجهي بالكامل. قبل هذا الموقف بأيام قليلة كنت مصابة بالأنفلونزا، وتفاجئت بصديقتين أصروا على احتضاني والترحيب بي بالتقبيل.
حذرتهما أكثر من المرض بأن “يا جماعة عندي برد” وأصروا على إظهار المحبة وتناسي الخطر. أتعجب لأناس الغالبية منهم يتعاملون مع الفيروس بالسخرية والكوميكس، ويبصق بعضهم في الشارع في ظل وجود الكورونا وغير الكورونا.
يخاف البعض الآخر من الشخص الذي يحاول حماية نفسه بالكمامة!..ويتجاهلونه كما لو كان يحمل الفيروس. يؤمنون بأن ربنا الحامي، فيما يتناسون نهي الله لنا عن إلقاء أنفسنا في التهلكة، بينما يرون الصواب في السخرية من مغترب كل ذنبه جسنيته الصينية بدلًا من الاحتماء في الاحتياطات اللازمة.
ننتقد الإعلام الغربي في تشويه صورة المسلمين وإلصاقهم بتهمة الإرهاب، والإرهابي لا يقل خطورة عن الفيروس، الخطر واحد ويؤدي لطريق واحد؛ الموت بالتأكيد. ولكننا رغم ذلك نصطدم كل فترة بتعاملات لا إنسانية مع الصينين

فماذا لو كنت أنت الفيروس ؟..الذي ينشر الذعر بين الناس والكراهية، لا التوعية االسليمة التي نحتاجها لقهر المرض، ولا محاولات الأخذ بالاحتياطات، ولكن وظيفتك الأولى أن تعامل الآخر على كونه الخطر والفيروس بينما تصرفاتك فيروس من نوعٍ مختلف.

إقرأ أيضا
الجنس في رمضان

التعليقات التي تعاطفت مع الشاب الصيني كانت الأمل في أن نسعى لمجتمع أفضل. لسنا بالمدينة الفاضلة، ولن يصبح العالم وردي كله، ولكننا على الأقل نحاول حتى ترتاح ضمائرنا.

الكاتب

  • الفيروس إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان